السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

أمهات الأسرى: نحترق كل يوم على أولادنا والعالم يحترق على شاليط

نشر بتاريخ: 16/03/2009 ( آخر تحديث: 17/03/2009 الساعة: 09:53 )
غزة- خاص معا- "كل يوم أحلم به أمامي، أحترق لرؤياه وأتمنى لو أكحل عيوني برؤيته، فمنذ ثمانية أعوام لم أره ولم أسمع منه كلمة فأنا ممنوعة أمنيا".

حتى أمه التي ولدته منعها الاحتلال الاسرائيلي من زيارته، وبالطبع فلا أحد أشد قرابة منها يسمح له بالزيارة، وعليه فإن أم الاسير حمدي الزويدي من بيت حانون- محكوم مدى الحياة في سجون الاحتلال أمضى منها سبعة عشر عاما- تنضم لقافلة من الأمهات الممنوعات من زيارة أبنائهن الأسرى خلف القضبان الاسرائيلية.

قالت لـ "معا": "كل يوم لا يفارق خيالي أراه أمامي ولكنني أراه صغيراً فلا أعرف كيف يبدو الآن بعد ثمانية أعوام، فهل لي صبراً على عدم رؤياه مدى الحياة"؟.

أخرى بجانبها قالت: " السؤال يحرق القلب هل نشتاق لأبنائنا أم لا نحن نموت كل يوم ولا أحد يشعر بنا".

أم الأسير عماد أبو الجديان أقسمت على "معا" أن تخبر ابنها زهير ذو الثمانية والعشرين عاماً أنه نجح بامتحان الثانوية العامة وقالت: "أرجوكم هل ترسلون له رسالة أنه نجح وإن كان يريد التسجيل للجامعة فليخبرني بذلك".

أما أم الأسير ابراهيم بارود عميدة أمهات الأسرى التي تجلس في كل يوم اثنين على ذات المقعد في اعتصام ذوي الأسرى فقد قارب ابنها على إنهاء 24 عاماً خلف القضبان. قالت: "في صفقة الاسرى يجب أن يخرج الأسرى ما قبل اتفاق أوسلو، والمحكومون مدى الحياة والمرضى والاسيرات والأطفال وخاصة من شبعوا من قضبان الاحتلال".

أما أم الأسرى أدهم وماهر وأكرم البسيوني فقد حاولت أن تظهر الصورة الثلاثية لأولادها قائلة: "كل يوم نحترق لرؤية أبنائنا والعالم كله لا يبالي بنا ويحترق لأسير واحد هو شاليط (..)، شاليط ليس بأفضل من أبنائنا لقد جاء على دبابة لقتل أطفالنا، أما أولادنا فقد اعتقلهم الاحتلال من بيوتنا ومن أحضاننا وعذبهم وحكم عليهم بالسجن".

أم الأسير اسماعيل موسى بخيت المحكوم بـ 25 مؤبد، تقول: "حين نطق قاضي المحكمة عليه بهذا الحكم قام ابني برميه بحذائه، وهناك أضاف القاضي مؤبداً آخر عليه"، ضاحكة: "إبني رجل ولكنه تعرض لتعذيب شديد ولا أحد يبالي بنا وبالأحكام الظالمة بحق أبنائنا فقط هناك أسير واحد يعرفه العالم اليوم هو الجندي الاسرائيلي".

تراوحت الأحكام الصادة بحق أبنائهن ولكن الهم يجمعهن كل يوم لاسيما يوم الاثنين في اعتصامهن الاسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ويجمعهن كذلك الأمل بأن يكون ابناؤهن ضمن أي صفقة يتم الافراج بموجبها عن اسرى فلسطينيين.

والدة الأسير حسام خلة قالت: "أخاف أن يكون الكلام على الفاضي وما يطلع ولا واحد من أولادنا".

أما قريبات الاسيرين عماد وعمار يوسف حمد من بيت حانون، فقد أكدن أن والدتهما لا تستطيع المجيء لهذا الاعتصام الاسبوعي لشدة ما ألمها من الهم خاصة بعد استشهاد ابنيها في آخر اجتياح لبلدة بيت حانون واعتقال الآخرين في الحرب الاخيرة على غزة.