موجة هائلة من العنف ستجتاح المنطقة وهكذا سيرد شارون عليها
نشر بتاريخ: 02/01/2006 ( آخر تحديث: 02/01/2006 الساعة: 12:11 )
وكالة معا - عرضت صحيفة معاريف العبرية الصادرة صباح اليوم الاثنين تفاصيل خطة سياسية جديدة عكف عليها شارون وقادة حزب كاديما الجديد والتي تحاول أن تلبي مصالح اسرائيل العسكرية والامنية والاقتصادية والسياسية وحتى السيكولوجية بواسطة "حل سلمي" سيعمل الرئيس الاميريكي جورج بوش على فرضه على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تحت اسم - انهاء الصراع - .
وجاء في تفاصيل الخطة التي تحمل عنوان " تفجير خارطة الطريق " وكتب تفاصيلها امنون دنكنر المدير العام للصحيفة بأنها البديل عن خارطة الطريق, وتشمل خطة شارون تحديد الحدود المفترضة للدولة العبرية شرقاً بالاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة الأميريكية والعمل على اقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة في مناطق يجري الانسحاب منها.
وقالت صحيفة معاريف أن المستشارين السياسيين لشارون عكفوا خلال الأشهر الماضية على اعداد الخطة التي لن تكون مجرد اسفين دعائي انتخابي وانما خطة شبه "احادية الجانب" من جانب اسرائيل لفرض حل على الطرف الفلسطيني.
وتستند الخطة على أساس أن الفلسطينيين سوف يبدأون موجة عنف جديدة ضد اسرائيل سواء نجحوا في اجراء الانتخابات البرلمانية أو لم ينجحوا, ويستند هذا الاعتقاد الى تقارير الاستخبارات الاسرائيلية التي تقول أن حماس تتجهز بالسلاح الوفير والمواد الناسفة والأعضاء الجدد الذين سيزرعون الموت في كل مكان وأن السلطة ستكون أعجز عن سحب سلاحها أو تفتيت البنية التحتية للمنظمات ما سيؤكد لأميريكا وأوروبا أن أبو مازن أعجز من تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق فيضطر العالم لقبول خطة شارون الجديدة البديلة لخارطة الطريق.
وفكرة الخطة أنه وبعد فشل خارطة الطريق، أو بعد أن تثبت اسرائيل ومخابراتها فشل خارطة الطريق وعدم صلاحية التشبث بها تشرع اسرائيل وواشنطن في سلسلة مباحثات سرية لترسيم حدود الدولة العبرية من جهة الأمن حيث ستطالب اسرائيل ضم ما بين 8-12% من مساحة الضفة الغربية الى غرب حدود اسرائيل وذلك على أساس قدرة مكتب شارون على اقناع حلفاء واشنطن بأنه وطالما أن السلطة وابو مازن لم يعودوا شركاء فان امريكا هي الشريك الشرعي في العملية السلمية باعتبارها المسؤولة عن الشرق الأوسط وأمام موجات العمليات ( التي يجب أن تتصاعد) ستضطر أمريكا للموافقة وسيضطر الفلسطينيون أن يقبلوا أن امريكا هي التي ستمثلهم في هذه المفاوضات.
وقد اعتمدت معاريف على مصدر سياسي كبير وصف الخطة الشارونية بأنها تعتمد على (نافذة الفرص التي جرى فتحها) لتحقيق انجاز تاريخي بوجود ادارة بوش الحالية وهي الوحيدة القادرة على الموافقة على هذه الخطة وعلى وجود حزب كاديما الوحيد القادر على سحب عشرات المستوطنات الكبيرة وعلى ابو مازن الوحيد الضعيف سياسياً وأمنياً بهذا الشكل الذي يسمح بالغاء خارطة الطريق.
وستشترط اسرائيل بلا تردد، تنفيذ هذه الخطة بتوقيع واشنطن على بند الغاء حق العودة وعلى سيطرة اسرائيل الكاملة على القدس بما يشمل البلدة القديمة كلها وان تسيطر السلطة على الاحياء العربية الاخرى في القدس مثل ابو ديس وبيت حنينا.
وتقول الخطة ان موافقة السلطة الفلسطينية لن تكون مهمة او مطلوبة حينها ولان السلطة حينها ستكون مجرد شبه كيان له او شبه سلطة.
وحينها لا يهم اسرائيل ( حسب احد معدي الخطة) اذا كان يعلن عنها انها حل نهائي فلا بأس اذا يطلق عليها العالم والسلطة بانها حل مرحلي فهذا لن يزعج حزب كاديما.
ولا تنسى الخطة ان استكمال بناء الجدار سيكون مطلبا دوليا حينها وربما يحظى بالدعم ايضا كما ان امريكا ستبدو " مشكورة" انها تساعد الفلسطينيين وتفاوض نيابة عنهم.
وبما ان شارون قد وعد الالتزام بخارطة الطريق فان على الفلسطينين وحماس الان ان يقوضوا هذه الخارطة وسيقول شارون (لا حول ولا قوة) وانها وصلت الى طريق مسدود.
الخطة "مثالية" من جانب السياسة الاسرائيلية ولكن يجب الان ان تبدا عمليات اقناع الجمهور الاسرائيلي والادارة الامريكية بها.
ولهذا الغرض جرى التشاور مع وزير الخارجية الامريكي السابق الدكتور هنري كسينجر للاستفادة من خبراته وهو الذي يدير الان اللقاءات السرية الامريكية الاسرائيلية بهذا الخصوص وذلك حتى لا يثير الامر حفيظة وزير الخارجية الحالية كونديلا رايس .
مشكلة واحدة لم تأخذها الخطة بالاعتبار وهي رد فعل العالمين العربي والاسلامي على هذا الامر وهي المهمة التي سترجو تل ابيب من واشنطن التكفل بها.