الإثنين: 16/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

متحف "قيد الانشاء" جهود متواصلة لابراز تاريخ شعبنا الفلسطيني

نشر بتاريخ: 16/03/2009 ( آخر تحديث: 16/03/2009 الساعة: 20:42 )
طولكرم -معا- رغم الجهود الحثيثة والمتواصلة التي تبذلها مديرية السياحة والآثار في مدينة طولكرم من أجل انجاح فكرة تأهيل وترميم وافتتاح متحف طولكرم "قيد الانشاء" لاتزال عمليات الدعم المادي تقف حجر عثرة وعائقا أمام امكانيات التطوير المستمر والنهوض بالمتحف الذي يعد الوحيد في الشمال على مستوى المحافظات الفلسطينية .

ويعتبر متحف طولكرم "قيد الانشاء" من أهم المعالم التاريخية التي تبرز الحياة الثقافية والتراث الوطني للشعب الفلسطيني عامة والمجتمع الكرمي بشكل خاص اضافة الى توثيقه لحضارة امتدت عبر التاريخ حيث يحتوي على مواد أثرية بحاجة الى تكاتف الجهود من أجل الاسراع في افتتاح متحف وطني وهو ما لم يتم تنفيذه حتى الآن، على الرغم من وجود مشروع متكامل وذلك بسبب الدعم الغائب والمشلول .

وأوضح خالد الهمشري مدير متاحف الشمال للصحفية "همسه التايه"، أهمية تكاتف وتعاون كافة المؤسسات المعنية للحفاظ على التاريخ والتراث الوطني بصورة أكبر والعمل بشكل جاد وفاعل من أجل افتتاح متحف طولكرم وتحويله الى واقع ملموس يلقي بظلاله الايجابية جميع المناحي الثقافية والاقتصادية. مؤكدا أن أوضاع السلطة المادية تقف عائقا أمام المتحف الوليد .

وناشد خالد الهمشري بلدية طولكرم ومختلف المجالس البلدية والمؤسسات المعنية وأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج الى تكثيف الجهود الداعمة للمتحف وعدم التقاعس تجاه امداد المتحف بالدعم اللازم وتقديم الخدمات التي من شأنها العمل على حماية التراث الفلسطيني والاهتمام بالآثار .واصفا متحف طولكرم " بالواقع المهم والمهمل " .

وطالب بضرورة العمل على تأهيل حديقة المتحف وامدادها بالدعم اللازم والتي تعتبر الواجهه الأساسية للمتحف والتي تشمل على مواد أثرية ضخمة كالقبر الروماني ومعصرة السمسم والتي تعود لعدة حقب تاريخية على اعتبار أن المتحف وسيلة من وسائل جذب السياح من المدن كافة الأمر الذي من شأنه دعم المدينة اقتصاديا .

وحول أهمية المتحف ورسالتها السياسية والاقتصادية والثقافية قال مدير متاحف الشمال :"أن للمتاحف رسالة قوية فهي تمثل دليل ساطع وبرهان وحجة على أن أرض فلسطين " أرض عربية " خالصة للكنعانيين"، مشيرا الى أن الشعب الفلسطيني لا يمتلك أسلحة بل أدلة وبراهين عملية وملموسة حول الحق التاريخي لفلسطين، قائلا " نحن أصحاب الحق التاريخي "مطالبا بضرورة العمل على توعية المواطننين بأهمية المتاحف والدور الوطني الذي تقوم به .

ويضم المتحف المرتقب قطع أثرية من مختلف العصور الحجرية والبرونزية والحديدية مرورا بالعصور الرومانية والبيزنطية والاسلامية وحتى عام 1948. اضافة الى احتوائه على مواد حجرية عرفت " بالستالاجيميت " أخذت من باطن الأرض على عمق بضع أمتار على غرار ما هو موجود بمغارة جعيته في لبنان .

ويحتوي المتحف على 200 سراج روماني وبيزنطي وفارسي ناهيك عن وجود عدة زوايا أهمها التراثية والتي تضم جرار كبيرة الحجم تستخدم في أغراض شتى في المنزل الفلسطيني قبل 100 عام لا سيما في استعمالات الزيت والماء اضافة الى جرتين ذات حجم كبير لنفس الاستخدام . وعدد من الوثائق والمخطوطات التاريخية التي تعود للفترة العثمانية . وزاوية الملابس الفلوكلورية التي من خلالها يتم التعرف على أهميتها وطريقة لبسها وتاريخها وعدد كبير من الزوايا والمواد الأثرية القيمة .

ومن أجل الحفاظ على تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يئن تحت وطأة الاحتلال لا بد من تضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية من أجل تذليل كافة العقبات والصعوبات من أجل الاحتفال بولادة متحف طولكرم والذي يعتبر انجازا وطنيا غاية في الأهمية .