جمعية أفنان تستضيف الشاعرة كفاح الغصين بمدرسة بنات النصيرات الإعدادية
نشر بتاريخ: 05/04/2009 ( آخر تحديث: 05/04/2009 الساعة: 19:11 )
غزة -معا- استضافت جمعية أفنان للثقافة وتنمية المجتمع، اليوم الاحد، الشاعرة الفلسطينية القديرة كفاح الغصين، بمدرسة بنات النصيرات الإعدادية "أ" ، بمخيم النصيرات وسط القطاع، وذلك في إطار حملة " لقاء خاص".
والتقت جمعية افنان بالشاعرة البدوية كفاح الغصين المولودة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، بحضور 40 طالبة من المبدعات أدبياً وثقافياً وفكرياً بمدرسة بنات النصيرات الإعدادية " أ " لتقدم نموذجاً للمرأة المبدعة المثقفة والمتحضرة المتمسكة بتراثها، والمعتزة بأصلها الفلسطيني.
وبدأت الشاعرة كفاح الغصين بالتعريف عن هويتها، وقالت " أنتمي لعائلة الغصين من عشيرة القلازين التي كانت مضاربها - قبل أن تهجّرهم عصابات الصهاينة عام 1948- في وادي الشريعة بالقرب من منطقة الكوفخة قضاء بئر السبع، حيث وصفت الشاعرة الغصين علاقتها بتلك الديار " بئر السبع تستوطنني منذ البدء وإن لم أولد فيها إلا إنني عشت كل تفاصيل الحياة في تلك الديار بأماكنها وذكرياتها وبساطتها من خلال حكايات وقصص أبي وأمي وجدّي وجدّتي وسائر أقربائي الذين عاشوا في ربوع الوطن قبل النكبة " .
واضافت " في داخلي حنين كبير لحياة البادية البسيطة بكل تفاصيلها وصورها الراسخة في مخيلتي منذ كنت طفلة صغيرة " .
وواصلت الشاعرة كفاح الغصين "لقد زرت بلدتي الأصلية في وادي الشريعة مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، واصطحبنا في تلك الأيام والدي رحمه الله في رحلة إلى دياره التي أُرغم على الرحيل عنها بالقوة وكنت في الخامسة عشرة من عمري ، وأذكر كيف أخذ يشرح لنا بالتفصيل وعلى أرض الواقع ذكرياته ويقول: " هنا كان كذا وهناك كان وكان ... " ، كان شرحه مفصلاً ودقيقاً عن ديار خبِرها جيداً ولا زال – حينها- بالرغم من التغيير الذي أحدثه المستوطنون الذين أقاموا فيها ما يسمى " كيبوتسات" .
وتمضي الشاعرة كفاح الغصين في تعليقها على تلك الرحلة وتقول : " كانت زيارتي الأولى لوطن سمعت عنه الكثير منذ نعومة أظافري ، للأسف كانت مؤلمة، فرغم حداثة سني وقتها إلا أن شعوراً واعياً سيطر علي حينها ولا زال أثره في نفسي ، إنه الخاصّ الدافئ الذي ألقوا بك بعيداً عنه هناك في برودة العامّ ".
وحول كتابتها للشعر النبطي قالت الشاعرة الغصين : " قبل ثلاثة أعوام بدأت في كتابة الشعر النبطي باللهجة البدوية التي تربيت على نغمها الأصيل حيث تأثرت بوالدي الذي كان شاعراً نبطياً وعازفاً على الربابة التي لم تفارقه أبداً في وحشة الشتات واللجوء " .
وأوضحت "في السابق لم أكن ألتفت للشعر النبطي ولكني لم أصل حد إهماله إلا أن جُلّ اهتمامي كان حول الشعر الفصيح بكل تلاوينه، وبعد أن قطعت شوطاً فيه انتابني شعور بالتجديد في إبداعي، حنين فياض للعودة لموروثي الثقافي الخاص فأنا أحس لدى كتابتي للشعر النبطي بالتوحد مع اللهجة البدوية أو دعني أقول مع اللغة الأم التي تربية على إيقاعها ".
وقال رئيس جمعية أفنان عمر فارس أبو شاويش "شاعرتنا لمعت في ميدان الشعر العربي الفصيح وتبوأت مكانةً رفيعة بين شاعرات وشعراء فلسطين المعاصرين فلقد كرّمتها الشاعرة الكبيرة الراحلة فدوى طوقان بتسليمها جائزة المرتبة الأولى في مسابقة الإبداع النسوي التي نظمتها وزارة الثقافة الفلسطينية، وكذلك حازت على جائزة أفضل قصيدة اجتماعية في مسابقة دول حوض الأبيض المتوسط التي عقدت في إيطاليا، وكذلك جائزة المرتبة الأولى في مسابقة إبداع الشباب العربي في القاهرة "
وأضاف أبو شاويش "نحن في هذا المقام وإن عرضنا لمكانتها في رحاب الشعر الفصيح فلن نتطرق لتجربتها التي تناولتها كثير من الصحف والمجلات العربية فحسب، بل سنتحدث هنا عن شاعرة فلسطينية ميزتها أصولها البدوية من خوض غمار لون شعري عربي خاص وهو الشعر النبطي المكتوب باللهجة البدوية الذي رغم حداثة تجربة شاعرتنا فيها إلا أنها حازت به على جائزة المرتبة الثانية في مهرجان الخالدية السنوي للشعر النبطي والشعبي في آب 2002 وكانت المرأة الوحيدة المشاركة بين مئات الشعراء النبطيين من مختلف البلاد العربية ".
بدورها رحبّت ناظرة مدرسة بنات النصيرات الإعدادية " أ " ، الأستاذة مزيّن شُكر بالشاعرة كفاح الغصين ، حيث قالت أنها درست مرحلتها الإعدادية في هذهِ المدرسة وتخرجت منها وكانت دوماً من الطالبات المميزات وبخاصة في الجوانب الثقافية والفكرية ، شاكرةً جمعية أفنان على هذا اللقاء والذي يعزز إبداع الطالبات وينمي مواهبهن .
وألقت عدداً من الطالبات " سولاف جودة وحنين زقوت ودعاء أبو اشكيان وحنين العثماني وشيماء أبو سلوم وأسيل أبو شاويش ودعاء وهبة ، بعض نصوصهنّ الأدبية ، حيث لاقت جميعها إعجاب الشاعرة كفاح الغصين ، مثنيةً على أفكارهنّ وكتاباتهنّ وأسلوبهنّ في التعبير.
وجرى في ختام الجلسة مناقشة واسعة بين الطالبات والشاعرة كفاح الغصين، وجهن خلالها الأسئلة الأدبية والفكرية المتنوعة ، التي ألقت بظلالها على شخصية الشاعرة الغصين ، حيث أثنت في نهاية الجلسة على دور جمعية أفنان " النوعي والمشرّف " ، في الحفاظ على المبدعين والمبدعات خاصّة في هذا الجيل .
يذكر ان الشاعرة كتبت قصيدة " شدّي حيلك يا بلد مِن شيخك حتى الولد " التي ينشدها أطفال غزة، وقصيدة " طلي عليّ من السما ما يهمّني نارك " ، كما أعدّت برامج وكتبت الأغنيات الوطنية التي تصدح بها فضائية فلسطين وسائر الإذاعات المحلية خلال انتفاضة الأقصى.