الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وفي قطر ايضا - بلاد التين تتحالف مع بلاد اللاتين

نشر بتاريخ: 31/03/2009 ( آخر تحديث: 31/03/2009 الساعة: 23:01 )
قطر - الدوحة - موفد وكالة معا ناصر اللحام- ربما حب الفضول عند البعض، وربما حب الجاه عند الاخر، ولربما مصالح بعض البلاد، ولكنه في النهاية موقف ثقافي لا يقدر بمال ولا بغير المال ... فالمواقف الثورية الشجاعة للشعوب اللاتينية الصديقة مع الشعب الفلسطيني وصلت ذروتها في كل مرة وجعلتنا نتمسك بالامل ان العالم لا يكرهنا وان ليس كل العالم يتمنى فناءنا.

وحين كان زعماء العرب منشغلين بالصلحة بين الزعيم القذافي والعاهل السعودي كان زعماء أمريكا اللاتينية يتوافدون إلى الدوحة، ومعهم طواقم الصحافة الاسبانية والبرتغالية ليتابعوا القمة .... كنا خائفين وواثقين، كنا نضرع الى الله الصلح بين بعضنا البعض وكأننا نموت غدا وكانوا يعملون لغدهم كأنهم يعيشون ابدا.

وبالطبع فقد انشغل الصحافيون العرب بالرئيس السوداني والصومال وخلاف فتح وحماس وازمة العراق ولم ينتبه العالم العربي ولم يهتم الصحافيون هنا الى كلمة نائب وزير العلاقات الخارجية في كوبا، وهي كلمات اشعرتنا "بالخجل" امام الثقافة الثورية الانسانية للشعوب الحرة والمكافحة ضد الامبريالية.

وفي حين كنا نركض ونهرول باتجاه هذا الزعيم العربي او ذاك لسؤاله عن خلافاتنا قال السيد ماركوس روديغينز كوستا - نائب وزير العلاقات الخارجية في كوبا :" ان وقوفنا ثابت كبلدان عدم الانحياز مع القضايا العربية العادلة وبخاصة الكفاح البطولي للشعب العربي الفلسطيني وحقه الثابت في تقرير مصيره واقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية دون اي قيد او شرط".

واضاف السيد كوستا وهو مرفوع الرأس :" اننا سنواصل الوقوف في وجه الانانية النيوليبراليه والتي فاقمت الهوة بين التبير والفقر وبين الشمال والجنوب واصبحت الحروب مشاريع للسيطرة على مواردنا الطبيعية".

وأضاف : ان الوضع الدولي يفرض تحليلا عميقا ويجب ان تكون ردودنا جريئة وشجاعة في رفض فرض قيم غير قيمنا على شعوب بلداننا وان نعارض كل مشروع للغزو الثقافي والاستئثار الامبريالي وندين التشهير ضد الاديان وخاصة ضد الدين الاسلامي.

وقد راقبت الصحف العربية غداة اليوم التالي فلم تنشر مثل هذه الكلمات، ولم تقل بان هذه الشعوب الحرة - غير المسلمة - هي مسلمة اكثر الف مرة من الدول التي تعلن انها مسلمة على الورق في السجلات المدنية، بل ان ما قاله السيد كوستا هو الاسلام بعينه وان لم يكن مسلما.

واليوم وصلت إلى الدوحة الرئيسة كريستينا فرنانديزدي كيرشنر رئيسة جمهورية الأرجنتين والوفد المرافق لها للمشاركة فى القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي تبدأ بالدوحة يوم الثلاثاء، كما وصل إلى الدوحة الرئيس البرازيلي لويس اناسيو لولا دي سيلفا والرئيس البوليفي إيفوموراليس والرئيس رونالدو رونالد سينتيان رئيس جمهورية سورينام ودولة السيد ديلوس توروس نائب رئيس جمهورية أوروجواي.

وقد دعينا كصحافيين عرب ان نأتي لالتقاط صورة تذكارية بين الزعماء العرب وزعماء امريكا اللاتينية، ورغم ان معظم الصحافيين العرب غير مهتمين بذلك، ولولا جهود الامانة العامة لجامعة الدول العربية وجهود مضنية من السيد عمرو موسى لما كانت هذه القمة اصلا، وسنلتقط الصورة لكن يبدو لي اننا لم نلتقط الفكرة ولم نعرف بعد ان علينا الخروج من الصورة النمطية الموغلة في تفاصيل الخلاف وما يقوله هذا الفلسطيني القيادي وما يرد عليه هذا الشيخ الى ما لا نهاية".

وقد سألت وكالة معا العديد من الصحافيين هنا عن انطباعاتهم فكانت على النحو التالي :" الزعيم القذافي سرق الاضواء من الرئيس السوداني في القمة العربية وشافيز سيسرق الاضواء في القمة اللاتينية"، وبهذه البساطة وهذه السطحية ننظر نحن العرب الى قضايانا المصيرية.

فهل نشرت الصحف الفلسطينية اي شيء عن هذا الامر ؟ وهل اهتم الاعلام الفلسطيني بإرث فلسطين من العلاقات الثورية والدولية ؟ ام لا نزال منغمسين من رؤوسنا وحتى اخمص اقدامنا في تشكيل الحكومة الجديدة ومن الذي سيترأسها وعن الفرق بين اسماعيل هنية وسلام فياض ؟ صباح الخير بالليل يا عرب.