قوة من الشرطة حاصرت المحتفلين في حي الزيتون واعتقلت حاتم عبد القادر
نشر بتاريخ: 21/03/2009 ( آخر تحديث: 21/03/2009 الساعة: 18:50 )
القدس- تقرير معا- شنت الشرطة الإسرائيلية وقوات حرس الحدود اليوم السبت حملات دهم لعدد من المؤسسات والمدارس المقدسية، واعتقلت بعض المسؤولين عن تلك المؤسسات في محاولة لمنع أي مظاهر للاحتفال بإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية.
وأفاد مراسل "معا" في القدس ان قوة من الشرطة الإسرائيلية حاصرت محتفلين في جبل الزيتون بعد أن اطلقوا البالونات بهذه المناسبة، ومن بينهم حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء لشؤون القدس، والذي تم اعتقاله واحتجازه من قبل عناصر الشرطة، بينما تمكن محافظ القدس عدنان الحسيني الذي تواجد في المكان من الإفلات من قبضة الشرطة.
وواصلت قوات الشرطة اقتحام مؤسسات ومدارس في المدينة من بينها نادي القدس في شارع الرشيد الذي أصدرت أمراً باغلاقه حتى ساعات المساء، والكلية الابراهيمية في حي الصوانة شمال البلدة القديمة، كما تعرضت عدة مدارس للدهم اثناء اعداد طلبتها لتنظيم نشاطات تتعلق باحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية.
وفي وقت سابق اقتحمت قوة من الشرطة الإسرائيلية ساحة جمعية برج اللقلق داخل أسوار البلدة القديمة شمال المسجد الأقصى وداهمت مقر الجمعية، واعتقلت مديرها عماد الجاعوني، وعادت وأفرجت عنه في وقت لاحق، كما سلمت العاملين أمراً بمنع أي فعالية أو نشاط، حيث كان من المقرر أن يقام جزء من الفعاليات في ساحة الجمعية.
واعتقلت قوة من الشرطة الإسرائيلية أريج دعيبس موظفة في وحدة القدس في الرئاسة وتعمل مترجمة للرئيس محمود عباس، وذلك بعد مداهمة بيتها في حي بيت حنينا شمال القدس، وافرجت عنها كذلك في وقت لاحق.
ومنعت الشرطة الإسرائيلية طلبة المدارس من دخول مركز دراسات القدس في البلدة القديمة واعتقلت الأدلاء ومديرة المركز.
وأوضح بيان صادر عن المركز أن العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية تواجدوا منذ الصباح على مدخل سوق القطانين ومدخل المركز، وقاموا بتفتيش والتحقق من هويات كل موظفي وزائري المركز واحجزوا هويات البعض، ومنعوا طلبة المدارس والبالغ عددهم أكثر من 300 طالب وطالبة مشاركين في جولة تعليمية ضمن جولات المدارس الاعتيادية "ياما كان يا قدس" التي ينظمها المركز لطلبة المدارس من دخول المركز.
وحذرت موظفي المركز والمعلمين والمرشدين من أي نشاط له علاقة باحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 وإلا فسيتم اعتقالهم.
وحاول المركز مراراً أن يطلب السماح للطلبة فقط بدخول المركز ليتناولوا وجبة الإفطار ولكنهم رفضوا، واعتقلت مرشدتين واحتجزت هوية رجل إسعاف مرافق للجولات وطلبته للتحقيق لاحقاً، وحظرت على مرشد آخر الدخول الى القدس، ومن ثم اعتقلت مديرة مركز دراسات القدس قبل وصولها الى المركز.
ورغم ساعات من المحاولات المتكررة للسماح للطلبة من دخول المركز لتناول الإفطار إلا أن الشرطة رفضت ذلك قطعياً، وتمركز رئيس الشرطة في باحة المركز بالإضافة الى رجلي مخابرات في الساحة العليا من المركز.
وسمح بنقل الإفطار الى باب العامود تحت حراسة الشرطة ليوزع على الطلبة هناك، وعند وصولهم الى باب العامود، قامت عناصر من الشرطة والجيش بمنعهم من ذلك.
وكان المئات من طلبة المدارس خرجوا منذ الصباح إلى منطقة باب العامود برفقة معلميهم، وانطلقوا في مسيرات متجهين إلى البلدة القديمة للوصول إلى الحرم القدسي، إلا أن قوات الشرطة المتواجدة على مداخل الحرم وفي شوارع البلدة القديمة منعتهم من الوصول إلى الحرم.
وتكثف الشرطة الإسرائيلية من انشارها في شوارع وأسواق مدينة القدس، تحسباً لأي فعاليات بمناسبة اعلان القدس عاصمة للثقافة العربية، وأفاد مراسلنا أن المتجول في شارعي صلاح الدين والمصرارة يلحظ الأعداد الكبيرة لعناصر الشرطة وحرس الحدود، والاستعداد لقمع أي مظاهر احتفالية بهذه المناسبة
كما واعتقلت الشرطة الاسرائيلية فتاتين بالقرب من جامعة القدس- ابو ديس، بتهمة محاولتهما توزيع "قمصان" تحمل شعارات حول احتفالية القدس عاصمة الثقافة، كما منعت الشرطة تلاميذ المدارس من دخول جامعة القدس.
وفي نادي الهلال، حالت الشرطة دون عقد مهرجان للبنات نظمته السلطة الفلسطينية كما منعت الشرطة عقد مهرجان قرب باب المغاربة.
وتعتبر الفعالية المركزية التي ستجري في القدس اليوم، إطلاق 12 ألف بالون من مناطق متعددة داخل البلدة القديمة وخارجها، ولكن لن يتمكن المقدسيون من إقامة مهرجان بهذه المناسبة، لحظر الفعاليات من قبل اسرائيل.
ومن المقرر أن تقام اليوم فعاليات غير منهجية داخل المدارس والعاب رياضية بين فرق مقدسية على بعض ملاعب الاندية في المدينة المقدسة.
وتشير التقديرات إلى أن سلطات الإحتلال لن تستطيع منع الأنشطة داخل المدارس والأندية، ولكنها ستتعامل بصرامة مع أي فعاليات قد تخرج للشارع وعن إطار تلك المؤسسات.
يشار إلى أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أصدر أوامر بحظر تنظيم فعاليات احتفالية بإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية في القدس والناصرة بدعوى أن هذه الفعاليات ممولة من السلطة الوطنية الفلسطينية.
ومن المقرر أن تقام الفعاليات الرسمية بهذه المناسبة مساء اليوم في مدينة بيت لحم برعاية الرئيس محمود عباس ومشاركة وفود من دول عربية مختلفة، حيث وصلت وفود من الأردن والكويت إلى رام الله أمس، ومن المتوقع وصول باقي الوفود العربية اليوم.
كما ستجري احتفالية مماثلة في المخيمات الفلسطينية بلبنان.
ووصف حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء لشؤون القدس، فعاليات "القدس عاصمة للثقافة العربية" التي تجريها مؤسسات مقدسية "بالزئبقية" على ضوء إجراءات الشرطة الإسرائيلية المشددة في المدينة المقدسة وقرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر حظر هذه الفعاليات.
من جانبه أكد عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد اللطيف غيث أمين سر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس أن الإجراءات الإسرائيلية المعلنة القاضية بمنع أي احتفالات شعبية أو رسمية في القدس تأتي في سياق السياسة الرسمية الإسرائيلية تجاه المدينة، وفي سياق الإجراءات المكثفة لتهويد القدس.
وقال: "إن الأشهر الأخيرة شهدت تعاظم وتكاثف عمليات التهويد التي كان آخرها إصدار أوامر بهدم عشرات المنازل في أحياء المدينة المختلفة، وهذه الإجراءات كانت مقدمة لإرهاب المواطنين ومنعهم من القيام بأي نشاطات شعبية تؤكد على عروبة القدس ووطنيتها، وأنها عاصمة الدولة الفلسطينية".
وشدد على أن موضوع القدس من أهم العناوين الوطنية للقضية الفلسطينية، محذراً من "أن المخاطر التي تتهددها هي من أكثر المخاطر التي تتهدد قضيتنا الوطنية بدليل الهجوم المتسارع لتهويدها".
واعتبر أن هذا الوضع يتطلب إنجاح الحوار وتحقيق الوحدة الفلسطينية فوراً، لمواجهة ومقاومة التهويد، مشيراً إلى أهمية اعتبار الموقف من القدس عربياً هو معيار لعروبة ووطنية أي بلد عربي.