أهالي الأسرى قلقون من قرار سلطات الاحتلال التضييق على أبنائهم
نشر بتاريخ: 26/03/2009 ( آخر تحديث: 26/03/2009 الساعة: 17:25 )
جنين- تقرير معا- أعرب أهالي الأسرى عن قلقهم البالغ على أبنائهم بعد القرار الإسرائيلي بتكليف لجنة للتضييق على الأسرى واستخدام سياسة العزل الانفرادي وإجراءات أخرى، وذلك بعد فشل صفقة التبادل بين اسرائيل والفصائل الآسرة للجندي جلعاد شاليط.
جاء ذلك خلال الإجتماع الأسبوعي لأهالي الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، والذي تنظمه اللجنة الشعبية لإطلاق سراح الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني في جنين، بمشاركة ممثلين عن المؤسسات الرسمية والأهلية والفعاليات الشعبية والقوى الوطنية في المحافظة.
ورفعت بعض أمهات الأسرى أكفهن إلى السماء وهن يذرفن الدموع داعيات الله أن يمن بالفرج القريب على كافة الأسرى القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال، وأن يجمعهن بأبنائهن في بيوتهم وبين زوجاتهم وابنائهم.
وتساءل المعتصمون وبالأخص أهالي الأسرى في أحاديث لمراسل "معا" في جنين "إلى متى هذا العذاب؟، وكم من الوقت يستمر أبناؤنا داخل أقبية السجون والتحقيق يتجرعون قسوة السجن والسجان ومرارة الفراق؟ بينما الأهالي في الخارج يعيشون الأمل في الإفراج القريب وجرح الفراق والخوف من القادم".
والدة الأسير عمار صبحي موسى ( 31 عاماً) من سيلة الظهر أخذت بالبكاء عند بداية الاعتصام وهي تحتضن صورة ابنها المحكوم بالسجن 21 عاما والقابع في سجن رامون، متمنية قدوم الوقت الذي تحتضن ابنها قبل موتها بدلاً من صورته التي تحتضنها منذ ست سنوات، وتقول "اسمع يوميا نشرات الاخبار لأتابع ما هو جديد بخصوص صفقة الأسرى" متمنية أن يكون ابنها من ضمن القائمة.
وتعيش "أم عمار" حالة من القلق والخوف على ابنها بعد القرار الإسرائيلي في التضييق عليهم طالبة من كافة المؤسسات المعنية التدخل والضغط على إسرائيل للإفراج عنهم فورا.
وعادت "أم عمار" بذاكرتها إلى العام الذي اعتقل فيه ابنها وقالت "في العام الذي اعتقل فيه عمار هل علينا ثلاث مصائب والتي كانت أولاها باعتقاله ومن ثم هدم المنزل من قبل سلطات الاحتلال ووفاة زوجي بجلطة قلبية والذي لم يتحمل ما حدث معنا من اعتقال لإبننا وهدم المنزل".
وأشارت إلى أنها مصابة بعدة إمراض أهمها الضغط والسكري وضعف النظر بعد فشل عملية زراعة القرنية، والتي تخشى من فقدان نظرها قبل رؤية ابنها خارج القضبان يتمتع بالحرية.
وقالت: "فرضت سلطات الاحتلال عليَّ الرفض الأمني ولا تسمح لي بزيارة إبني سوى مرة واحدة في كل عام ولمدة عشر دقائق فقط، صارخة بأعلى صوتها "أليس هذا ظلم كبير.. فرجك يا الله".
بينما أشار فتحي عيوش والد الأسير محمد ( 32 عاماً) من بلدة عرابة والمحكوم مدى الحياة ويقبع في سجن شطة، إلى أنه يعيش في حرب أعصاب، ويقول "أتابع الأخبار أولاً بأول، مرة يبعثون لنا الأمل بإتمام الصفقة قريباً، وأحياناً يغرقونا في وحل الخوف والقلق والشؤم عندما يعلنون عن فشل الصفقة أو تأخيرها وما زاد من حزني وقلقي بعد القرار الإسرائيلي وأخشى على ابني أن يحدث له مكروه"، متمنيا أن يكون ابنه من ضمن الصفقة وان لم يكن "فهذا قدر الله" مثلما قال وبحرقة.
وأضاف "منذ اعتقال ابني بتاريخ 12/8/2004 لم أذق طعم الفرحة وهدوء البال، ففرحتي الحقيقية عندما يتم الإفراج عن أبنائنا من سجون الاحتلال ويعيشوا في كنفنا وينعم الشعب الفلسطيني بالحرية".
وتطرق "أبو محمد" إلى معاناته وزوجته خلال زيارة ابنهم كل 14 يوماً، على الحواجز الإسرائيلية وخاصة عند التفتيش، مشيراً إلى انه يتعرض لإجراءات مهينة اثناء تفتيشه من قبل الجنود بسبب منعه من دخول غرفة التفتيش بالاشعة لاجرائه عملية جراحية في شبكية العين حيث يجبره الجنود على العري التام أمام المجندات.
راغب أبو دياك رئيس نادي الأسير الفلسطيني في محافظة جنين ناشد كافة المؤسسات الحقوقية والدولية بالتدخل الفوري والعاجل من اجل رفع الضغط والمعاناة عن الأسرى جراء ما يتعرضون له من ممارسات تعسفية كان آخرها تكليف لجنة من اجل التضييق على الأسرى، "ومن ضمنها إعادة سياسة العزل، ذلك الأسلوب القديم الجديد بهدف النيل من صمود أسرانا"، مؤكداً أن كافة الاتفاقيات الدولية تعارض بشكل قاطع تحت أي ظرف كان استخدام التمييز والعزل بحق الأسرى.
وطالب أبو دياك المؤسسات وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي بالقيام بدورها من خلال الضغط على إسرائيل لإنهاء معاناة الأسرى والإفراج عنهم جميعاً دون استثناء بأقصى سرعة وتبييض المعتقلات، مؤكداً أن المكان الطبيعي وحق الأسرى هو خارج المعتقل بين أهاليهم وفي رحاب وطنهم والذي كفلته كافة المواثيق الدولية والوطنية.