نوادي صابرين الموسيقية تكثف تدريباتها في المدارس

رام الله -معا- عزف متقطع على آلة الكمان، يصل إلى سمع الزائر لنادي الموسيقى في مدرسة رام الله للبنات، يحاكي العزف لحن "آه يا زين العابدين يا ورد مفتح بين البساتين"، يقودك صوت الموسيقى لقاعة التدريب، فترى الطالب عبد الله ثابت ممسكاً بآلة الكمان ويحنو عليها، يستمر الفتى بالعزف على اللحن، مكررا ذلك، بشيء من السعادة والهدوء، والاجتهاد، فيما يقودنا صوت آخر على ذات النغم إلى قاعة تدريب أخرى، حيث يقف الطالب محمد هاشم يعزف النوتة الموسيقية، وكلاهما يعزفان ويجربان، لعلهما يكتشفان خلال عملية التدريب طاقة الآلة الموسيقية وطاقة كل منهما، ومدى إحساسه بها.

يتابع معلما الموسيقى محمد زيدان وثائر بدوان عزف الطالبين، بتشجيع، موجهين العازفين، اللذين يريان أن تدريب الطلبة كمواهب ومتعلمين للعزف يحتاج إلى تنمية حسية وتربية السمع، على طريق المزج بين القاعدة والحس لدى العازف.

أما بخصوص ما تحتاج إليه النوادي من تطوير، فيتمثل بتركيز النوادي، ودعمها وتفريغ مكان في المديرية، بحيث يشتمل على فنان موسيقي دائم، ليكون جاهزا لتدريب طلبة النوادي.

وتشكل تدريبات نوادي الموسيقى وفقا للفنان وسيم قسيس، زرعا لبذور موسيقية وغنائية، تنمو على مدار أشهر العام الدراسي، ليتم قطافها ضمن عروض المدارس الموسيقية، في أواخر العام، في موسم الاحتفالات والمهرجانات التربوية، والتي أيضا تقدم ضمن عروض مركزية على مستوى المديريات والوزارة، حيث لاقت ترحيبا من التربويين والأهالي، لدرجة أنها ساهمت في النهوض بوعي الأهالي في دعم اختيارات أبنائهم وبناتهم في الالتحاق بالنوادي الموسيقية.

في عرض نوادي طلبة فلسطين، يضيف قسيس (وهو عازف ومدرب في مؤسسة صابرين ومسؤول عن الأندية الموسيقية) أن العرض الفني يشكل انعكاسا للمستوى الموسيقي في المدارس، وفي المجتمع، ونتاج التدريب والتجربة الفنية التي يخضع لها الطلاب على مدار العام الدراسي. كما يشكل استمرارا لقطف ثمرة التعاون بين المؤسسات التربوية ومؤسسة صابرين للتطوير الفني كمؤسسة تعنى بالموسيقى، من خلال برنامج الموسيقى للجميع في عامه التاسع.

من جهتها ذكرت مؤسسة صابرين للتطوير الفني أنه تم إنشاء نوادي صابرين الفنية في معظم المديريات، وقد وصل عدد النوادي إلى 14 ناديا في مدارس التربية والتعليم والبطركية اللاتينية ووكالة الغوث لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. وتقوم مؤسسة صابرين للتطوير الفني بتوفير المدربين والأدوات الموسيقية والتصور الفني، وتوفر الفرص للمواهب للظهور والانتشار. كما تشرف على عرض نوادي صابرين الموسيقية في نهاية العام، يكون نتاج هذا التدريب والتعليم على مدار العام.

يذكر أن برنامج الموسيقى للجميع هو عبارة عن شراكة بين مؤسسة صابرين والمعهد النرويجي للعروض الموسيقية ريكسكونسيرتنة ووزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومدارس البطريركية اللاتينية بدعم من مكتب الممثلية النرويجية للسلطة الفلسطينية.