أمهات الأسرى يحلمن باحتضان ابنائهن في عيد الأم لتعود البسمة على الشفاه
نشر بتاريخ: 17/03/2009 ( آخر تحديث: 18/03/2009 الساعة: 11:05 )
طولكرم- معا- "عيد الأم من أصعب الايام على كل أم أسير وشهيد، والفرحة الحقيقية هي عندما يطلق سراحهم كافة من سجون الاحتلال " بهذه العبارة إستقبلت أمهات الاسرى المعتصمات امام مكتب اللجنة الدولية للصليب الاحمر في طولكرم، ذرفن الدموع، وانطلقت من حناجرهن الدعوات والأمنيات بأن يكون الفرج قريب لجميع من يقبع في السجون.
اليوم تعيش والدة الاسيرين" فادي و شادي مطر " في حالة قلق على وضع ابنها " فادي " الصحي، حيث يعاني من وضع اختناق دائم نتيجة مشاكل في الأنف، وترفض إدارة السجن تقديم العلاج اللازم له رغم أنه بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة، عدا عن انه يتعرض لحملة تنقلات من سجن إلى آخر كلما اقترب موعد عمليته، إضافة على مشاكل مرضية عديدة، فاليوم تهل عليها ذكريات عيد الأم الذي كانت تعيشه وسط أبنائها الذين لا يتوانون عن تقبيل يديها ورأسها، ويجلبون الهدايا البسيطة تقديراً لها ولتضحياتها، إلا انها اليوم لم تجد في هذه المناسبة غير أن تطلب من الله تعالى أن يرضى عنهم ويفرجها عليهم وعلى جميع الأسرى.
في الاعتصام، كانت دموع الامهات خير تعبير عن الألم والحزن الذي يعتصر قلوبهن لفراق فلذات أكبادهن، بعد أن أبى الاحتلال إلا أن يسرق الفرحة من الأم الفلسطينية حتى في عيدها (21) من آذار مارس " عيد الأم "، حيث تواجدن اليوم كما كل ثلاثاء للإعتصام، تشاركن بعضهن البعض الهم والألم والأمنية، خاصة وقد اقترب " عيد الأم " الذي يعني الكثير لهؤلاء الأمهات، وسط تسائلاتهن، إلى متى هذا العذاب، وكم من الوقت سيستمر، أولادنا داخل السجون يتجرعون المرارة وقسوة السجان، ونحن في الخارج نعيش جرح الفراق والخوف من مجهول أسود يخيم على الجميع لاستمرار الممارسات الاحتلالية التي لا رادع لها.
واجمعن الامهات في هذا اليوم " عيدنا يوم الإفراج عن جميع الأسرى وينعم الشعب الفلسطيني بالحرية ".
حليمة ارميلات مديرة نادي الأسير الفلسطيني في طولكرم، دعت إلى أهمية تكريم أم الأسير التي هي بحاجة لمن يقف إلى جانبها ويساندها، في ظل غياب ابنها، مضيفة " الأوضاع التعسفية التي يعيشوها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وانعكاس ذلك على ذويهم، يتحتم على الجميع التضامن معهم ودعم صمودهم والضغط نحو الإفراج عنهم جميعاً دون قيد أو شرط أو تمييز ".
وبرز دور المؤسسات الاعلامية والعاملين فيها في هذا اليوم، والذي تمثل بــ " تلفزيون السلام"، حيث قام توزيع الورود والهدايا والحلوى على أمهات الأسرى المشاركات في الاعتصام، بمناسبة "عيد الأم" تقديراً لهن واعترافاً بنضالهن وتضحياتهن في سبيل الوطن وحرية الأسرى، إضافة الى مشاركة كل من المجموعة الكشفية لمدرسة بنات زنوبيا الأساسية، ولجنة إقليم فتح، ولجنة المرأة للعمل الاجتماعي، ونائب محافظ طولكرم جمال سعيد، وشبكة العلاقات العامة للأجهزة الأمنية والقوى الوطنية، والذي كان له كبير الأثر على ذوي الأسرى.
الاسير المحرر غسان مهداوي، والذي افرج عنه الاربعاء الماضي عقب قضاء محكوميته البالغة (19 عاماً) في سجون الاحتلال، شارك الامهات في إعتصامهن لهذا اليوم، قائلاً "إن أجمل هدية لأمه هي حريته التي نالها مؤخراً بعد انتهاء مدة محكوميته"، مضيفاً "أمي تكبدت الكثير من أجلي، وأصابها المرض وحزنت كثيراً، ومهما قدمت لا أستطيع أن أوفيها حقها، فلها كل التحية والتقدير".
بدوره، وجه مصطفى طقاطقة أمين سر حركة فتح في طولكرم، التحية والتهنئة لأمهات الأسرى في عيد الأم، متمنياً أن تعود هذه الذكرى في العام القادم وقد انتهى ملف الأسرى بالإفراج عنهم، مؤكداً أن الأسرى هم العماد والأساس في القضية الفلسطينية، وأن الحد الأدنى المطلوب منا هو التضامن معهم ومساندتهم بكل قوة.