نشر بتاريخ: 02/01/2006 ( آخر تحديث: 02/01/2006 الساعة: 11:14 )
معا - لست من المتشائمين, ولا أحب أن أكون داعية تشاؤم, ولكن الوضع الفلسطيني صعب للغاية, وأدل منطلقات الصعوبة أن إسرائيل فشلت فشلاً ذريعاً في أن تتغير, وشارون استنفذ كل أساليب الدعاية, ولكنه عاد أخيراً إلى ذاته نفسها, وإلى سياساته نفسها, وهي سياسات فرض الأمر الواقع بأقصى درجات القوة, بالجرافة, والجدار, والقذائف, والصواريخ, والاغتيالات, والاجتياحات, والمماطلات والتهديدات, هذه هي إسرائيل, لم تكن يوماً شيئاً آخر, وربما هي عاجزة أن تكون شيئاً آخر, لأن القوى المسيطرة على إسرائيل لا تملك أفقاً مفتوحاً, ولأن القوى الدولية الحاضنة لإسرائيل لا تريدها سوى أن تلعب هذا الدور.
وبناء على ذلك
فإن المبادرات الفلسطينية والعربية التي قدمت في السنوات الأخيرة, لم تجد من إسرائيل أي مستوى من التعامل الجدي, ولم تجد من القوى الدولية الحاضنة لإسرائيل أي نوع من التفعيل الجدي !! وهكذا أصبحت المبادرات الفلسطينية والعربية في حالة من الجمود وفي حالة من التعفن, وهذا أمر يستحيل أن يستمر, والبديل موضوعياً هو المواجهة!!!
إسرائيل
تذهب مرة أخرى إلى مشروع مستحيل, أقل كثيراً من الحل العادل, وأقل كثيراً من الحل الممكن, إنه الحل الإجباري, بمعنى أنها تأخذ كل ما تريد, دون حساب للمصالح الفلسطينية, ثم تريد من الفلسطينيين أن يقبلوا أو يسكتوا أو ينتظروا, وهذه مطالب مستحيلة موضوعياً !!
فكيف سيقبل الفلسطينيون هذا المصير للقدس, وأن يكون الجدار هو الحدود, وأن تكون الكانتونات الفلسطينية المعزولة هي أرض الدولة المقترحة, وأن تكون المناطق العازلة بالنيران أو بإعادة الاحتلال هي الرد على كل إشكال مهما صغيراً ؟؟! وكيف سيقبل الفلسطينيون إلغاء بند اللاجئين, وإنهاء الصراع, والرضى التام بما تقرره إسرائيل ؟؟! أن هذا النظام مستحيل موضوعياً !!! وحين يكون الحل العادل بعيداً, والحل المرضي غير موجود, والحل الممكن متجاهل الفلسطينيين !!! فإن البديل عن كل هذه الاستعصاءات هو المواجهة التي ربما نشهدها في هذه السنة بشكل أكثر شراسة من السنوات السابقة, لأن إسرائيل فشلت فشلاً ذريعاً في أن تفتح باباً للأمل, أو أن تفتح ثغرة في الجدار المغلق !!!
وهذه دعوة إلى الفصائل
إلى مزيد من المصارحة مع بعضها, وإلى مزيد من التشاور الجدي مع الآخرين في المنطقة, وإلى الحديث الجدي المعمق مع القوى الدولية بما يمكن أن تتحمله وما لا يستطيع أن تتحمله مطلقاً, لأنه مع بقاء الأمور السياسية تحت هذا السقف المنخفض جداً, فإنه حتى الانجازات التي يمكن تحقيقها ومن بينها الانتخابات تصبح غير ذات جدوى !!!
ولعله من الواضح جداً
أن مقاله الرئيس في ذكرى في ذكرى الانطلاقة الحادية والأربعين لحركة فتح, هو برنامج متناقض تماماً للبرنامج الإسرائيلي, ومع الأسف الشديد فإن القوى الدولية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية لا تفعل أي شيء لإيجاد بعض القواسم, أو بعض الجسور, ولعل أميركا الغارقة في العراق تهتم بحملات العلاقات العامة أكثر من اهتمامها ببذل الجهد لترسيخ سياسة معلنة من قبلها فأين هي رؤية الرئيس جورج دبليو بوش, أين هي الدولة المتصلة, الدولة القابلة للحياة ؟؟؟ انه لا وجود لمثل هذه الدولة في خارطة الأمر الواقع التي يرسمها شارون, وحين يصبح أفق الدولة الفلسطينية بعيداً أو صعباً أو مليئاً بالاختراقات الإسرائيلية, فإن البديل هو المواجهة, فهل هذه بشرى 2006 أم أن هناك بشائر أخرى ؟؟
[email protected]