الحديث ذو شجون ** الأكذوبة الكبرى!بقلم :فايز نصار
نشر بتاريخ: 15/03/2009 ( آخر تحديث: 15/03/2009 الساعة: 22:04 )
الخليل - معا - تطل علينا سيدة كرة القدم العالمية الفيفا كل شهر بترتيب جديد ، تصنف من خلاله المنتخبات العالمية ، وفق معايير يجتهد المصنفون على أن تكون نزيهة وموضوعية ، ولا مكان فيها إلا للقرائن الفنية .
ولا يختلف المحللون على المواقع الطليعية للترتيب ، لان وجود منتخبات اسبانيا والأرجنتين والبرازيل وايطاليا، وغيرها من المنتخبات التي تمثل مدارس كروية أمر مفهوم ،ليأتي الخلاف على أصحاب الصف الثاني ، من المنتخبات التي تحتل في ترتيبها مراكز في عقد التصنيف الثاني ، ومنها الدولة العبرية ، التي احتلت في التصنيف الأخير المركز السابع عشر عالميا !
ولست ادري هنا ما هو الفتح الرياضي الكبير الذي حققه منتخب الدولة اليهودية ، فتقدم إلى المركز السابع عشر ،لأننا نعرف البير وغطاه ن ونعرف أن مجد منتخب المحتلين يقتصر على مرور عابر في مونديال المكسيك الأول ، لأن الثورة الإعلامية ، حولت العالم من حولنا إلى قرية صغيرة ، يعرف كل قاطني هذه القرية ، كل ما يحصل في جنباتها .
ولأن الصحافة ...المكتوبة والمقروءة والمرئية ، وحتى الشبكة العنكبوتية أصبحت تقدم لنا الوجبات الطازجة عن النتائج الرياضية ، من زيلندا الجديدة ، حتى نيكاراغوا ، مرورا بالأفغانستان ، وكل الستانات التي من حواها ، والتي يتسابق اليمنيون والقيسيون على خطب ودّ أصواتها في معركة العرب المصيرية ، في الطريق الى تنفيذية الفيفا ، مما حول الموقف الى كاريكاتيرا غريبا !
كل الأحداث الرياضية ، وكل النتائج الرياضية أصبحت بين يدي المتلقين ، ولم نسمع بين هذه النتائج عن انجازات غير عادية حققتها المنتخبات الإسرائيلية في التصفيات المونديالية ، ولم نسمع عن تأهلات غير مسبوقة للهبوعيلات والمكابيات في الصراع الأوروبي الذي لا يرحم الضعفاء ، ولم نشاهد على محطات التلفزة حدثا رياضيا غير عادي يتعلق بكرة القدم العبرية ، مما يجعل كرة المحتلين تحتل المركز السابع عشر ، متقدمة على مصر والسعودية والمغرب ، ومتقدمة أيضا على منتخبات أوروبية لا أراهن أن المنتخب العبري سيخرج أمامها بأقل من خمسة أو ستة من الأهداف !
إنها الأكذوبة التي انطلت على الصنفين ، لأن مساحة كرة القدم اليهودية على خارطة الكرة العالمية تقل كثير في الملاعب عنها في الإعلام الرياضي وغير الرياضي ، لأن داعمي الاحتلال ينتشرون كالأكسجين في ثنايا الصحافة ، وبين سطور التقارير الرياضية .
إنها الأكذوبة التي لن يصدقها حتى رئيس اتحاد الكرة العبري ، ولا رئيس اللجنة الأولمبية الاحتلالية ، الذي لا يحلم أن يكون المستشار الأول ، عندما يحدد أبناء الوطن خياراتهم ،ويتوافقون على قادة حركتهم الاولمبية ... وما الكلام الذي سمعه من مسئول رياضي ، الا موقف شخصي ، لا يمكن لفلسطيني ابن فلسطينية أن يراهن على حروفه ، لأن الكلام الأكثر موضوعية سمعته من اللواء جبريل الرجوب ، الذي أكد بالفعل قبل القول إن مستقبل الرياضة الفلسطينية بأيد أمينة ، وملخص قول أبي رامي : إننا جاهزون للعب مباراة دولية بين منتخبي فلسطين وإسرائيل ، ولكن في ثاني يوم بعد الجلاء ، وبعد إطلاق سراح المعتقلين كلهم ، وبعد عودة اللاجئين كلهم ، لأن الثوابت الرياضية الفلسطينية ، مستمدة من ثوابتنا الوطنية ، وثوابتنا لا تقبل التطبيع مع الرياضيين الإسرائيليين ، وكلهم أيدوا العدوان الأخير على غزتنا الأبية !
نعم .. إنها أكذوبة كبرى ، لن ينخدع بها العالم الحر ، تماما كما انه لم ينخدع يوما بكون الفيفا تعترف بان الاتحاد الإسرائيلي انضم للفيفا سنة 1928 ، لأن الاتحاد الذي انضم لسلك الفيفا يومها هو الاتحاد الفلسطيني ، والأمر يحتاج الى مراجعة وتدقيق ، وإعادة توثيق ، لان دولة الاحتلال لم تكن قائمة يومها !
نعم .. إنها الأكذوبة الكبرى ، ومثلها ما سمعت يوم رحل صاحب "الكورة غوال " المرحوم كابتن لطيف ، حيث ذكر صحفي عبري أن الكابتن لطيف لعب أمام المنتخب الإسرائيلي في تصفيات كاس العالم في الثلاثينات ، والصحيح يا جماعة الخير ، أن الكابتن لطيف لعب في القدس والقاهرة ضد منتخب فلسطين ، في تصفيات مونديال ايطاليا الأول .
تماما كما أن دولة الاحتلال تمثل أكذوبة العصر ... فان مشتقات هذا الاحتلال تتجلى في أكاذيب تحاول سلب كل معالم الحضارة الفلسطينية ، ومن ذلك السطو على الثوب الفلسطيني المزركش ، في تزامن مع السطو على سجلات جبرا الزرقا ، وأديب الدسوقي.
والحديث ذو شجون