شيُّد عام 1876: السلطة تصدر قراراً باخلاء سجن نابلس تمهيدا لهدمه
نشر بتاريخ: 28/03/2009 ( آخر تحديث: 28/03/2009 الساعة: 21:42 )
نابلس- تقرير خاص معا- اخلت السلطة الوطنية الفلسطينية ما يعرف بسجن نابلس المركزي القديم بجانب مقر المقاطعة، تمهيدا لهدمه وبناء اكبر مجمع امني فلسطيني على ارض مقر المقاطعة القديمة، والتي قصفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي عام 2004، وسط احتجاج دائرة الاثار الفلسطينية.
وقال ضرغام الفارس مدير دائرة اثار نابلس لمراسل معا في نابلس، أن مبنى "القشلة" او ما يعرف بسجن نابلس المركزي بني عام 1876م، في عهد السلطان عبد العزيز خان ابن السلطان محمود الثاني، الذي اغرق الدولة العثمانية بالديون الخارجية وأصبحت غير قادرة على القيام بالأعمال العمرانية، وكانت فترة حكمه ما بين عاك 1861-1876م.
وطالب الفارس بوقف هدم المبنى الذى وصفه بالتاريخي وما يحمله من حقبة تاريخية للدولة العثمانية لانه يخضع لاحكام قانون الاثار لا سيما وان عمره يتجاوز الـ 100 عام.
أما محافظ نابلس الدكتور جمال محسين فقد اكد لـ"معا" ان السجن تم اخلائه بشكل كامل من السجناء، وتم استئجار سجن مؤقت غرب نابلس بالقرب من المحكمة لحين بناء السجن مؤكدا بوجود قرار بهدمه.
وقال محسين ان المبنى القائم تاريخي ولكنه آيل للسقوط بسبب ما جرى من اعمال تفجير بجانبه، وان السلطة ستقوم ببناء مجمع امني يضم كافة مقرات الاجهزة الامنية وسجن جديد، اضافة الى مستشفى عسكري بكلفة تبلغ 34 مليون يورو بدعم كامل من الاتحاد الاوروبي.
وأكد محسين أن قرار الهدم هو قرار مجلس الوزراء الفلسطيني، موضحا ان المبنى جاء في الحقبة المتأخرة للعهد العثماني ولا يصلح ان يخدم في القرن الواحد والعشرين.
واصدرت دائرة الاثار في نابلس نشرة توعوية حول سجن نابلس قالت فيه: على مدخل "القشلة " سجن نابلس -الذي دمره الاحتلال- في الجدار الشمالي للمبنى وعلى ارتفاع 4 م نقش على لوحة حجرية بخط فارسي عثماني جاء فيه: الغازي عبد العزيز خان بن محمود الثاني المظفر دائما سنة 1292 نصر من الله وفتح قريب.
كما ضم النقش ثلاثة أبيات شعرية وهي:
بالمعالي أنشات قشلة من ذوي الثروة والمكرمة
خدمة منهم لسلطانهم صاحب الصولة والمرحمة
شكرهم اذهم عبيد له أرخوه بهذه التقدمه
وقد استخدم نظام "حساب الجمل" في توثيق تاريخ إنشاء المبنى، وهي طريقة قديمة استخدمها العرب قبل الإسلام، وتستخدم لتسجيل التواريخ والأرقام باستخدام الحروف الأبجدية، بحيث يرمز كل حرف لرقم معين، ومن خلال تشكيلة الحروف ومجموعها يتم التوصل إلى التاريخ المقصود.
وفي الأبيات الشعرية الثلاثة المنقوشة على مدخل القشلة استخدمت كلمتي (بهذه التقدمة) في عجز البيت الأخير لتدل على تاريخ إنشاء المبنى، وأحرف كلمة بهذه (2+5+700+5) = 712، وكلمة التقدمة (1+30+400+100+4+40+5)= 580. 712+580=1292. وهو التاريخ الهجري للانتهاء من بناء "القشلة".