الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"سيدة استغلت أطفال مخيم جنين لتكريم ضحايا النازية وللتضامن مع شاليط"

نشر بتاريخ: 28/03/2009 ( آخر تحديث: 29/03/2009 الساعة: 04:08 )
جنين- تقرير معا- عبر ممثلو المؤسسات والفعاليات في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، عن صدمتهم من قيام مجموعة تضم 13 طفلاً من المخيم بالمشاركة في حفل موسيقي أقيم هذه الأسبوع في مدينة حولون الإسرائيلية تكريماً لنحو 30 من الإسرائيليين الناجين من المحرقة النازية "هولوكوست".

وعلى إثر هذا الحدث، تداعت اليوم فعاليات المخيم إلى عقد مؤتمر صحافي في مقر لجنة الخدمات الشعبية في المخيم لتوضيح الأمر، معتبرة أن ما جرى كان استغلالاً للاطفال من قبل سيدة تدير جميعة "للتطبيع" داخل الخط الاخضر.

وتم خلال المؤتمر كشف النقاب عن قيام السيدة ذاتها بإرسال أطفال من المخيم إلى مظاهرة داخل اسرائيل تطالب بالإفراج عن الجندي المأسور جلعاد شاليط، بحجة المطالبة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، "دون معرفة الأطفال بالهدف من المشاركة في هذه المظاهرة".

وقال عدنان الهندي رئيس اللجنة الشعبية "أيا كانت النوايا من وراء هذه البرامج فهي غير مبررة على الإطلاق، ومسيئة لشعبنا ونفهم بأنها جزء أصيل من سياسة المحتل وألاعيبه المستمرة للقضاء على نضال شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال".

وحذر من زج الأطفال في "ألاعيب الاحتلال" داعياً الى تحييدهم من هذه المعركة، كما طالب الأهالي بالتنبه لهذه البرامج التي تؤدي إلى التطبيع مع الاحتلال عبر هذه البرامج التي توصف بالترفيهية.

وأشار الهندي إلى أن السيدة دخلت إلى مخيم جنين بطريقة شرعية عندما طلبت من مؤسسات وفعاليات المخيم أن تقوم بتعليم الأطفال الموسيقى، والجميع وافق "بشكل بريء"، وأخذت موقعاً لها في أحد المراكز ولكنها طردت منه بعد خروجها عن المألوف، لتستأجر بيتا في المخيم وتواصل عملها من خلاله.

وأوضح أنه تم اغلاق البيت الذي استأجرته السيدة في المخيم، وقدمت ضدها شكوى إلى الشرطة الفلسطينية كما تم حظر التعامل معها وحظر جميع أنشطتها داخل المخيم.

وشكك الهندي في التعاون القائم بين السيدة وسلطات الاحتلال التي تسهل مهمتها وتمنحها التصاريح لادخال الاطفال عبر الحواجز العسكرية، في وقت ترفص فيه تلك السلطات منح المرضى التصاريح للعلاج في المستشفيات الاسرائيلية.

رمزي فياض ممثل القوى الوطنية والإسلامية بدوره شدد على خطورة ما حدث للاطفال من استغلال لصالح مشروع مرتبط بالتطبيع مع الاحتلال، وفق وصفه، مؤكداً رفض كافة المؤسسات في مخيم جنين أي مشروع يأتي من الخارج له طابع سياسي مخالف للطابع الوطني.

وفي الوقت ذاته أكد "أن أي شخصية عالمية أو إسرائيلية تقف مع القضية الفلسطينية ومع حقوق الشعب الفلسطيني ستعتبر شريكاً نضالياً وتكون محل اهتمام من قبلنا".

وجدد التزام مؤسسات مخيم جنين بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية كمرجيعة في قراراتها وتوجهاتها، مشيرا إلى التزام تلك المؤسسات بما تمليه المنظمة والسلطة وما هو خارج عن ذلك فهو مرفوض رفضاً كاملاً.

وأكد المتحدثون "أن مخيم جنين سيبقى على العهد شعلة نضالية، وعنوانا للصمود ونداً للاحتلال وكابوساً عصياً على النسيان إلى أن تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتحقيق العودة إلى الديار وكنس الاحتلال".

وحاولت وكالة "معا" الاتصال بالسيدة التي ورد الحديث عنها في التقرير لأخذ وجهة نظرها، إلا أن هاتفها المتوفر لدى الوكالة لا يستقبل المكالمات وهي لا تتواجد في المخيم.

وكانت وسائل اعلام نقلت عن السيدة قولها "إن علينا أن نحتضن الجميع بغض النظر عما إذا كانوا من الناجين من الهولوكوست أو المقيمين في مخيمات اللاجئين، فالجميع وخصوصا الكبار يحتاجون إلى دفء في القلب". وأكدت أن هدفها هو "التخفيف من عذابات الطرفين".

يشار إلى أن مخيم جنين تعرض عام 2002 لاجتياح اسرائيلي واسع تم خلاله تدمير أجزاء واسعة من المخيم، وقتل حوالي 70 من سكانه في معركة فقد خلالها الجيش الاسرائيلي اكثر من 20 من جنوده.