الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الضمير تطالب بتحقيق دولي في الكوارث البيئية التي خلفتها الحرب على غزة

نشر بتاريخ: 22/03/2009 ( آخر تحديث: 22/03/2009 الساعة: 12:57 )
غزة- معا- طالبت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار وفتح جميع معابر قطاع غزة بشكل فوري و عاجل، وإدخال جميع الحاجات والمستلزمات الطارئة للمرافق الصحية والبيئية للحد من المخاطر البيئية والصحية القائمة، بما يشمل إدخال جميع أنواع المحروقات والأدوات وقطع الغيار اللازمة لقطاعات المياه والصرف الصحي والنفايات الصلبة وقطاع الإنتاج الحيواني والزراعي لتصليح ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية بشكل عاجل.

كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بالتحقيق الفوري في الكوارث البيئية الذي نفذها الجيش الإسرائيلي خلال حربه على غزة بحق كل من البيئة ومكوناتها، إضافة إلى جرائم الحرب ضد المدنيين الفلسطينيين، و ملاحقة المسئولين عن اقترافها.

ودعت الضمير المؤسسات الصحية والبيئية الدولية ومؤسسة الصحة العالمية بضرورة تشكيل لجنة طوارئ خاصة تتكون من خبراء في البيئة والصحة، وإرسالها إلى قطاع غزة بشكل فوري ومعاينة جميع مكونات البيئة في القطاع من آبار مياه وخزان المياه الجوفي ومياه البحر، ومعاينة الهواء والتربة لقياس مدى الضرر الذي لحق بها سواء الآني أو المستقبلي على كل من الجيل الحالي والأجيال المستقبلية جراء العدوان الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة.

ودعت الضمير كذلك- في توصيات تقرير لها حول البيئة- المؤسسات والمراكز و الوزارات المحلية المختصة بحماية الصحة والبيئة بالقيام بأخذ عينات من كل من التربة والهواء والمياه وفحصها وتحليلها بما يتوفر من إمكانات محلية، لفضح جرائم قوات الجيش الإسرائيلي بحق البيئة ومكوناتها خلال العدوان الحربي الإسرائيلي.

وبينت الضمير في تقريرها حول آثار العدوان الاسرائيلي على مكونات البيئة لـ22 يوما أبرز التداعيات السلبية على البيئة الفلسطينية و مكوناتها حيث يشير التقرير إلى التعديات الواقعة على القطاعات والمرافق الحيوية مثل قطاعي المياه والصرف الصحي من حيث تزود المواطنين الفلسطينيين في المياه وتلوث مصادر المياه، والتسبب في مخاطر فيضان محطات ومناهل الصرف الصحي، وتدمير مشاريع المياه والصرف الصحي القائمة والتي هي قيد الإنشاء.

ويشير التقرير إلى استخدام دولة الاحتلال الحربي الإسرائيلي مختلف أنواع الأسلحة الكيميائية والمشعة والمحرمة دولياً ضد المدنيين، مثل استخدام الفسفور الأبيض و اليورانيوم المخضب والعناصر المشعة والأسلحة الغريبة التي تستخدم لأول مرة وتجرب على المواطنين المدنيين الفلسطينيين، ويلقي التقرير الضوء على آثارها الخطيرة على الإنسان والبيئة.

ويبرز التقرير نتائج العدوان الحربي الإسرائيلي التي وقعت على قطاع النفايات الصلبة والآثار البيئية الخطيرة التي تسبب فيها تكدس وتراكم آلاف الأطنان من النفايات في طرقات وشوارع وأزقة قطاع غزة، بسبب عدم التمكن من ترحيلها ونقلها إلى مكبات النفايات وعدم قدرة تحرك آليات وشاحنات النفايات الصلبة في ظل استمرار العدوان الحربي الإسرائيلي، كما يشير التقرير إلى الأضرار التي لحقت بالتربة اثر التجريف الواسع التي عمدت آلة الحرب الإسرائيلية على إحداثه، والتعدي على المنشآت الزراعية والمحاصيل الزراعية الأخرى، فضلاً عن إعدام الطيور والحيوانات وأثره على الصحة العامة والبيئة.

وأشار التقرير إلى المخاطر التي سببها استخدام قوات الجيش الحربي الإسرائيلي للصواريخ والقنابل الإرتجاجية على التربة والمنشآت خلال العدوان على قطاع غزة، إضافة إلى تلوث الهواء بكثير من المواد الكيميائية و الخطيرة التي زادت من نسب التلوث الواقعة عليه أصلاً، فضلاً عن الأضرار البالغة التي وقعت على البيئة جراء اشتعال عدد كبير من الحرائق خلال فترة العدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع.

كما القى التقرير الضوء على موضوع تحلل مئات الجثث التي تعود لضحايا العدوان وتعفنها تحت الأنقاض لعدة أسابيع ومنع وصول سيارات الإسعاف من نقلهم للمشافي.

وشددت الضمير على ضرورة ان يقوم المجتمع الدولي وخاصة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بالتزاماتها ،واتخاذ إجراءات فورية لوقف دولة الاحتلال وسلطاتها عن الاستمرار في انتهاكاتها بحق المواطنين المدنيين والبيئة الفلسطينية في قطاع غزة، ويدعوها إلى إعمال نص المادة الأولى من الاتفاقية لضمان احترامها ووقف الاعتداءات على المواطنين المدنيين وممتلكاتهم.

وأكدت على ضرورة ان يجبر المجتمع الدولي إسرائيل على السماح لجميع الخبراء والمختصين في المجال الصحي والبيئي من الدخول إلى قطاع غزة للكشف عن المكاره البيئية والصحية التي ألحقها العدوان الحربي الإسرائيلي في البيئة ومكوناتها الأساسية، ووضع حد للقيود التي تمارسها إسرائيل على دخول ووفود المنظمات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة إلى قطاع غزة.