الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خضوري تحيي ذكرى استشهاد عبد الرحيم الحاج محمد القائد العام لثورة 36/39

نشر بتاريخ: 05/04/2009 ( آخر تحديث: 05/04/2009 الساعة: 20:32 )
طولكرم - معا- نظمت دائرة العلاقات العامة بجامعة فلسطين التنقية ـ خضوري صباح اليوم الأحد، ندوة سياسية ثقافية حول ثورة 36/39، في الذكرى السبعين لاستشهاد القائد المجاهد عبد الرحيم الحاج محمد " أبو كمال "، تحدث فيها كل من الدكتور كمال علاونة، أستاذ العوم السياسية في الجامعة، والدكتور نايف الجراد، نائب رئيس الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية، والاستاذه أغادير عبد الهادي المحاضرة بقسم العلوم الإدارية في الجامعة، و ذلك بحضور حاشد من الموظفين وطلبة الجامعة.

رئيس العلاقات العامة في الجامعة الأستاذ رشيد الراميني، استهل الندوة بكلمة ترحيبية، أشار من خلالها إلى أن إدارة الجامعة ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور داود الزعتري، تولي اهتماما كبيرا بتنظيم العديد من الفعاليات ذات البعد التربوي والوطني، وفق أهداف الجامعة ورسالتها ودورها المتميز في إعداد وتربية الأجيال، وفي هذا الإطار جاء تنظيم هذه الندوة حول ثورة 36/39، في الذكرى السبعين لاستشهاد قائدها العام، المجاهد عبد الرحيم الحاج محمد، أحد أهم وأبرز قادة ورموز الكفاح والجهاد في فلسطين، الذي استطاع بإرادته وبقيادته الحكيمة أن يترك بصمات واضحة في تاريخ النضال الفلسطيني، ذلك أن الثورة الفلسطينية المعاصرة تعتبر امتدادا طبيعيا لتلك الثورة التي قادها وتصدرها هذا القائد الشجاع، الذي رفع راية الكفاح والجهاد في أصعب الظروف وأشدها قسوة على شعب وقضية فلسطين.

بدوره الدكتور كمال علاونه، أستاذ العوم السياسية في الجامعة، استعرض المسيرة الكفاحية والنضالية، للقائد المجاهد الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد، الممتد بأصوله العائلية لآل سيف من قرية برقة، ومن مواليد قرية ذنابه في محافظة طولكرم بفلسطين، الذي انخرط في العمل الوطني، وقاده ابتداء بمثلث الرعب بمنطقته في شمال فلسطين، ومن ثم قاده في فلسطين عامة، مستفيدا من خبرته في العمل العسكري سابقا، حيث خدم في وحدات الجيش العثماني في سوريا الكبرى، حرض أبناء شعبه على المحتلين، ونظمهم في صفوف الثورة، وجمع الأموال لشراء السلاح، ونفذ العديد من العلميات الجهادية والعسكرية ضد المحتلين، شكل محكمة الصلح الثورية لتسيير وتنظيم الحياة اليومية في المجتمع الفلسطيني.

وأشار الدكتور علاونه إلى فترة مطاردته من الاحتلال البريطاني، حيث اختار قرية رامين وصديقه الحاج مصطفى المحمد " أبو الراجح " ملاذا آمنا له من سلطات الاحتلال البريطاني التي أعلنت في حينه عن جوائز مجزية لمن يدلي بمعلومة تفضي للقبض عليه وعدد من كبار قادة الثورة في حينه، واختار أن يكون حرسه الخاص في المنطقة من أبناء رامين، ورئيس الحرس الحاج يوسف خليل سنجق من رامين، وعشرة آخرين من أبناء القرية، وقضوا في سجن عكا مدة عام، وأشار علاونه الى كيفية وملابسات استشهاده في منطقة جنين، وكان له العديد من المقرات بمختلف المناطق، في بلعا والنزلة الشرقية وكفر أللبد وغيرها.

الدكتور نايف الجراد، نائب الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية، تحدث عن بداية انطلاقة شرارة الثورة الفلسطينية الأولى من مدينة طولكرم، والتفاف الناس حول القائد المجاهد عبد الرحيم الحاج محمد، بعد ما تحقق لهم الخطر الذي يحيق بهم من ابتلاع الأرض من قبل اليهود وإقامة العديد من المستوطنات عليها، وتحدث عن أسباب عدم تمكن الثورة من تحقيق مساعيها وتطلعاتها النبيلة الساعية للحرية والاستقلال الوطني الناجز والخلاص من الأجنبي البريطاني واليهودي الذين اشتركا في استعمار فلسطين بغية الإبقاء على كيان غريب في الوطن العربي.

وأشار الدكتور الجراد إلى الأسباب التي حالت بين الثورة وأهدافها ومن أهمها، فقدان القيادة السياسية العليا، وغياب قيادة عسكرية موحدة، والفتن الداخلية، والإنهاك الشعبي العام، واستشهاد معظم قادة الثورة العسكريين، أمثال القائد عبد الرحيم الحاج محمد، وأشار إلى أهمية توحيد الصف الداخلي الفلسطيني في مقاومة المحتلين الطامعين في الأرض والوطن الفلسطيني.

الاستاذه أغادير بركات، تحدث حول دور النساء الفلسطينيات في تلك الثورة، ودورها في مختلف مراحل النضال الوطني في فلسطين، حيث أن التاريخ النضالي للمرأة الفلسطينية، هو جزء من التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، وأشار الى دور الحركات النسائية في النضال الى جانب الرجل دفاعا عن ثرى فلسطين، فهي تدافع وتكافح في ميادين مختلفة، داخل وخارج أرض الوطن، وتعيش الى جانب الرجل واقع الاحتلال والقمع والتنكيل وفقدان الأهل والأمان ، واعتقال الأبناء والأزواج، والإخوة وقطع الأرزاق وكل وسائل الإذلال، ودورها في نقل السلاح وتوفير الأمن للمجاهدين، فهي التي تربي الأجيال على حب الوطن والتضحية من أجله، وما خير دليل إلا شقيقة القائد عبد الرحيم الحاج محمد ( الحاجة حليمة ) التي قامت بدورها في رعاية أبنائه أثناء مطاردته من الانجليز واليهود، وقد لقيت الندوة استحسان المشاركين فيها.