الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانسحاب الاسرائيلي من غزة ام الانسحاب الغزي من اسرائيل؟

نشر بتاريخ: 14/06/2005 ( آخر تحديث: 14/06/2005 الساعة: 11:15 )
معاً - تقرير اخباري - تواصل اسرائيل تصعيدها ضد الفلسطينيين ميدانيا على الأرض وسياسياً من خلال القرارات الاستراتيجية ويلاحظ المراقبون انها تحشد أكبر عدد من المستوطنين لضمهم لمستوطنات كبرى في الضفة بل ويجري توسيعها لاستيعاب أكبر عدد منهم. ومن خلال التدقيق في مواصلتها بناء الجدار الفاصل والذي سيقضي نهائياً على آفاق قيام دولة فلسطينية - حسب تقرير " حركة السلام الآن "-
كما يشن حكام الدولة العبرية حملات تحريضية وعن طريق حملة اعلامية ضد كبار المسؤولين الفلسطينيين, واخرها الحملة التي شنت ضد وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة بسبب تصريحاته التي أكد فيها على عدم تفكيك المنظمات الفلسطينية.
من ناحية أخرى "الانسحاب وتنسيقه مع الفلسطينيين" حيث تحوّلت هذه العبارة الى ايحاء يفهم منه السامع و يعتقد بأن هناك اجتماعات, تفاهمات, على الأقل حبر وأوراق لترتيب اخلاء مستوطنات غزة, وفي الواقع هي تصريحات اسرائيلية للاستهلاك العالمي "وذر رماد في العيون". فالسطة الفلسطينية تتهم اسرائيل اليوم برفض التعامل معها جدياً في أكثر المسائل أهمية بالنسبة للانسحاب.
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قالت وفي بيان أصدرته (أن السلطة تطالب بمعلومات وايضاحات من اسرائيل حول الانسحاب مثل السيطرة على المعابر ومطار غزة و الميناء والمعبر الآمن) وهذا ما لم يتم التطرق اليه في اسرائيل, بل والمسألة باتت مسألة "اخلاء وشيك للبيوت اليهودية في غزة ونقل سكانها" وليس "انسحاباً" بكل ما أتت به الكلمة من معنى, فالكلمة تعني ترك كل شيء, وهنا تعني ترك المستوطنات والقواعد العسكرية, أو تسليم النقاط والمحاور الأساسية أو ترتيب السيطرة ما بعد الاخلاء على الأقل...
وهذا ما أثار غضب الفصائل الفلسطينية, فالحديث يدور عن "تهدئة" من الطرفين وقد وافقت الفصائل على الالتزام ولكن الحقائق على الارض تقول غير ذلك, الأمر الذي جعل الفصائل تهدد وتتوعد بالتملص من التهدئة المعلنة, وذلك ما بدا واضحاً في بيان أصدره 13 فصيلاً فلسطينياً مطلع الأسبوع الجاري اتهمت فيه اسرائيل "بعدم التقيد بشروط التهدئة" مضيفين " ان الدولة اليهودية ستتحمل المسؤولية كاملة اذا انهارت الهدنة المعلنة آذار الماضي".
الساسة الفلسطينيون يحاولون جاهدين السيطرة على الأوراق التي بدأت الرياح تعصف بها وتبعثرها, وكبير المفاوضين الفلسطينيين د. صائب عريقات قال أمس: يجب بذل كل جهد للحفاظ على الهدوء مخاطباً الفصائل المتوعدة محاولاً تهدئتهم.
ومسألة التهدئة ستكون على رأس جدول أعمل عباس شارون في قمتهم المزعومة 21 حزيران, لكن عريقات دعا الى الحفاظ على الهدوء وأشار الى أنه "لا يمكن الالتزام من جانب واحد".
"وكما لا يمكن الالتزام من جانب واحد في التهدئة, فانه لا يمكن اتخاذ خطوات من جانب واحد أيضاً" هذا ما يدور في عقول المقاومين, وأما في الشارع فالمواطن حائر, لن يهمه تهدئة معلنة وهناك سلاح في الشارع أو بيد الأمن يستخدم بطريقة "غير شرعية", ولن يهمه انسحاب دون تغيير على الأرض, دون توفير مسكن له وعمل, أو ازالة الحواجز, أو دون العمل على لنهاء " جدارهم الأمني"...