الخميس: 19/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل فتحت القاعدة فرعا لها في الضفة الغربية ؟؟

نشر بتاريخ: 01/01/2006 ( آخر تحديث: 01/01/2006 الساعة: 16:00 )
تقرير - وكالة معا - لا داعي لأي غضب من جانب المسؤولين في السلطة الفلسطينية على هذا العنوان, فالقاعدة, كمنظمة عنيفة جداً, وغنية جداً, وسرّية جداً, باتت موجودة في معظم أرجاء العالم وبالذات في واشنطن ولندن ومدريد وبغداد والقاهرة وعمان وبيروت, وبالتالي لن تكون السلطة مطالبة بنفي وجود القاعدة في بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين حيث تتحدث اجهزة الامن الامريكية والاسرائيلية عن افتتاح فروع القاعدة وكأنها فروع ماركة تجارية او محل للحلويات .

وقد طلع علينا التلفزيون الاسرائيلي بقنواته المختلفة مساء الجمعة بخبر عاجل ومنقول عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين, بأن القاعدة موجودة في الضفة الغربية, بعد ان أصبح وجودها "حقيقياً" في غزة، وهذا العنوان هو الرئيس على صدر الصفحات الاولى للصحف العبرية اليوم.

صحيفة يديعوت أحرونوت, كبرى الصحف العبرية في إسرائيل ذكرت النبأ على صدر صفحتها الاولى وجاء في تفاصيل الخبر ( لاول مرة اطلاق صواريخ قسام من جنين باتجاه مستوطنة رام اون الزراعية قرب مدينة العفولة).

وكان الامن الاسرائيلي انشغل في تحديد هوية مطلقي صواريخ الكاتيوشا من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة كريات شمونا الاسبوع الماضي .

وبعد ان نفت منظمة حزب الله علاقتها بالأمر, سارعت إسرائيل وقصفت قاعدة تدريب تابعة لمنظمة الجبهة الشعبية القيادة العامة التي يقودها احمد جبريل واخطأ المحللون الاستخباريون الاسرائيليون طوال اسبوع وهم يعلنون بأن احمد جبريل قد تلقى اوامر من دمشق لفعل ذلك, ولكن صدمتهم جاءت سريعة حين تبين لهم ان دمشق ليست كبغداد وان بشار الاسد ليس عنترة العبسي, وان اتهامات تل ابيب وبوش وعبد الحليم خدام للرئيس السوري بقتل الحريري كانت شطحة مبالغ فيها وان إحتمال ان تكون القاعدة هي قاتلة الحريري اقرب للمنطق ؟

ويبدو ان الغايات السياسية والمصالح الامنية الامريكية والاسرائيلية ( والطموحات) اللبنانية الداخلية هي وحدها التي تمنع الاعلان بأن المتهم الاول في اغتيال رفيق الحريري وربما باقي التفجيرات في لبنان هي منظمة القاعدة.

عوديد جرنوت المحلل السياسي للشؤون العربية في القناة التلفزيونية الاسرائيلية الاولى انهى تحليله للسنة المنصرمة على النحو التالي ( حماس تريد انتخابات ولا تريد عمليات ولكنه شكك ان تقوم اية انتخابات في السلطة نهاية هذا الشهر, لان فتح لا تريد انتخابات وبالتالي تقدّر الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان فتح تريد عمليات ولا تريد انتخابات وبحسب تقديره فأن امريكا لا تعارض وجود حماس في السلطة ولكن حماس لا تريد فوزاً ساحقاً لان هذا سيضطرها لدخول مفاوضات مع تل ابيب).

اما القناة الثانية فذهبت أبعد من ذلك وعلى لسان المحللين السياسيين مثل ايهود يعاري واودي سيجل والمحلل العسكري روني دانييال فأن القاعدة- الجهاد العالمي - باتت أمراً واقعاً في الضفة الغربية, وتحدثت القناة الثانية عن رسائل بين قادة القاعدة تتضمن المضامين التالية: ان التركيز على ضرب امريكا لم يعد كافياً وان على خلايا القاعدة قررت نقل نشاطاتها وتفعيل عملياتها في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين وان الاستخبارات الاسرائيلية رصدت مؤخراً عملية نقل اموال طائلة للضفة الغربية وان القاعدة بواسطة هذا المال سوف تتمكن من تشكيل بنية تحتية قادرة على تنفيذ عمليات, وأشارت القناة الثانية الى محاولات اطلاق صواريخ من شمال الضفة الغربية الى داخل المدن العبرية مؤخراً.

هذا فيما يتعلق برغبة وتخطيطات القاعدة, أما بالنسبة للاوضاع الداخلية والسياسية الفلسطينية, فأن الامور تبدو أسوأ بكثير, حيث المجموعات المسلحة, الميليشيات, كثرة السلاح في يد المدنيين, انسداد الافق السياسي, ترنّح السلطة, فشل التصالح الوطني, تضارب المصالح الحزبية, فوضى غزة والفلتان الامني في الضفة الغربية, بناء الجدار الشاروني, وعدم وجود عمل للعمال وغضب الجيل الشاب, كلها عوامل توفر الزيت للنار القادمة.

وفيما ينشغل ضباط الامن الفلسطيني في ترشيح انفسهم لانتخابات البرلمان, يبدو ان قناعتهم بمهنتهم ليست راسخة, فهم يفضلون جلسات البرلمان واللقاءات المتلفزة على اقامة اجهزة امنية حقيقية, ويفضلون عناوين الصحف والنجومية على اعادة تأهيل انفسهم واجهزتهم الامنية نحو الاحتراف.

وبالاعتقاد انهم ليسوا مذنبين في ذلك , فمعظمهم ليسوا رجال أمن أصلاً, ولم يتخرّجوا من الكليات العسكرية, وانما ظهروا كقادة شعبيين وطلبة متحمسين فانتقاهم الرئيس الراحل عرفات لترأس اجهزة أمنية في لحظات تأسيس الدولة الفلسطينية ومؤسساتها.

وسواء كانت القاعدة في الضفة او انها في غير مكان ، فالامور لا تبدو في العام الجديد بأفضل من العام المنصرم ، لا سيما وان اندلاع القتال بشكل عنيف صار مدار رهان المحللين الذين يعتقدون بأن " غلطة" واحدة او شرارة كافية لاشعال الحقل كلّه.