نسرين عمرو: خطوات جادة ومسؤولة لمعالجة الضعف لدى الطلبة
نشر بتاريخ: 02/04/2009 ( آخر تحديث: 02/04/2009 الساعة: 16:59 )
الخليل- معا- أعلنت نسرين عمرو مديرة التربية والتعليم في الخليل عن العديد من الإجراءات التي تعمل على تحسين أوضاع التعليم في الخليل ومعالجة الكثير من المشاكل التي تواجه المسيرة التعليمية، ومن ضمن اهتماماتها الأولى بدأت خطوات جادة ومسؤولة لمعالجة تدني التحصيل العلمي لدى الطلبة في مدارس الخليل.
تدني التحصيل
تقول عمرو، حول أسباب تدني تحصيل الطلاب في المدارس: إن تدني التحصيل العلمي لدى الطلبة في المدارس ظاهرة ليست موجودة على مستوى مدارسنا فحسب، فهي موجودة على مستوى الوطن، وأيضا في الدول المجاورة وقد تكون على نطاق أوسع مما هي عليه في الخليل ولا يمكن تحديد جميع الأسباب التي تقف وراء هذا الضعف، لان العملية تراكمية وتتجمع أسباب عديدة وراء هذه الظاهرة.
مؤثرات وأسباب
وتضيف عمرو، أن هناك مؤثرات ساهمت إلى حد لا يستهان بها في إشغال الطالب عن المتابعة المتواصلة للدراسة وأثرت في سلوكياته ومنها التلفزيون والمحطات الفضائية غير المحدودة والتي تبث برامجها على مدار الساعة، والانترنت واستخدام الكمبيوتر للألعاب فقط، بالإضافة إلى المجلات والمسجلات والفيديو والألعاب وغير ذلك، كذلك انعدام متابعة أولياء الأمور لأبنائهم أو متابعتهم وهذا يؤدي إلى إهمال الطالب للدراسة ومتابعة الدروس ونظرة المجتمع في العصر الحالي للآخرين والمبنية على المقياس المادي فقط، والتي أثرت بصورة مباشرة أو غير مباشرة على تفكير الطالب واستنتاجه أن التعليم ليس الطريق الأمثل للكسب المادي الأعلى، وهذا أدى إلى أن يهمل الطالب التعليم ومتابعة التعلم ويفكر في أيسر السبل للكسب المادي حتى في أثناء جلوسه على مقاعد الدراسة والظروف الاقتصادية لدى بعض أولياء الأمور وانعكاس ذلك على الطلبة.
وتشير إلى أن من بين المؤثرات السلبية على الطالب، الإحباط المتمثل في سؤال يجري على ألسنتهم "ماذا سأعمل حتى لو نجحت؟! " وتعطيل الدراسة في المدارس لأيام عديدة في السنوات السابقة وحتى في هذا العام الدراسي لأسباب مختلفة منها الأحوال الجوية أو إضرابات المعلمين أو مناسبات وظروف مختلفة، وطبعا عدم الانتظام في الدراسة يؤدي إلى تدني التحصيل العلمي، لان التعليم والتعلم يحتاجان إلى اتصال وانتظام على مدار العام الدراسي والتواصل مع المعلم والمادة الدراسية وتفاعل الطلبة في الصف الدراسي وعلى الرغم من المحاولات الجادة لتقليل عدد الطلبة في الصف الواحد إلا أن الصفوف مكتظة وهذا يعطي المعلم الفرصة المناسبة لمتابعة جميع الطلبة أثناء الحصص.
وتتابع :"سنواصل العمل على تقليل أعداد الطلبة في الصفوف وهناك أسباب تتعلق بالمعلم سواء كانت تتعلق بطرق التدريس أو استخدام الوسائل التعليمية أو التقويم المستمر لأداء الطلبة أو إعداد الاختبارات الجيدة أو التحضير المتواصل للدروس أو الانتماء الحقيقي لمهنة التعليم أو غير ذلك.
الخطوات للمعالجة
وحول طرق المعالجة تقول عمرو: في ضوء ما تقدم من أسباب تدني التحصيل العلمي لدى الطلبة فإن مديرية التربية والتعليم بدأت هذا العام بتنفيذ خطوات عملية مسؤوله وواضحة لتحسين أداء الطلبة ومعالجة الضعف السابق وممكن تلخيص ما تم عمله فيما يلي: عقد الاجتماعات الدورية مع مديري ومديرات المدارس والاستماع إلى احتياجات المدارس سواء كانت مادية أو فنية وتلبية طلباتهم من أجل توفير ما تحتاجه العملية التعليمية في المدارس والإيعاز لجميع مديري ومديرات المدارس بضرورة تفعيل دور مجالس أولياء الأمور وحثهم على متابعة أبنائهم ومساعدتهم على كيفية إرشاد أبنائهم واطلاعهم على نتائج تحصيلهم في المدرسة والتواصل معهم بهدف تعديل سلوكيات الأبناء
وتضيف "نحن بصدد الانتهاء من تشكيل مجلس أولياء موحد يضم أفراداً من المجتمع المحلي بمعنى شخصيات اعتبارية إما من أولياء الأمور أو المجتمع المحلي ومن مدراء المدارس والمعلمين والطلبة بالإضافة للمديرية ونحن في المراحل النهائية لإنجاز هذا المشروع وهناك دور المرشد التربوي في المدارس فدوره مساند ومساعد للإدارة المدرسية والطلبة في حل مشاكلهم الشخصية والتحصيلية وتوفير الراحة النفسية لهم من أجل المتابعة الجيدة لتحصيلهم العلمي وسيتم عقد لقاء مع مرشدي المدارس قريبا، من اجل تفعيل دور الإرشاد في تحسين التحصيل لدى الطلبة وزيادة الدافعية إلى التعلم، كذلك الإيعاز لجميع المعلمين والمعلمات بعقد الامتحانات التشخيصية لتحديد نقاط الضعف لدى الطلبة ووضع الخطط العلاجية المناسبة والقابلة للتحقيق وحث مديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات على تبادل الخبرات من خلال اللقاءات التربوية وتبادل الزيارات بينهم والتشاور في القضايا التربوية المختلفة، وحث المدارس على تفعيل المكتبات والاستفادة من مصادر التعلم في المدارس والاستفادة من مراكز الحاسوب التي وفرت لمعظم المدارس في المديرية، وتدريب الطلبة على الاستخدامات المناسبة للحاسوب والمشاركة في نشاطات لاصفية متنوعة مثل المشاركة في إعداد الوسائل التعليمية والمجلات العلمية والنشاطات الرياضية والصحية وغير ذلك، وعقد دورات تأهيليه للمعلمين الجدد".
وركزت عمرو على كيفية التعامل مع الطلبة وإعداد الخطط الدراسية والتحضير واستخدام الوسائل التعليمية وطرق التدريس الفعَّال وإعداد الاختبارات الجيدة، وعقد الدورات والأيام الدراسية لجميع المعلمين وعلى مدار العام؛ لمساعدة المعلمين على تطوير قدراتهم الفنية وفي جميع التخصصات، وتكثيف زيارات المتابعة من قبل رؤساء الأقسام والمشرفين للمدارس بهدف مد يد العون والمساعدة للإدارات المدرسية والمعلمين من أجل تحسين أداء الطلبة والتأكيد على مبدأ الامتحان الموحَّد لجميع الصفوف.
تشكيل لجنة للمتابعة
وتضيف مديرة التربية والتعليم: "لقد تم تشكيل لجنة خاصة لمتابعة ضعف التحصيل في المدارس ومتابعة مدى فعالية الخطط العلاجية وهذه اللجنة تتكون من الإشراف والميدان والشؤون الإدارية والتعليم العام، ويتم الاجتماع بهم أسبوعيا من قبلي وسماع التغذية الراجعة لزياراتهم للمدارس، بالنسبة لهذه اللجنة تقوم بالمتابعة والإشراف وإبداء الرأي وتعميم الأفكار الناجحة في المدارس والمساندة التامة هذا بالإضافة إلى زياراتي أنا كمديرة للمدارس بشكل متواصل والوقوف على احتياجات المدارس الفنية والإدارية والمالية".
وأوضحت عمرو ، أن معالجة الضعف لدى الطلبة لا يمكن أن يتم في مرحلة زمنية محدودة؛ لأن تعديل السلوك يحتاج إلى فترة مناسبة آمل ألا تطول بالتعاون ما بين مديرية التربية والإدارات المدرسية والمعلمين وأولياء الأمور وبدعم من المجتمع.