الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المعهد العربي الأميركي يسعى إلى تعزيز مكاسبه في الحياة السياسية الأميركية

نشر بتاريخ: 01/01/2006 ( آخر تحديث: 01/01/2006 الساعة: 21:27 )

واشنطن- معا-من نضال إبراهيم- في مقابلة مع صحيفة عربية - أميركية، سئل الصحافي الأميركي المخضرم تيد كوبل عن الشخص العربي - الأميركي الذي أعجب به أكثر من أي شخص آخر فأجاب: إنه جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي - الأميركي.

وقال كوبل، "أنا معجب بجيم لأنه لا يكل ولا يمل من المتابعة والملاحقة. لقد كان كذلك فعلا."

وكان كوبل يشير إلى استعداد زغبي للدفاع عن وجهات نظر الجالية العربية - الأميركية في الثمانينات في وقت تمثل بإجحاف الرأي العام ضد الجالية.

وقال كوبل، "إن جيم زغبي لم ينتظر حتى يدعى لمقابلة. وهو لم ينتظر حتى يطلب منه أن يحضر. كان حضوره دائما، وفي الأيام الأولى لبرنامج "نايتلاين: (برنامج كوبل الإخباري المسائي)، كان ضيفا بصورة متكررة لأنه كان الوحيد في الساحة. لم يكن أي شخص آخر مستعدا لأن يخرج ويقبل ذلك الدور. كان دورا صعبا. ومن تلك الناحية، كان رائدا."

ويصادف هذا العام الذكرى السنوية العشرين لإنشاء المعهد العربي - الأميركي، وهو منظمة رائدة مركزها واشنطن العاصمة، وقد كرست نفسها لإضفاء دعم سياسي لحوالي 3.5 ملايين أميركي تعود جذورهم إلى العالم العربي.

وعن دمج العرب الأميركيين في الحياة السياسية الأميركية قال زغبي" إن المعهد العربي - الأميركي هو استمرار لجهودي للعمل مع رفاقنا في السياسات الأميركية، وبعبارة أخرى، ألا نفعل ما فعلته مجموعات أخرى - سياسات منفيين__ بل أن نفعل ما كان جيلنا يفعله للجيل الذي ولد هنا، وهو حماية تراثنا والتعبير عن هواجسنا بصورة أميركية جدا."

ومنذ تأسيس المعهد العربي الأميركي عام 1985 كان زغبي أحد العناصر الرئيسية التي أدخلت الجالية العربية - الأميركية في التيار الرئيسي السياسي. وتسعى الآن الأحزاب السياسية وراء أصوات ودولارات العرب الأميركيين حيث لم يكن لهما وجود ذات مرة. ويقطع الآن المرشحون بالطائرات بحماسة نصف الطريق عبر البلاد لكي يخطبوا بالجماهير حيث ابتعدوا في السابق عن مثل هذه الشراكة.

وهذه انجازات كبيرة لجالية أعيدت إليها تبرعاتها السياسية عام 1984 من قبل مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة والتر مونديل. وكمقياس لذلك التغيير، توجه ثمانية من أصل تسعة من مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة بطريق الجو إلى ديربورن، مشيغان لكي يجتمعوا معا وينشدوا دعما ماليا وتصويتيا من الجالية العربية - الأميركية.

واليوم يقف المعهد العربي - الأميركي في طليعة المنظمات السياسية العربية - الأميركية التي تعمل على تشجيع لعرب الأميركيين على التطوع، والمشاركة وتولي مناصب قيادية في الحزبين الرئيسيين على المستويات المحلية، الولائية والفدرالية. وهي تشمل أيضا القيام بحملات منتظمة لتسجيل الناخبين وإعلام الناخبين المحتملين أين يقف المرشحون بالنسبة إلى قضايا مختلفة موضع اهتمام. على أن الأمر الذي لا يفعله المعهد، هو تأييد أي مرشح بالذات، تاركا الخيار النهائي إلى الناخبين الأفراد.

ويقول زغبي إن كون الجالية معترفا بها كقوة موحدة، هو من أكبر إنجازات المعهد العربي - الأميركي.

ويضيف "أعتقد أن الانجاز الكبير هو أننا أوجدنا جالية يسهل التعرف عليها ومنحناها حياة وقد أصبح معترفا بها الآن من قبل الحزبين السياسيين ومن قبل وسائل الإعلام."

وفي ما يتعدى ذلك، فإن المعهد العربي الأميركي ينظر اليه أيضا كمكان حيث يمكن للعرب الأميركيين أن يقصدوه من أجل ثقافتهم السياسية.

وقال، "لقد أوجدنا سبيلا للشبيبة كي تخدم الجالية. ولا شيء يجعلني أشعر بالفخر أكثر مما أشعر به عندما أرى هؤلاء الشبان والشابات يقومون بتسجيل الناخبين وقد ارتدوا قمصانا كتبت عليها عبارة "دعونا نصوت". إنني أتلقى رسائل في البريد الأليكتروني من شبيبة تقول أريد أن أعمل مع فريقكم. إن عددا من الشبان والشابات الذين بدأوا معنا يعملون الآن في مبنى الكونغرس. وبعض الشبان والشابات الآخرين الذين عملوا معنا يعملون الآن في الحكومة."

وقد بلغ زغبي مؤخرا الستين من عمره وقد احتفل بتلك المناسبة محاطا بأعضاء العائلة والأصدقاء. ويتحدث زغبي وهو ينظر إلى المستقبل علنا عن جعل المعهد ذا صبغة مؤسساتية بإنشاء تركيبة تحول المنظمة إلى نوع من المنتدى الجديد ومنحه حضورا يتجاوز مؤسسه المعروف جيدا. (أسس المعهد خمسة أفراد أساسيين، إلا أن حضور زغبي الإعلامي جعله أكثر شهرة بين الفريق).

وسيدور جزء من العملية المؤسساتية تلك حول التعرف على الجيل القادم من القادة العرب الأميركيين وتجنيدهم وتدريبهم. أما كيف ومتى سيتم ذلك التحول فهو من الأحداث الرئيسية في الجهود المتواصلة للجالية العربية - الأميركية لتصبح قوة في الحياة السياسية الأميركية.

وبالمقارنة مع مجموعات إثنية أخرى في الولايات المتحدة، فإن الجالية العربية - الأميركية ما زالت متخلفة في بعض المهام السياسية الرئيسية، مثل جمع التبرعات ودعم مرشحين من ذوي التفكير المماثل. ويقول زغبي،" إن الضغوط في داخل الجالية وخارجها تهدد أحيانا بتصديع الروابط التي تشد العرب الأميركيين بعضهم إلى بعض".

ويقول زغبي، "لقد استطعنا أن نعرّف جالية والآن عليكم أن تستمروا في المحافظة عليها. وبالنسبة إلينا لا تمييز هناك على أساس البلد الأصلي أو الخلفية الدينية."

ومع ذلك، قال زغبي، "هناك دور في الحياة السياسية الأميركية للشبكات الإثنية التي تقدم المساعدة، التي تستطيع أن تجمع الأموال وتقوم بالعمل الدعمي لشبيبة تريد أن تمضي قدما" في الحياة السياسية الأميركية.

الخبرة التكوينية لدى احتفال الزغبي بعيد ميلاه الستين، والذكرى السنوية العشرين لتأسيس المعهد العربي الأميركي، عاد بذاكرته إلى سنواته التكوينية الأولى حينما غرست بذور نشاطه السياسي.

وتذكّر أنه كان شابا يعد أطروحته عن النزاع العربي - الإسرائيلي وقد زار مخيمات اللاجئين في بلد أجداده لبنان.

قال: "لقد قالت لي امرأة مسنة أجريت مقابلة معها وبقيت معي لفترة من الوقت، لدى مغادرتي المخيم، لقد سمعت قصصنا، والآن ما الذي ستفعله بها؟ كنت أفكر بها وأنا عائد بالطائرة وقد تحولت نحو زوجتي وقلت لها، إن حياتي لن تكون هي نفسها مرة أخرى. وهي لم تكن كذلك.