الخميس: 10/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون - الزمن الجديد!بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 29/03/2009 ( آخر تحديث: 29/03/2009 الساعة: 21:28 )
الخليل - معا - قبل يومين كنت أتصفح أرشيف "الحديث ذو شجون" ، فوقفت على منوعات رياضية ، لن أقبل بمسح حرف واحد منها ، كما يفعل بعض المبدعين ، ممن يشطبون كما من كتاباتهم ، لأنها أصبحت في خبر كان !
لن اشطب حرفا واحدا كتبته ، رغم أن بعض ما جاء في ثنايا هذا الحديث كان مرا ، يذكر بأيام الجدب الرياضي ، وسنوات القحط ، التي مرت على الفلسطينيين دون أن تترك بصمات تستحق الذكر !
لن أشطب حتى حديث " من غير مطرود" الذي وصّفت بين سطوره سنة 2005 ، عندما كانت الرياضة الفلسطينية في غرف الإنعاش .. ولن اشطب حرفا واحد ا كتبته عن "الفساد الرياضي" والدعوات الملحة ل"المحاسبة الرياضية" لأن رياضتنا خلال سنوات 2006 و2007 كانت "خرابيش دجاج" حافلة ب"حكايات السيد عادي" بسبب تكالب جوقة "المغردين خارج السرب" وسعيهم للظهور بانجازات واهية ، حتى لو كانت الحصول على "الكرة الخشبية" .

كل هذا كان مواضيع لحديث الأيام المشجن ، وما تضمن من توصيف كان قاسيا أحيانا .. ولكن مقتضيات الشفافية ، والحاجة إلى الجرأة في الرصد كان الدافع الأول وراء ما كتبت ، وما كتب بعض الزملاء ... حتى استجاب الله لدعوات المخلصين ، وحصل التغيير المطلوب في اتحاد اللعبة الأكثر شعبية ، بانتخاب اللواء جبريل الرجوب ، وصحبه الأخيار قادة للمرحلة الجديدة ، التي عرف أبو رامي كيف يفرض انضباطيته على جنباتها ، وينشر فلسفته المستنيرة في أجوائها ، فلبى الربع النداء الصادق ، وتدافعوا إلى الملاعب ، مساهمين في نجاح أنبل مهمة ، تتمثل في ترتيب أوراق الأندية وتصنيفها ، رغم أن الجميع كان يشك في إمكانية نجاح مثل هذه الثورة ، وسط رياضة فلسطينية تتنفس في غابة من "البلطجية" وأصحاب الأجندات غير الرياضية !

وبعد نجاح دوري المواعيد المضبوطة ،وهيمنة الانضباط الفني والإداري على أجواء التنافس ، جاء الدور على اللجنة الأولمبية الفلسطينية ، التي استفادت من درس اتحاد الجلد المنفوخ ، وعلم الجميع أن مستوى الأداء في مختلف الاتحادات لا يجب أن يقل عن الشيء الذي حصل في اتحاد كرة القدم ، فأعطى الرياضيون السيف باريها ، وفتحت صفحة جديدة من القيادة الاولمبية ، فعم الحراك كل المجالات ، وعادت إلى الميادين لغة التنافس الرياضي ، بمعانيها السامية .

تجربة اتحاد الكرة كان نبراسا لاتحاد الكرة الحمراء ، فانطلق التنافس شفافا ونظيفا في الكرة الكبيرة ، وعادت الروح إلى ملاعب الصالات الرياضية على قلتها ، فتأكد المتابعون أن ما حصل في كرة القدم ، يمكن أن يعم كل الرياضات .

يوم الجمعة الماضي كان رجال اتحاد كرة اليد يستنيرون بتجربة اتحادي القدم والسلة ، فأطلقوا العنان لبطولة كاس كرة اليد ، التي تحمل عنوانا عزيزا " القدس عاصمة الثقافة العربية" في محطة لا بد منها قبل التطلع لان تكون محبوبتنا القدس "عاصمة الرياضة العربية" .

من على ملعب جامعة الخليل المكشوف ، وعلى أرضية لا تصلح إلا لسباق "الفورميلا" انطلقت باكورة بطولات اتحاد الكرة الأصغر ، بمباراة احتفالية بين شبابي الخليل ويطا ،واللافت أن كل أبناء الأسرة الرياضية اخذوا الأمر على محمل الجد ، فحضر الافتتاح رؤساء وأعضاء الاتحادات الرياضية ، ورؤساء وأعضاء الأندية والمراكز الشبابية ، تماما كما حضر قادة العمل الرياضي والشبابي من مختلف أركان الشارع الرياضية الفلسطيني ، فشاهدنا بين الحضور رجالا جمعهم التطلع لخير الوطن ، حتى لو فرقتهم المنافسة ، شريفة أمام صناديق الانتخابات .

المهم أن الوعد الرياضي الصادق يزحف على كل الملاعب والقاعات والمسابح في هذه الفلسطين ، وان أحلام الشباب الفلسطيني قد تحققت ، بطي صفحة الخلاف الرياضي ، وسيادة الوفاق والاتفاق ، بعيدا عن المناكفة التي أدمت قلب الرياضة ... انه العصر الرياضي الجديد ، ينثر البشرى برياضة فلسطينية محكمة التنظيم ،لا مكان فيها إلا لأصحاب النوايا الحسنة ، ولا مكان فيها إلا لمن يقبلون برأي الأنظمة واللوائح والقوانين ، ولا مكان فيها للمفسدين من العابثين ، الذين قبلوا حرق الغابات من اجل إشعال سجائرهم !

والحديث ذو شجون

29/3/2006م