ندوة علمية في جامعة بيرزيت بمناسبة يوم المياه العالمي
نشر بتاريخ: 21/03/2009 ( آخر تحديث: 21/03/2009 الساعة: 14:51 )
رام الله- معا- افتتح عميد كلية الآداب في جامعة بيرزيت د. ماهر الحشوة اليوم السبت ندوة بمناسبة يوم المياه العالمي بعنوان: "سرقة المياه الفلسطينية"، والتي نظمتها دائرة الجغرافيا بالتعاون مع معهد الدراسات المائية والبيئية في الجامعة، بمشاركة عدد من الاكاديميين والمختصيين وحضور عدد من طلبة الجامعة.
وأشار د. الحشوة ان هذه الندوة جاءت للفت إنتباه العالم إلى معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع المائي نتيجة لعدم سيطرته على موارده المائية.
من جانبه أكد رئيس دائرة الجغرافيا في جامعة بيرزيت د. عثمان شركس ان هذه الندوة تهدف إلى إبراز مشكلات المياه العالمية عامةً والمياه الفلسطينية خاصة، فهذه الندوة تشكل صرخة عالية بخطورة نهب وسرقة المياه الفلسطينية من قبل الإحتلال الإسرائيلي وسيطرته وتحكمه بالمياه التي تعتبر عصب الحياة للشعب الفلسطيني.
وشدد على ضرورة عقد مثل هذه الندوات لنشر الوعي والترشيد في إستهلاك المياه، بالإضافة إلى إشراك الطلبة وإطلاعهم على آخر المستجدات في هذا المجال، حتى يتمكن الطالب من ربط الجوانب النظرية التي يدرسها بالتطبيقات العملية.
وأوضح ممثل معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت د. نضال محمود أن السيطرة والتحكم بحوض نهر الأردن ومصادر تغذية الأحواض المائية في فلسطين كانت من اهم الأسباب التي دفعت إسرائيل لإحتلال الضفة الغربية عام 1967. مشيراً انه لا تزال كافة مصادر المياه الفلسطينية السطحية والجوفية تخضع لعمليات السيطرة والنهب والإستنزاف من قبل الإسرائيليين وبذلك حرمان الفلسطينين من الإنتفاع بمصادرهم المائية.
من ناحيته قدم د. عصام الخطيب في الجلسة الاولى ورقة حول" مصادر التزود بالمياه في الضفة الغربية وقطاع غزة وجودتها"، حيث خلصت هذه الدراسة إلى أن 89.2 %من مجموع الأسر الفلسطينية تقيم بمساكن متصلة بشبكة المياه العامة، حيث تتوزع هذه النسبة بواقع 84.1% في الضفة الغربية، و99.3% في قطاع غزة، كما أن نسبة الأسر التي تحصل على المياه باستخدام صهاريج نقل المياه في الضفة الغربية هي 2.3 % (منها 3.4 % في شمال الضفة الغربية و3.5 % في الجنوب)، في حين كانت هذه الظاهرة غير موجودة في وسط الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوصت الدراسة بضرورة إشراك المجتمعات المحلية في حملات التوعية والتثقيف حول الخطر الذي تسببه المياه الملوثة في نقل الأمراض، وذلك عن طريق إعداد برامج لتأهيل المواطنين، وتدريبهم على كيفية التعامل مع المياه الملوثة، وضرورة المحافظة على مصادر المياه من التلوث، كما أوصت بضرورة العمل على إيصال شبكة الصرف الصحي إلى جميع المناطق الفلسطينية، ومعالجة المياه العادمة، والتخلص منها بشكل سليم.
واوضح د. مروان غانم في ورقته حول "الإدارة المتكاملة لمصادر المياه الفلسطينية ونوعيتها"، مشيراً إلى تنوع المصادر المائية الفلسطينية ما بين السطحية والجوفية، وقلة الموارد السطحية المائية إذا ما قورنت بالموارد الجوفية التي تشكل مصدراً أساسياً الشرب، حيث تعاني الاحواض الجوفية الثلاث من الإستنزاف والتملح والسرقة الإسرائيلية بالإضافة إلى التلوث بكل انواعه.
واستعرض د. نضال محمود ورقة حول "تحديات قطاع الصرف الصحي في فلسطين"، وخاصة التحديات السياسية والمالية والفنية والمؤسساتية، مشيراً انه رغم التطور الذي شهده هذا المجال خلال سنوات وجود السلطة الفلسطينية إلا إنه لم يرق إلى المستوى المنشود، حيث بقي الحال إلى حد كبير على ما كان عليه رغم الجهود التي قامت بها المؤسسات الفلسطينية المعنية والدول المانحة من اجل النهوض بقطاع الصرف الصحي.
وأشار أ. جورج قرزم من مركز معاً التنموي إلى دور جدار الفصل العنصري كعاملاً مدمراً للأنظمة البيئية وللمعالم الطبيعية وللترابط بين المناطق المحمية وللقطاع الزراعي، وأداة لعزل عدد كبير من آبار المياه والينابيع الفلسطينية، مضيفاً: " رُسِم مسار الجدار على مساحات شاسعة من الأراضي التي صودرت والتي تحتوي على أكبر عدد من آبار المياه الجوفية وأفضلها جودة، الأمر الذي يعني مواصلة إسرائيل لعملية نهب كميات ضخمة من المياه الجوفية، في الوقت الذي لا يحصل فيه الفلسطينيون سوى على كمية قليلة من المياه ذات الجودة المتدنية. كما ضم الجدار مساحات كبيرة من أخصب الأراضي الزراعية والغابات، ودمر بالتالي الطاقة الإنتاجية الكامنة للقطاع الزراعي الفلسطيني لصالح الإسرائيليين".
وناقشت الورقة التي قدمها أ.عبد الله عبد الله في الجلسة الثانية منهج استخدام نظم المعلومات الجغرافية في تحديد و ترسيم شبكات تصريف مجاري المياه السطحية وأحواض استجلاب وحصاد وجمع المياه على سطح الأرض وعناصرها بشكل آلي، مستعرضاً إيجابيات وسلبيات استخدام هذه الطريقة وطرق التغلب على عيوبها.
من ناحيته أشار مدير مركز مختبرات جامعة بيرزيت للفحوص د. عقل أبو قرع إلى كيفية استخدام المبيدات وأنواعها على المستوى العالمي، والعوامل المؤثرة على بقائها في البيئة وخاصة التربة وتلويثها للمياه الجوفيه , مركزاً على أهمية المياه الجوفيه كمصدر للمياه في فلسطين.
وعرض طالب الماجستير عبد الله عمرو في ختام الندوة "إحصائيات المياه العادمة والمياه في التجمعات السكانية في الضفة الغربية وقطاع غزة كحالة دراسية"، مشيراً خلالها إلى عدد الأسر التي تعاني من عدم وصول شبكات المياه والصرف الصحي إليها، ونصيب الفرد الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.