الانقسام يرخي بظلاله على احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية
نشر بتاريخ: 01/04/2009 ( آخر تحديث: 02/04/2009 الساعة: 10:08 )
غزة- تقرير خاص- معا - ارخى الانقسام الفلسطيني بظلاله على احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، فاختلاف المكان والشخوص بدا كنتوء حاد في طريق الاحتفالية التي ينبغي لها ان تظل بمناى عن حالة الانقسام.
فالحصار ، والاحتلال، والقدس ، كلها حقائق الا ان الانقسام السياسي يفرقها ويشتت شملها ويضعف الوسائل الفلسطينية أمامها.
فقد بان الاختلاف بينونة كبرى بموعد إطلاق المناسبة بين غزة والضفة، فغزة أطلقتها بالسابع من مارس رغم ان السلطة احتفلت بها في الحادي والعشرين من ذات الشهر .
الفارق ايام ولكن المدلول السياسي للمشهد كبير، فهو يشتت الأذهان ويجعل من الصعب محليا وعربيا وإقليميا التواصل مع اختلاف ميداني واضح لفعاليات تحيي ذات المناسبة.
ومن المفارقة أن تحمل الجهة القائمة على احياء الاحتفالية بين القدس والضفة الغربية هي ذاتها وهو" اللجنة الوطنيا العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية" الأولى بالضفة الغربية صدرت بمرسوم رئاسي وكلف د. رفيق الحسيني مستشار مكتب الرئيس لرئاستها بقيمة 5 مليون دولار والثانية بغزة بقرار من مجلس الوزراء المقال ورئسها د. عطا الله ابو السبح بقيمة مليون دولار.
"معا " حاولت ان تجد مفاهيم مشتركة بين القائمين على هذه الفعالية الوطنية والعربية الهامة كونها تطبع القدس بسمة فلسطينية غير قابلة للأسرلة رغم محاولات تهويدها المستمرة فسألت عن الازدواج والالتقاء والاختلاف ودور القدس بجمع المنقسمين وتوجهت لكل من د. ابو السبح بغزة ويوسف الشايب المستشار الإعلامي للجنة التنسيق الفلسطينية العربية من الضفة الغربية فكانت الاجابات كالتالي.
الانقسام النكد!
عطا الله ابو السبح أكد ان الاحتفالية تسير بنهج قوي في غزة إلا أن "الانقسام النكد" أرخى بظلاله على كافة مناحي الحياة بما فيها فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية.
ولكنه يرى بان احياء فعاليات المناسبة بين غزة والضفة يأتي كعمل تكاملي لا تعارض به وان به الكثير من الاختلاف والتنافس ويؤثر سلبا على الاتصالات بين الداخل والخارج ويضعفها.
ويقول أبو السبح:" الفعاليات ليست مختلفة بل متكاملة لكن الاختلاف بان هناك لجنتين ومن يحييها أشخاص مختلفون وهذا افراز طبيعي للانقسام النكد".
وعن طرق احياء الفعالية بين غزة والضفة يقر أبو السبح بان الطرق مختلفة وان هذا يؤثر بالطبع على الاتصالات ولكنه يستدرك قائلا:" ولكن لا تعارض بيننا ونسأل الله ان يكون الاختلاف لصالح القدس".
وعن التنافس قال:" اؤكد لو كان هناك عمل واحد بميزانية واحدة واتصالات واحدة لكان أقوى ولكن الانقسام النكد أثر على هذه الفعالية".
يوسف الشايب من جهته يرى بأن الازدواج الوحيد الذي ظهر بالاحتفالية هو بموعد إطلاقها بين الضفة وغزة إلا أنه لا يرى أي تعارض او ازدواجية بالعمل ومشيرا الى ان أمورا كثيرة يمكن الالتقاء بها وانه لا مانع لدى الاحتفالية بالضفة الغربية بالتعاون مع أي جهة كانت سواء من غزة او اوروبا او الدول العربية.
وقال الشايب لمعا:" ما يحدث بغزة يخدم الاحتفالية والقدس حتى لو لم تكن حكومة رام الله راضية عنه وما يحدث بالضفة والقدس يخدم الفعالية حتى لم تكن راضية حكومة غزة".
وأكد ايضا على ان الانقسام يضر بالاحتفالية وقال:" الشيء السلبي هو وجود اكثر من احتفالية وان شعار القدس توحد ولا تفرق لم يطبق على أرض الواقع".
عدا ذلك فإنه لا يرى أي أثر على الاحتفالية كونها بالضفة الغربية تحظى بدعم عربي كان لافتا في الافتتاح الرسمي في الحادي والعشرين من الشهر الماضي عدا عن الدعم العربي المالي الذي خصص للاحتفالية والذي من المنتظر ان تزود به اللجنة الوطنية العليا للقدس هناك.
معا تساءلت:" يعني ان الضفة حظيت بالوجود العربي والدعم المالي وغزة لم تنل ذلك؟ "فأجاب ان الانقسام السياسي هو السبب في ذلك وان أجواءه انعكست على الاحتفالية إلا أنه غير ذو تأثير بالغ كون الاحتفالية الاكبر تقام بالضفة وليس غزة.
وقال:" الانقسام هو سيد الموقف ولكنه لم يضرب الاحتفالية بمقتل فالزخم متواجد بالضفة والقدس ونسبة غزة من الاحتفالية قليلة".
وحول التكلفة المادية للاحتفالية والفرق بينها وبين غزة قال أنه كان المأمول أن يتم جمع 20 مليون دولار نصفها لصالح البنية التحتية للمراكز الثقافية بالقدس والنصف الآخر لصالح اقامة الفعاليات الخاصة بالاحتفالية الا ان العدوان على غزة كما قال ساهم في تقليص هذه المبالغ بحد كبير حيث قامت بعض الصناديق العربية بتنفيذ المشاريع الطارئة لإغاثة غزة.
وقال الشايب:" أي عمل يخدم القدس والاحتفالية هو عمل ايجابي بغض النظر عن مكانه والقائمين عليه".
وشدد على ان الفنانين والمثقفين مستقلون وان هناك فعاليات مشتركة وبترتيب ومبادرات مستقلة من قبلهم ولا يمكن حسابها على أي حكومة من الحكومتين او أي تنظيم سياسي.
القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 قرار عربي لما للقدس من مكانة مرموقة اسلاميا وعربيا وفلسطينيا، وإلى حين يطوي الانقسام صفحته الاخيرة نضرع إلى الله ان تقترب المسافة بين غزة والضفة لأجل القدس.