ندوة فكرية في جامعة بيرزيت حول نقد الحداثة ومقاومتها
نشر بتاريخ: 31/03/2009 ( آخر تحديث: 31/03/2009 الساعة: 16:50 )
رام الله- معا- عقدت وحدة المساندة الأكاديمية في كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت اليوم الثلاثاء، الندوة الفكرية السادسة للدراسات العليا والتي ألقاها المحاضر في دائرة علم الإجتماع والإنسان أ. خالد عودة الله بعنوان: "من نقد الحداثة إلى مقاومتها او الخروج من نفق الحداثة المضيء".
ودارت الندوة حول النقد في الراهن الحداثي، ومفهوم الحداثة الاستعمارية، و الانتقال من نقد الحداثة إلى مقاومتها، و حول "الإسلام" كموقع محتمل لمقاومة الحداثة.
وأوضح عودة الله أن أيديولوجيا النقد ركيزة مهمة في تبلور وعي الذات الاوروبية الحداثية بمناعة وحصانة مشروع الحداثة ضد أحاديث النهايات، فرغم النمو الهائل للتكامل والاندماج والتناسق داخل الحداثة الرأسمالية المعولمة أصبح من المتعذر الحفاظ على الفاعلية النقدية للمفاهيم النقدية، حيث تتهاوى المقولات النقدية وتفقد فاعليتها وحمولتها النقدية تباعا، "وتصبح هذه المفاهيم شيئا فشيئا مفاهيما وصفية مخادعة، وصولا إلى انعدام قدرتها على تجاوز موضوعها النقدي ، الى ان تصبح النظريات والمقولات النقدية ادوات اجرائية بيد القوة المهيمنة".
وأشار عودة الله أن الحداثة تؤرخ لذاتها بتعاقب الازمان من عصر النهضة الى عصر الحداثة على الفضاء الاوروبي، حيث تتوالى فصول الملحمة الحداثية، وتغيب هذه الرواية "الجغرافيا المستعمرة" المتشكلة عبر اكثر من 500 عام من الغزو والابادة، هذا الغزو الذي يشكل المقدمات الحقيقية لولادة "الحداثة"، مضيفاً أنه بعد التغييب الاول عبر التأريخ الحداثي الخطي (العصور القديمة – العصور الوسطى – الى الحداثة المبكرة وصولا الى الحداثة)، يتم استحضار الجغرافيا لاحقا في العالمية الحداثية الانتشارية المتقدمة من عواصم الحداثة " الاستعمار" الى الفضاء الكوكبي الخام او الفارغ ، واسطورة الفراغ.
وعزا عودة الله فشل حركات التحرر من الاستعمار في تحقيق التحرر، إلى احتفاظها بنظام الفكر المسيطر (الاغريقي-اللاتيني- وتبعاتهما الحداثية والامبريالية)، حيث قامت بعملية التحرر من الاستعمار بمنطق التحرر من الامبريالية، وبالتالي كل ما قامت به كان إعادة تموضع سياسي اقتصادي ضمن شبكات الهيمنة والسيطرة العالمية وذلك بسبب الفشل في التحرر من الحداثة "العقلانية" ومنطقها السياسي الدولة –القومية، فتم الاحتفاء وتفسير نجاح ثورات الاستقلال الوطني من الاستعمار ( البرتغالي- الاسباني -الفرنسي -البريطاني ) بنفس المنطق "الثوري" الحداثي (للثورة الفرنسية والبلشفية).
من جانب آخر عقدت دائرة التاريخ والآثار محاضرة حول عمارة وفنون الإسكندرية وتأثيرها على البتراء والقدس ودمشق، والتي ألقاها د. جوديث ماكينزي من جامعة أوكسفورد.
وتتناول المحاضرة دور العمائر الرئيسية في فلسطين والأردن وسوريا في حفظ تراث الإسكندرية المعماري، من القرن الأول قبل الميلاد الى ما بعد الفتح الإسلامي.