الأربعاء: 13/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المزارعون في قطاع غزة يعانون الأمرين جراء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على أراضيهم

نشر بتاريخ: 29/12/2005 ( آخر تحديث: 29/12/2005 الساعة: 12:39 )
غزة - معا - ما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل وفق سياسية تجريف الأراضي الزراعية منذ بداية انتفاضة الاقصى، خاصة في المناطق المحاذية للمستوطنات، والحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة, مما جعل المزارعين يعانون من تلك الانتهاكات.

وتعتبر الأراضي الزراعية هي مصدر رزق للعديد من العائلات في القطاع، لاعتمادهم عليها بشكل كبير, وبعد الانسحاب الإسرائيلي من مستوطنات القطاع ساور الأمل المزارعين في العودة إلى أراضيهم وإعادة فلاحتها من جديد, ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل بفعل قلة الدعم الحكومي للأراضي الواقعة في نطاق قطاع غزة من إعادة تأهيلها حيث الأمر يتطلب أموالا ومعدات تحتاج إلى أموال طائلة.

أما على صعيد الأراضي الزراعية الواقعة بمحاذاة الحدود الفاصلة بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي، فلم يتمكن أصحابها من فلاحتها وتأهيلها من جديد، بسبب عدم تمكنهم من الوصول إليها, ولمزارعين شرق مخيم البريج قرب الشريط الحدودي.

توقفت وكالة معا عند معاناة أصحاب تلك الأراضي الذين لم يتمكنوا من الوصول اليها والتي أصبحت جرداء بفعل التجريف المتكرر وأعمال التسوية التي شرعت بها قوات الاحتلال أثناء وبعد الانسحاب (12 /سبتمبر /2005)، حيث عكفت على تسوية شريط بعرض 200 متر بمحاذاة السياج الفاصل مباشرة، كما يحظر على المزارعين الاقتراب من السياج مسافة 300 متر حسب ما أبلغت قيادة الأمن الوطني الفلسطيني خلال الفترة السابقة، كما تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بين الحين والآخر بإنشاء أبراج مراقبة مصنوعة من الخرسانة على مقربة من السياج الفاصل داخل الأراضي المحتلة, وتطلق النيران على من يقترب من السياج الفاصل، فبتاريخ 18/11/2005م، تم الانتهاء من إنشاء برج مراقبة بمحاذاة السياج الفاصل داخل الأراضي المحتلة شمال وادي غزة قرب بيارة زمو بموازاة نقطة (105) التابعة للأمن الوطني، وبتاريخ 2/12/2005م، أنشأت قوات الاحتلال برجا آخراً بمحاذاة السياج الفاصل وداخل الأراضي الإسرائيلية بمحاذاة النقطة (100) التابعة للأمن الوطني، مقابل بيارة طوطح. الأمر الذي خلق نوعاً من الخوف عند هؤلاء المزارعين من الوصول لأراضيهم بغرض الزراعة والفلاحة.

وقال المزارع كامل سليمان العواودة (56) عاماً من مخيم البريج ورب لأسرة مكونة من8 أفراد، يملك قطعة ارض زراعية مساحتها 7.5 دونم، تقع شرق مخيم البريج، وتبعد عن السياج الفاصل غربا 150 متر، كانت مزروعة بأشجار الزيتون، وتابعك:" كنت أعتاش على ثمارها، وقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر أغسطس/ 2004 بتجريف الأشجار، ولم أتمكن من الوصول لأرضي الزراعية منذ عام 2002، تكررت محاولتي لأراضيّ الزراعية ولكني لم أتمكن خوفا على حياتي حيث كنت أسمع صوت إطلاق النار عندما أصل لمشارفها، ولم أصب بأذى, وبتاريخ 12/9/2005م، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، كذلك انتظرت حتى تستتب الأمور وأعود لفلاحة ارضي فوجئت بقيام آليات تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، تقوم بأعمال التسوية وخلق منطقة عازلة غرب السياج الحدودي بمسافة 200 متر بعد الانسحاب، علي طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، حتى هذه اللحظة لم أصل لأرضي من أجل فلاحتها من جديد، مع العلم أنها مصدر رزقي الوحيد".

وفي لقاء آخر تحدث أحمد سليمان عواد العواودة، 50 عاماً، من مخيم البريج" بلوك 12"، رب لأسرة مكونة من 16 فرداً، عن معاناته لعدم قدرته للوصول إلى أرضه قائلاً: " أمتلك قطعة ارض زراعية مساحتها(10 دونم )،تقع شرق مخيم البريج غرب السياج الفاصل مسافة 250 متر، كانت مزروعة بأشجار الزيتون، وقد جرفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، على دفعتين خلال عام 2004، حيث ثمار الزيتون هي مصدر رزقي الوحيد، ومنذ تاريخ التجريف لم أتمكن من الوصول لأرضي من أجل فلاحتها من جديد وذلك خوفا على حياتي.
وواصل العواودة حديثه: وبعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة بتاريخ 12/9/2005م، لم أتمكن من الوصول لقطعة أرضي الزراعية لإعادة تأهيلها حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال تسوية، غرب الشريط الحدودي بعرض 200 متر، من أجل خلق منطقة عازلة ولاتزال أجواء الخوف تخيم على تلك المنطقة".