بداية جديدة **قصة من ملعب * بقلم :سحر حمزة

القدس - معا - أحبائي ,,في حياة كل منا قصة أخفاق ,كانت حافزاً لنا لتطوير ذاتنا ,ولابد لكل إنسان أن يخطأ حتى ينجح في شيء ما ,,هكذا هو الإنسان ,وصديقتنا رند في هذه القة أرادت أن تتميز ,وتنجح وتبدع وتفوز ,,كحلم الكثيرين في تحقيق أهدافهم ,,تعالوا معي يا أحبائي نتابع رند ونرى ماذا فعلت حتى تنهض من جديد ,,في الحقيقة أن رند كانت تدرب كثيراً خلال حصة التربية الرياضية ،,, كانت تتابع المعلمة المدربة برشاقتها تطير كالفراشة ,تقفز كالغزال ,ترفرف مثل السنونو ,, وظلت تراقب المدربة وتقلدها ,,فقد أكدت لها المعلمة أن المشاركة في بطولة الطائرة المدرسية تتطلب شروط معينة ,زي رياضي مناسب , رشاقة ,لياقة ,ومهارات رياضية متقنة ,,كانت رند تستمع ونهز رأسها ,كأنها تجيب نعم ,,أنا سأكون في البطولة ,أنا سافوز ,,أنا ساشارك ,,عادت للبيت وهي تركض ,ترقص ,تقفز وتفكر في ذلك اليوم الذي ستبدأ به المبارة ,,كانت ليل نهار تتدرب في غرفتها تتقاذف الكرة برشاقة بين يديها ,تلعب مع أخواتها في الحديقة قرب البيت ,,تواطب على إتقان المهارات الخاصة باللعبة في كل مناسبة سواء في المدرسة أو بالبيت ,,، وفي موعد المبارة وبعد أن أختارتها المدربة لتكون ضمن الفريق للياقتها البدنية ومهاراتها في اللعب ,,شعرت رند بالثقة العالية ,وبالفخر بنفسها لإختيارها ضمن الفريق ,, كانت الأجمل في تصميم ملابسها الرياضية ، أنيقة ,جميلة المحيا ، في ذلك اليوم ، انطلقت إلى المدرسة مسرعة ، مبتسمة ، مشرقة ، متألقة ، تلقي تحية الصباح على من يقابلها على الطريق ، عند بوابة المدرسة تجمع الأطفال من كل مكان ؛ ليشاهدوا المبارة ويتابعوا التنافس بين الفريقين المدرسيين ،أعتراها شعور غريب وهي تنضم إلى الفريق الذي سيمثل المدرسة في المباراة النهائية في كرة الطائرة ، كانت المدربة تستعرض الفرقة ، ثم اقتربت من رند وأبتسمت لها ، فجمالها وتميزها لفت نظر المدربة دون غيرها ,,فقالت لها أرجوا أن تكونوا عند حسن الظن لتفوزوا وترفعوا رأس المدرسة ,,,,,,, استعداداً للمباراة النهائية على مستوى المدارس جميعها ، جاءت فرقة المدرسة المجاورة ,,وبدأت المباراة و العيون تراقب رند وهي تتقاذف كرة الطائرة بسرعة , تطير كالفراشة ؛ تصد الكرة بيدها فإذا جاءت من الوسط قفزت للأعلى ، برشاقة لا مثيل لها ، وإذا جاءت من اليمين تمايلت كغصن الياسمين الذي يميل مع نسمات الريح الخفيفة التي ينتشر عبيرها مع كل حركة لها ، ولاحظت المعلمة تفوقها ، واندفاعها ، ومحاولاتها لإثبات وجودها في قدرتها على تحصيل نقاط أكبر لصالح المدرسة ، تم الحصول على كأس البطولة ، الذي هو حلم المدرسة والمعلمة ، وحافزاً قوياً لرند في تحقيق أحلامها .

وفجأة نسيت رند نفسها وقفزت قفزة قوية رفعت جسدها إلى الأعلى لتصد الكرة كي لا تخسر مدرستها المبارة ,,ولعدم خبراتها الكافية ولإنها أول مبارياتها وقعت على الأرض ؛ جراء قفزها للأعلى في محاولة لصد الكرة فأُغمي عليها ، وهرعت فرقة الاسعاف لحملها إلى المستشفى المجاور وهي في حالة أغماء ، إستيقظت بعد ساعة وقد أجريت لها إسعافات لإنعاشها كي تصحوا وما أن فتحت عينيها حتى رأت نفسها خارج الملعب و عيون المعلمة وزميلاتها تنظر إليها بعطف ، وإشفاق ، ونظرت إليهن بذهول ، واستغراب ! عشرات الأسئلة تود توجيهها إليهن ، توسمت بالصمت و أدركت الاجابة لوحدها ، وأيقنت بأنها لن تتمكن من المشاركة في المباراة التي حلمت بها وتمنت الحصول على كأس الفوز ، وحمل لقب بطولة الفرق ؛ تحطمت أمالها,,وتلاشت أحلامها ، وخيّم الصمت فيمن حولها ، فسالت الدموع على وجنتيها النضرتين وأجهشت ببكاء مرير وقد سمع الجميع صوتها الحزين الذي على في أرجاء المكان .

كانت المدربة غير راضية للحالة النفسية التي اجتاحت رند وكأنها عاصفة ،أقتلعت حماسها من أغصانها ,, وأيقنت أن الإحباط ، والشعور بالإخفاق قد غمرها ، فاقتربت منها ، واحتضنتها قائلة لها : لا تجعلي اليأس والضعف يسيطران عليك بعد اسبوعين ، ستتماثلين للشفاء وتعودين لممارسة الألعاب ، وسيكون أمامك وقت كافي ؛ للتدريب والعودة للمدرسة كغيرك من اللاعبات بينهن ,وقالت لها إذا كانت لديك الإرادة والتصميم وسوف نقف معك وتتأهلين للمبارة النهائية وتفوزين ,,,، أقتربت صديقاتها حولها وهن يشدن بها ويشجعنها وأكدن لها بأنهن سيكن معها وسيدفعانها لتحقيق آمالها وطموحاتها ,, ابتسمت رند مطولاً وبرقت عينيها اللوزيتين ,,ومسحت دموعها بعد أن بدأت في أعماقها تشعر أنها تقدمت بفكرها وقناعتها نحو النجاح لتكون هذه الحادثة أو خطوة صحيحة ترسم فيها خارطة مستقبلية لحياتها بعد أن علمت بأن الفشل في أول مرة لا يعني النهاية بل هي بداية جديدة لنجاح قادم ,,,, .