قضاء وقطر- قناة الجزيرة فرقت قادة العرب وتلفزيون قطر يجمعهم
نشر بتاريخ: 30/03/2009 ( آخر تحديث: 31/03/2009 الساعة: 09:38 )
الدوحة- قطر- موفد وكالة "معا" للقمة ناصر اللحام- في كل ركن خبر وفي كل رواق عناق، وقد بلغت القمة العربية ذروتها مع ساعة الافتتاح في قاعات فندق الشيراتون، وتضاعف عدد الصحافيين وملأت الوفود قاعات المؤتمر.
مفاجآت الامس ظلت حاضرة اليوم، فحضور الرئيس السوداني والعاهل السعودي وأمين عام الامم المتحدة شكلت حافزا للتفاؤل أمس ولكن وقبل هنيهة من انعقاد المؤتمر لمح الصحافيون العاهل الاردني الملك عبد الله يدخل الشيراتون، فبلغ التوتر ما بلغ وعمّت الابتسامة على محيا القطريين الذين يرون في ذلك انتصاراً لنهجهم السياسي ودوام عزهم الضيافي.
صحافيون ومحللون ملأوا الاروقة، وقنوات الفضائيات ارسلت خيرة محلليها هنا، ومن فلسطين وصل الزميل حافظ البرغوثي وكان الزملاء يطمئنون عليه عقب اطلاق النار على مقر جريدته، الجزيرة استضافت في الاستودية عبد الباري عطوان وغسان بن جدو وكان حضور الوفد السوداني كبيرا وترى الكاميرات تلاحق كل مسؤل ذي طلّة افريقية. اما الوفد الفلسطيني فكان يتكون من 54 عضوا وقد اظهر السفير الفلسطيني منير غنام اهتماما طيبا بالوفد وحاجاته.
وعودة الى الزعماء، فإن من لم يحضر قد أبدى اهتماما بالقمة ايضا، فقد أوفد العاهل المغربي شقيقه صاحب السمو مولاي رشيد للمشاركة فيما اعلن رئيس الوفد المصري د. مفيد شهاب ان مصر ملتزمة بكل قرارات الدوحة.
الصحف القطرية اليوم اختارت بعناية التركيز على كلمة مصالحة وعل صور كبيرة وملونة على الصفحة الاولى كتبت تقول (قادة العرب في دوحة الوفاق) وبعكس قناة الجزيرة لم تأت الصحف القطرية على اي نقطة خلاف بين العرب، وكان التلفزيون القطري واذاعة قطر والصحف القطرية كلها تغني للوفاق ولنقاط الوحدة بعكس الجزيرة تماما رغم ان مقراتها ملاصقة في البناء لمقرات الجزيرة.
حضور العاهل السعودي لم يكن مجرد خبر، بل كان انتصاراً للمكان وللزمان الذي تعقد فيه القمة، ومع حضوره وحضور العاهل الاردني لم يعد اي محلل يجرؤ على القول إن دول محور الاعتدال (مصر والاردن والسعودية) تقاطع القمة وللتدليل على ذلك لاحظوا كيف يجري تهدئة الامور، قال جمال احمد خاشقجي رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية "إن قمة الدوحة أمامها الكثير من المهام يأتي في مقدمتها إرساء المصالحة العربية والتطلع الى الشأن العربي وهو شأن مليء بالملفات وأبرزها الملف الفلسطيني وملف الصراع العربي الاسرائيلي".
وردا على سؤال حول دور دولة قطر فى ظل رئاستها للقمة العربية، اكد رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية ( ان دولة قطر في ظل حكم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعبت دورا بارزا على الصعيد العربي)، مشيراً في هذا الصدد ( الى دورها في حل الوضع اللبناني بانتخاب رئيس للجمهورية والخروج باتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني، ولم الشمل الفلسطيني، وكانت واسطة خير بين الاخوة في فتح وحماس لرأب الصدع بينهما وغير ذلك الكثير من بصمات دولة قطر في العديد من الدول العربية وخاصة في مجال الانماء والاعمار ).
واضاف انه من هذا المنطلق سيكون للدوحة بعد القمة دور أكبر وستكون قطر بما تملكه من ديناميكية قادتها لاعبا نشطا على صعيد تنفيذ مقررات القمة وتفعيلها بما يخدم المصلحة العربية المشتركة.
واذا اردنا ان نقرأ ما بين السطور فاننا نراقب الخطاب الاعلامي لكل دولة فتعرف اتجاهاتها القادمة، فالوفد اللبناني قريب جدا من قطر وهو يدعم جهود المصالحة، فيما ورغم الحضور المميز ترى ان الوفد المصري لم يكن بحجم الوفود التي عهدناها، اما الفلسطينيون فكانوا يحاولون قدر الامكان عدم لفت الانتباه بتصريحات مثيرة، فالقمة جددت اعترافها بالرئيس وبمنظمة التحرير وهذا "يكفي ويزيد".
وبعكسه الوفد العراقي كان بحاول لفت الانتباه لكن انتباه العرب ظل افريقيا على حساب فلسطين والعراق ،ومن خلال ذلك يبدو ان الدول الكبرى في العالم العربي تضطر اليوم للاعتراف جهارا نهارا بدور قطر الاقليمي، فهذا هو قدرهم ان لم يكن قطرهم. يعترفون بحضورها وان قالوا في سرهم "قضاء وقطر".
كلمة الرئيس محمود عباس
-----------------------------
اقترح الرئيس محمود عباس أن يقوم العرب بتحركات واتصالات مع أطراف اللجنة الرباعية، وخاصة مع إدارة الرئيس باراك أوباما التي أكدت سعيها الجدي والعملي في التعاطي مع قضايا المنطقة، بهدف مطالبة هذه الأطراف باتخاذ موقف محدد لإلزام إسرائيل بالانصياع لخيار السلام العادل.
وقال الرئيس في كلمته أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية "إن المهمة الأبرز أمامنا هي بلورة إستراتيجية عربية موحدة، تصون مصالحنا، وتسترد وتذود عن حقوقنا، وتؤسس لدور عربي فاعل يسهم ويشارك في صياغة نتاج الحراك في المشهد الدولي، بمختلف تعبيراته وهياكله، ويجعل من المستحيل على أي كان أن يتجاوزه أو يخترقه أو يتجاهله أو يضعف تماسكه".
وأكد على ضرورة مواصلة تقديم الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية، لتواصل تحمل أعبائها التي تعاظمت نتيجة العدوان على القطاع.
وقال الرئيس: "سنواصل بعزم المسيرة عند استئناف الحوار خلال الأيام القادمة للتوصل وفي أقرب وقت ممكن إلى اتفاق وطني شامل يعيد توحيد الوطن بأرضه وشعبه ومؤسساته الشرعية، ونوه إلى أن الطريق لتحقيق هذا الهدف واضح، ويتمثل في تشكيل حكومة توافق وطني، تكون قادرة على التواصل الفعال مع عمقها العربي ومحيطها الدولي، وتلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، لتكون قادرة على تنفيذ مهمات إعادة إعمار القطاع، والعودة والاحتكام إلى الشعب بالإعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد وفق القانون الأساس في كانون الثاني القادم".
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يؤمن بأن لا خيار أمامه سوى خيار الوحدة، مؤكدا على أنه سيواصل بعزيمة قوية ونوايا صادقة العمل والجهد، لانجاز الوحدة الوطنية لطي صفحة الانقسام السوداء التي أساءت كثيراً للسجل المشرف لنضالنا الوطني الذي نجح على الدوام في تحريم الاقتتال، مكرساً لغة الحوار والديمقراطية والوحدة.
وأوضح أن أية مفاوضات قادمة ستكون عقيمة إذا واصلت إسرائيل سياسات الاستيطان والعدوان والحصار وخلق نظام الفصل العنصري، وإذا تنكرت حكومتها في برامجها أو في ممارستها لمتطلبات الحل العادل كما حددته المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية، الحل الذي يقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت في العام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل أراضي الضفة والقطاع، وحل قضية اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية، وكذلك الانسحاب من الجولان العربي السوري المحتل منذ عام 1967 وما تبقى من الأراضي اللبنانية.
الرئيس السوري يفتتح القمة
------------------------------
وافتتح الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية رئيس القمة العربية السابقة بمركز المؤتمرات في فندق الشيراتون بالدوحة ظهر اليوم اجتماعات مؤتمر القمة العربي في دورته العادية الحادية والعشرين.
وشدد الرئيس الأسد في كلمته على أنه "من الطبيعي أن تكون المصالحات الاهم في هذه المرحلة بوصفها الارضية التي يبنى عليها النجاح او الفشل لاي قرار".
وشدد على أن "المشكلة ليست في الاختلاف بحد ذاته فهو طبيعي، لكن هي في طريقة ادارتنا للخلاف الذي لا يمكن ان نديره بشكل سليم ما لم نبدأ بتوحيد رؤيتنا للتضامن الذي هو ليس استنساخا للمواقف بل تنسيق. الاختلاف بدل من ان نراه بشكله السلبي، فلنره كتنوع يعبر عنا، الخلاف ليس على المصالح بل هو في وجهات النظر والمدخل في مثل هذه الحالة لأي تضامن يكون بالقبول بالاختلاف".
وقال: "إذا حصل خلاف فلنناقشه وجها لوجه، لا يجوز أن يصبح الخلاف خارج الاطار العربي وألا يسيء احدنا للاخر أمام الاخرين".
وأضاف "دار جدال واسع حول المبادرة العربية للسلام (..) سوريا واحدة من الدول الثلاث المعنية في السلام مع لبنان وفلسطين، وعلينا مقاربة الموضوع بدقة تامة"، موضحا أن "الاساس في أي حديث عن السلام هو الا نربط بين توجهاتنا العامة بالنسبة للسلام التي يجب الا تتبدل مع التبدلات في اسرائيل".
وقال: "علينا توقع مجيء حكومات أكثر رفضا للسلام مع مرورو الوقت. كطرف عربي منذ اطلقنا المبادرة العربية للسلام لا يوجد لدينا طرف حقيقي، فهذه المبادرة غير فاعلة ولو عملنا على تفعيلها، فهي ليست مرجعية جديدة، بل هي تأطير للمرجعيات التي يتمسك فيها العرب".
واعتبر أن "طرق الابواب لتسويق المبادر العربية او اقناع الاخرين بقيمة ما نطرحه لا جدوى منه"، آملا ان "نرى تحولا اسرائيليا جديا وهذا ما لا نراه في المدى المنظور، وعلينا الاعتماد على قوتنا الاتية وفي هذا الاطار فان السلام لا يتحقق مع عدو لا يؤمن بالسلام، ودعم المقاومة واجب وخيارنا الوحيد في غياب الخيارات الاخرى".
وشدد على أن "أي مبادرة عربية جديدة ينبغي أن تطرح على رئاسة القمة قبل انعقادها بفترة".
كلمة أمير قطر ومقاطعة القذافي
---------------------------------
وخلال كلمة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي يؤكد فيها أن العاهل السعودي سيمثل القادة العرب في القمة العشرين التي ستعقد في لندن، قاطع الرئيس الليبي معمر القذافي الكلمة موجهاً ليدعو العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى إنهاء الخلاف وقال إنه مستعد لأن يزور الرياض فصفق الجميع.
وقال القذافي: "أنا ملك ملوك أفريقيا وملك ليبيا، وكنت قد اتهمت العاهل السعودي بأنه صنيعة الأمريكان، والان اعتذر منك وأتمنى ان تزوروني وأزورك وننهي الخلافات".
وعقب هذه المقاطعة، قال أمير قطر للقذافي "ربما فهمتك خطأ فاعتذر اليك أمام كل الزعماء والرؤساء".
وغادر الرئيس القذافي جلسة القمة العربية الحادية والعشرين المنعقدة في الدوحة وتبعه الى خارج القاعة الرئيس السوري بشار الاسد في محاولة لاقناعه بالعودة الى القاعة، لكن القذافي لم يعد الى الاجتماع.
وأشاد أمير قطر في الكلمة "بمبادرة الملك السعودي الحكيمة للمصالحة العربية التي عبرت عن مدى حرصه على لم الشمل وتجاوز الاختلاف في الرأي الذي يبقى حول الوسيلة لا الهدف الذي هو مصلحة أمتنا وشعوبنا"، وعبر عن "اعتزازنا بمشاركة الملك السعودي في قمة العشرين ولا نغالي اذا قلنا انه يمثلنا جميعا في هذه المهمة، ونحن على ثقة انه سيمثل مصالح أمتنا والعالم العربي".
ولفت خلال افتتاح القمة العربية في الدوحة على أن "ثمة رئاسة أميركية مختلفة ودم جديد قادر على التجديد وثمة انتخابات جرت في اسرائيل علينا ان نراقب نتائجها، وهناك تطورات في المنطقة علينا ان نعرف كيف نتعامل معها كما نلمح تغيرات عالمية في موازين القوى وتلح علينا خلافاتنا الداخلية هذه الاسباب ستواجهنا بتداعيات تحتاج لاستعداد وتنبه".
وشدد على أنه "أصبح المطلوب منا التوافق والتعاون في الافكار والوسائل".
يتبع..