الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد 50 عاما من القمم- العرب يبحثون عن الذات وكل قمة صارت على إسم دولة

نشر بتاريخ: 28/03/2009 ( آخر تحديث: 28/03/2009 الساعة: 22:11 )
الدوحة- قطر- تقرير موفد وكالة معا- كما صرنا نقول "قمة الرباط" و"قمة الرياض" و"قمة عمان" و"قمة دمشق" وهكذا، سنقول اليوم "قمة قطر" أو "قمة الدوحة" نسبة للعاصمة القطرية- فقد توافدت الوفود الرسمية العربية الى مطار الدوحة فرادى وزرافات، استعداداً لانعقاد القمة العربية في دورتها الحادية والعشرين تحت عنوان "قمة الوفاق واستعادة التضامن".

وفيما انكب وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود الرسمية على اتمام اللمسات الاخيرة على برنامج القمة والمكون من 26 بنداً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومعنوياً، يتوقع وصول الرؤساء يوم الاحد حيث سيصل الى هنا 16 رئيساً يستقبلهم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة.

القمة العربية، ستبحث ملفات عدة تصل الى 26 بنداً، ورغم أن الناس يشدّهم بريق السياسة والعناوين التي تحمل الخلافات والنزاعات الا أن الملفات المدنية التي تقدمها جامعة الدول العربية في غاية الاهمية، وهو أمر لا يحظى بتغطية كافية من الصحافة العربية، وملفات مثل محو الأمية ومحاربة الاستيطان وتعزيز المشاريع التنموية الصغيرة ومحاربة المرض هي ملفات أهم ألف ألف مرة من خلافات هذا الزعيم مع ذاك، الا أن المحطات الفضائية والصحف لن تكتب في النهاية سوى أن العاهل السعودي قد تغيّب عن القمة وأن الرئيس المصري لم يحضر وهكذا.

ونظرة على العناوين الرئيسة في هذه القمة سنجد أنه والى جانب أن كل قمة صارت تحمل اسم دولة، أن كل دولة صارت تحمل اسم ملف، فنقول مثلاً السودان وملف دارفور وفلسطين وملف الاقتتال ولبنان وملف التمثيل والصومال وملف الانقلابات والكويت وملف القمة الاقتصادية ومصر وملف التهدئة وايران وملف النووي وهكذا دواليك.

وبعكس قمة دمشق السابقة قبل عام والتي انخفضت فيها نسبة التمثيل الرئاسي نلاحظ هنا أن 16 رئيساً من أصل 22 سيشاركون في هذه القمة، وبطريقة العلامات فإن هذا يعني ناجحة، لا سيما وأن الدول العربية المذكورة تأتي الى القمة وهي تنتظر نتائج جيدة على صعيد ملفاتها.

عضو البرلمان العراقي سامي العسكري توقع أن تخرج القمة بقرارات تخدم العراق على صعيد الديون العربية وعلى صعيد التمثيل الدبلوماسي، أما السودان فتنتظر بفارغ الصبر حل أزمة البشير وأن تزف بشرى ما على هذا الصعيد، أما لبنان ووفدها برئاسة الرئيس العماد ميشيل سليمان وعضوية فوزي صلوخ وخالد قباني فتنتظر استكمال روح المصالحة القطرية التي نجحت في حقن الدماء في آخر لحظة.

وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية فان الفلسطينيين سواء من منظمة التحرير أو من حماس ينتظرون موقفاً لا مفاجأة فيه وهو أن تعلن قمة قطر وقطر دعمها للجهود المصرية للمصالحة والتي ستبدأ فور انتهاء القمة.

على صعيد الملف الصومالي، وبعد أن ضاقت الصومال على اهلها ترى أن القمة العربية هي الاثبات الاقوى أن المشاكل المحلية لا يمكن أن تحلّ الا إقليمياً، واذا أرادت الصومال أن تتعافى من الانقلابات فإن عليها أن تخيط عهدها بثوب الشرعية الرسمية العربية- إن جاز التعبير.

شوارع العاصمة الدوحة تخلو من سيارات الأمن وسكان الدوحة هادئون كأنهم اعتادوا كثرة الضيوف مهما وسمو شأنهم، الضيوف يستهويهم مدينة الابراج الجديدة ومنطقة اللؤلؤة وهي المدينة التي بنوها داخل البحر، فيما يشدّ السكان هنا أسماء الضيوف واسماء بلادهم، ففي قطر هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، فيها أناس من 140 جنسية من دول وثقافات العالم المختلفة... واذا كانت الامم المتحدة تعترف بـ 180 جنسية فإن الدوحة تتحول الى الامم المتحدة الخاصة بالعالم الشرقي.