الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

زكي الغول: بنو اسرائيل لم يدخلوا فلسطين وخروجهم من مصر كان الى الجزيرة

نشر بتاريخ: 28/03/2009 ( آخر تحديث: 29/03/2009 الساعة: 11:36 )
بيت لحم - معا- نقلت صحيفة العرب اليوم الاردنية عن أمين القدس الشريف الحاج زكي الغول قوله خلال ندوة نظمها منتدى الفكر العربي ، أن القراءة الصحيحة للقرآن الكريم ولكتاب العهد القديم وتاريخ فلسطين والقدس وكتب التاريخ القديمة كافة والكتب الحديثة لمؤرخين غربيين ويهود يوصل الباحث الى نتائج ملموسة منطقية وسليمة تثبت أن لا علاقة لبني اسرائيل بتاريخ فلسطين عامة والقدس خاصة وأن اليهود لم يكونوا في فلسطين زمن السبي البابلي بل كانوا في الجزيرة العربية.

وقال في ورقة عمل قدمها لندوة القدس في الضمير التي نظمها منتدى الفكر العربي وشارك فيها 150 شخصية فكرية وسياسية وثقافية أردنية وعربية وباحث أمريكي واحد, وضمنها في كتاب بعنوان بنو اسرائيل لم يدخلوا فلسطين.. قراءة جديدة في القرآن الكريم والتوراة قال أن اليهود خرجوا من مصر الى الحجاز ولم يتوجهوا الى فلسطين كما جاء في سفر الخروج الاصحاح 13 سطر 17 الذي يقول: وكان لما أطلق فرعون الشعب أن الله لم يهدهم في طريق أرض الفلسطينيين. فأدار الله الشعب في طريق برية بحر سوف - وهذا يعني أنهم خرجوا الى الجنوب على ساحل البحر الأحمر, وليس عبر سيناء الفاصلة بين مصر وفلسطين.

ويتابع القول في اكتشافه الجديد أن كتاب العهد القديم في سفر الخروج الاصحاح الخامس عشر سطر ,22 23 و,27 بعد خروجهم من البحر: ثم ارتحل موسى باسرائيل من بحر سوف وخرجوا فساروا ثلاثة أيام في البرية ولم يجدوا ماء فجاءوا الى مارة ثم جاءوا الى ايليم وهناك اثنتا عشرة عين ماء وسبعون نخلة فنزلوا هناك عند الماء كما ورد في سورة البقرة الآية 60 تقول: واذ استسقى موسى لقومه, فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا.

ويضيف أن ماء مارة (نبع مارة) يقابله ماء مر قرب منى في الحجاز وجاء في كتاب أبي الفدا المتوفى عام 732 هجرية حوالي 1350 ميلادية قوله: بطن مر وهي بقعة فيها عدة قرايا ومياه تجري ونخيل كثير وهي عن مكة مسيرة يوم واحد, وفي أيام نقص المياه بمكة ومنى يرد الحجاج بطن مر ويحملون المياه منه الى منى. وبحسب سفر العدد الاصحاح 12 سطر .16 وبعد ذلك ارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا برية فاران وكما هو معروف فان فاران في الحجاز وليست في فلسطين أو الأردن, وأن موسى أرسل مجموعة منهم ليتجسسوا على أرض كنعان (فلسطين) جنوبا. مؤكدا أن اليهود كتبوا التوراة بعد عدة قرون من وفاة موسى عليه السلام. وبذلك يكون العهد القديم عبارة عن تاريخ تداخل فيه السهو والخطأ والكذب والعواطف والآمال والأماني, بأنهم كانوا مثل غيرهم من الأمم الأخرى. ما دعاهم الى وضع تاريخ متخيل لهم, وادعوا القوة والجبروت والقدرة على احتلال أرض الغير.

ويدلل الغول على هذه النظرية بما أورده كتاب دراسات في تاريخ العرب القديم للأستاذ الدكتور محمد بيومي مهران أستاذ تاريخ مصر والشرق الأدنى القديم ورئيس قسم التاريخ والآثار المصرية والاسلامية في جامعة الاسكندرية الصادر عن دار المعرفة الجامعية عام 1993 الذي يقول أن كل أقاصيص التوراة كاذبة وانما هي روايات سجلها يهود الأسر البابلي (586-539 ق.م) وبعد حدوثها بقرون وقرون منطلقين من بربرية الآشوريين.

وحول القدس قال الغول أنه وقبل 5000 عام ونيف وصلت الى موقع المسجد الأقصى المبارك احدى القبائل المهاجرة من جنوب الجزيرة العربية الى شمالها, وحين حطت رحالها أنشأت مدينة لها ملاصقة للمسجد الأقصى الى الجنوب منه وبنت مكانا للمدينة كالأسواق والحياة اليومية ومكانا للحكم والحاكم, وكذلك بنت أماكن السكن والنوم الى الجنوب عرف بوادي النوم (هنوم) بالأبجدية الفينيقية التى الهاء فيها تقرأ (أل التعريف).

وسحبت الماء من تحت مكان التلة التي عليها الأسواق الى مكان النزوم من خلال نفق داخل الجبل بطول حوالي 600 متر وارتفاع نحو من متر ونصف المتر. ثم اقامت هذه القبيلة أسوارا حول المدينة بسماكة حوالي مترين وبسمك حوالي ثلاثة الى أربعة أمتار حسب ميلان الأرض.

وتابع القول أن القدس هي موطن للديانة النصرانية ثم للديانة الاسلامية, ولكن ليس لليهودية أي وجود لا في القدس ولا في فلسطين ولا في الأردن. وحول الحفريات الاسرائيلية بفلسطين أوضح الغول انه وخلال القرنين السابقين, قامت مؤسسات متعددة بالتنقيب عن الآثار في أرض فلسطين محاولة العثور على أي أثر تستطيع أن تتخذ منه ركيزة تؤيد ما أورده الذين دونوا كتاب العهد القديم كما تهيأ لهم. وكما أرادوا أن ينسبوه الى وجود يهودي في فلسطين منذ خروج موسى عليه السلام من أرض مصر بحرا وما رووه عن سليمان عليهما السلام وقالوا أنه حصل على أرض فلسطين.

بيد أنه بين أن نتائج الحفريات لغاية يومنا هذا أثبتت أنه لا شيء موجودا مما تخيلوه وأرادوه لأن الصحيح والمنطقي أنهم لم يصلوا الى فلسطين في تلك العهود الغابرة.