خبراء وباحثون يدعون الى نبذ أساليب العنف في التعامل مع الاطفال
نشر بتاريخ: 06/04/2009 ( آخر تحديث: 06/04/2009 الساعة: 19:56 )
غزة- معا- نظمت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية يوما دراسيا بعنوان "الطفل الفلسطيني اليتيم في ظل الحصار" ضمن فعاليات مهرجان فلسطين للطفولة والتربية الذي تنظمه بتمويل من الاغاثة الاسلامية وذلك في محاولة لتسليط الضوء على واقع أطفال فلسطين الأيتام تحت الحصار ليتكشف للعالم أجمع حجم المعاناة التي يعيشها أطفال فلسطين عموما والأيتام منهم خاصة بعد الحرب الاخيرة على غزة
وذلك بحضور كلا من الأستاذ كمال أبو عون نائب العميد للشئون الإدارية، والدكتور سالم سلامة النائب في المجلس التشريعي، والاستاذ محمد محرم مسؤول برنامج الايتام في الإغاثة الإسلامية، والاستاذة ابتسام اليازجي رئيس قسم العلوم التربوية ورئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان فلسطين للطفولة والتربية، اضافة لعدد من المدرسين والمحاضرين بالقسم وممثلي المؤسسات العاملة في مجال الطفولة والعشرات من المهتمين والباحثين وطلبة الكلية.
وفي بداية اللقاء رحب الأستاذ كمال أبو عون النائب الإداري بالحضور, مثمنا كل الجهود التي ساهمت في إنجاح هذا اليوم الدراسي الذي يبحث في موضوع فئة مهمة جدا ، مضيفا أن موضوع الطفل اليتيم ذا خصوصية في المجتمع الفلسطيني لأن الأطفال الأيتام عددهم تزايد بسبب الحصار والحرب على قطاع غزة.
وشدد أبو عون على ضرورة الإهتمام بفئة الأطفال عامة وخصوصاً الأيتام منهم حتى نعوضهم عن الحرمان الذي يعايشونه على أرض الواقع في محاولة منا لجعلهم لا يشعرون بهذا الفقد العظيم، مضيفا أن واجبنا تجاه الطفل اليتيم واجب ديني وأخلاقي في ذات الوقت إذ يحثنا ديننا الحنيف على التواصل معهم وتقديم يد العون لهم وواجب أخلاقي إذ أن حنانك وعطفك يجب ألا يقتصر فقط على أطفالك وحدك.
ومن جهة ثانية تحدث الأستاذ ماهر بنات رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي عن أهمية قضايا الطفل اليتيم لما له من تبعات أخلاقية وبناءة في المجتمع، مضيفا أن أول أسبوع من شهر ابريل تم تخصيصه للطفل اليتيم ومحاولة ابهاجه عبر الفعاليات المتعددة والمتنوعة ومشددا على ألا يجب أن تقتصر الفعاليات على ذا اليوم وإنما يجب التواصل معهم ومحاولة فهم احتياجاتهم والعمل على تلبيتها.
وأشار بنات إلى أن هذا اليوم حول الطفل الفلسطيني اليتيم هو محاولة لتسليط الضوء على واقع أطفال فلسطين الأيتام تحت الحصار المفروض على قطاع غزة في محاولة لعرض حجم معاناة أطفال فلسطين عموما والأيتام منهم على وجه الخصوص ومن جهة ثانية للترفيه عن هذه الشريحة التي تعاني معنويا وماديا.
واقع الطفل اليتيم
ومن جهة ثانية أشارت الأستاذة ابتسام اليازجي رئيس قسم العلوم التربوية أن المجتمع الفلسطيني في غزة يمر بأوضاع سياسية واقتصادية ونفسية صعبة وذلك إثر الحرب الأخيرة على القطاع والتي كان لها أكبر الأثر على نفسية الأطفال، مضيفة أن الكلية عملت على تنظيم مهرجان فلسطين للطفولة والتربية والذي جاء تحت شعار لمسة حنان في محاولة لتخفيف الآثار النفسية السلبية التي خلفتها الحرب على الأطفال.
وأكدت اليازجي أن موضوع اليوم الدراسي على درجة عالية من الأهمية لأنه يبحث واقع الطفل الفلسطيني اليتيم في ظل الحصار، مضيفة أن الكلية تعمل ما بوسعها من أجل التخفيف من معاناة هذه الشريحة الهامة.
من جهته أشار الأستاذ محمد محرم مدير برنامج الايتام في الإغاثة الإسلامية في كلمته خلال اليوم الدراسي بأن كفالة اليتيم هي من أعظم أبواب الخير التي حث عليها الشرع الحنيف، مضيفا أن الإغاثة الإسلامية تعمل على رعاية الأيتام عبر تخصيص برامج كاملة من أجل هدف الرعاية الشاملة للأيتام.
وقدم محرم تعريفاً عن الطفل اليتيم، مضيفا أن أعداد الأطفال الأيتام في ازدياد كل عام بسبب الحروب والمجاعات والأمراض، مشددا في الوقت ذاته أن مؤسسة الإغاثة الإسلامية تعتبر كفالة اليتيم على قائمة أولوياتها حيث أنها تكفل حاليا ما يربو على 27.000 يتيم في 20 دولة عبر مساعدتهم في إتمام دراستهم والإهتمام بغذائهم وصحتهم.
ونوه السيد محرم إلى أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة تسبب في ازدياد أعداد الأطفال الأيتام ليصبحوا أكثر من 1500 يتيم، مضيفا أن هذا الإزدياد يعني توسعا في خدمات الإغاثة عبر برنامج كفالة اليتيم الأمر الذي يتطلب الشراكة من مؤسسات المجتمع المدني وفي هذا السياق تأتي الشراكة مع الكلية لما لها من دور بارز في خدمة هذه الشريحة وتقديم الخدمات المتنوعة لها ومتنميا في ختام كلمته المزيد من التقدم للكلية والتوسع في خدماتها.
من جهته اعتبر الدكتور هشام غراب رئيس وحدة البحث العلمي أن مهرجان فلسطين للطفولة والتربية التاسع هو انطلاقة مستمرة للعطاء في الكلية وهو بؤرة اهتمام كافة المؤسسات الراعية للطفولة في بلادنا فلسطين، مشيرا إلى أن هذا المهرجان الطفولي الكبير امتداداً لتواصل الكلية المستمر مع المجتمع بما يحويه من أنشطة وفعاليات على مدار أسبوع كامل تعني بالطفولة والأسرة والمدرسة على حد سواء.
الإسلام والطفل اليتيم
من جهته تحدث الأستاذ محمد السوسي المدرس بقسم العلوم الإنسانية بالكلية عن حقوق الطفل اليتيم في الإسلام مبينا اهتمام الشريعة الإسلامية بهذه الفئة من المجتمع لضمان التكافل الإجتماعي، ومعرفا الطفل اليتيم على أنه من فقد والداه قبل سن البلوغ.
وأضاف السوسي أننا يجب أن نتعاون معا من أجل توفير حياة كريمة لليتيم عبر تقديم المعونة المادية والمعنوية له، مضيفا أننا بهذا ندرأ الفساد في المجتمع فهكذا لا يضطر أن يمد يده للغير أو للطرق الغير مشروعة.
وفي نهاية كلمته أوصى السوسي المؤسسات الاجتماعية بضرورة عقد الندوات الدورية والأنشطة الخاصة بحقوق الأيتام، مضيفا أننا يجب أن نعمل معا من أجل ضمان حقوقهم وكذلك محاربة جهل أولياء الامور والمجتمع الفلسطيني عامة في هذه القضية المهمة.
وبدورها تحدثت الدكتورة فاطمة صبح المحاضرة بقسم العلوم التربوية بالكلية الجامعية عن التربية الايجابية للطفل اليتيم وأفضل الأساليب التربوية الواجب اتباعها في تربيتهم، موضحة أنه يجب الإنتباه إلى الحاجات النفسية للطفل اليتيم حيث أنه يمتلك حساسية بسبب فقده لأقرب الناس له، مضيفة ان من أهم الأساليب التربوية للطفل اليتيم هي التربية بالحب والإمتناع عن العنف والشدة.
وأشارت الدكتورة صبح أن الطفل اليتيم يجب معاملته بطريقة تدعم سلوكه إلى الإمام فيجب أن نوليه نظرة ود وحنان وابتسامة عطف وحب وأن نصبر عليه حتى وإن أخطأ ونعلمه الصواب بالطريقة الأمثل، متحدثة في ذات الوقت عن أشكال التربية الواجب اتباعها في التعامل مع الطفل اليتيم والتي يجب أن ترتكز على التعامل الإنساني الودود.
الارامل..دور ومسؤولية
ومن ناحيتها تحدثت الأستاذة هناء أبو دية المحاضرة بقسم العلوم التربوية بالكلية الجامعية عن الأم التي تربي أطفال أيتام وتتحمل مسؤوليتهم فهي تصبح بمثابة الام والأب، مضيفة أن الأم هي العامل الإساسي في تربية ابنائها وعليها ان تكون واعية في التعامل مع ابنائها وتربيتهم بما يضمن تنشئتهم تنشئة صحيحة وصحية.
وأكدت أبو دية على أن الأم لها التأثير الأكبر في نمو اهتمام الطفل بالمجتمع والمسئولية الاجتماعية لأنها أول اتصال حميم للطفل بالآخرين، مضيفة أن الأم في هذه الحالة هي الركيزة الأساسية للتربية ويجب عليها أن تكون القدوة الحسنة والمثال لاذي يحتذى به أمام أبنائها.
وفي ختام كلمتهاأوصت أبو دية بضرورة بتوفير برامج وأنشطة تثقيفية لأمهات الأيتام، إضافة إلى ضرورة إعداد برامج منظمة من اجل العمل على صقل شخصية أم اليتيم وتثقيفها وإلحاقها بدورات تثقيفية قصيرة تسهم في تطوير مهاراتها الفردية بما يخدم أبناءها.
إحذروا...الحرمان العاطفي
من ناحيتها تحدثت الأستاذة آمال شويدح من مركز رعاية الصدمات النفسية عن الحرمان العاطفي وأثره على الطفل اليتيم، مشيرة أن الحرمان العاطفي يقصد به معاناة الإنسان الناتجة عن غياب الأسباب الضرورية لتلبية حاجاته ورغباته النفسية، مضيفة أن الطفل اليتيم هو أكثر الأطفال حساسية لما يعاني من فقد والديه أو أحدهما.
وفي ختام كلمتها دعت شويدح إلى ضرورة الإشباع العاطفي لحاجات اليتيم النفسية عبر العائلة الممتدة او الأصدقاء أو المحيطين به لأن اليتيم بفقدانه والديه يخسر جانبا كبيرا من جوانب الإشباع العاطفي والإحاطة بالدفء الوجداني، إضافة إلى ضرورة الابتعاد عن قهر اليتيم، بجانب ضرورة منح الأيتام مزيدا من الحب والعطف والرعاية وكذلك تنظيم المحاضرات التوعوية للقائمين على رعاية الأيتام وتثقيفهم بطرق التعامل وفضل الإحسان لليتيم.
ومن ناحية أخرى أوضحت الأستاذة شيماء أبو شعبان المحاضرة بقسم العلوم التربوية بالكلية أن الطفل اليتيم يختلف تقديره لذاته عن الآخرين نظرا لخصوصية نفسيته وتربيته، مضيفة أن الطفل اليتيم يختلف عن غيره في تقديره لذاته وفهم ذاته، مؤكدة بأن هذه أهم العوامل التي تؤثر على إدراك الذات، ومفهومها وتكوينها عند الطفل.
واشارت أبو شعبان أن الطفل اليتيم يتأثر بنظرة الآخرين له ويعتبر فقدانه لوالده نوع من النقص فيشعر بالدونية والعجز ويقل مستوى تقديره لذاته، مؤكدة على ضرورة تقبل اليتيم ومعاملته بالرفق واللين.
وفي ختام كلمتها أوصت أبو شعبان إلى ضرورة الاهتمام بالطفل اليتيم والتشجيع المعنوي لليتيم المبدع ووضعه في مكانه طيبة بين أقرانه، وأخيرا إلى ضرورة توفير برامج وأنشطة ذات طابع تثقيفي ومعرفي ومهارة لأم اليتيم علاوة على تكثيف البرامج التربوية والترفيهية كحلقات التحفيظ ومراكز النشاط.
اليتيم والآخرين
من جهته تحدث الأستاذ محمود عساف المدرس في مدرسة الكرمل الثانوية للبنين عن كيفية قبول اليتيم للآخرين وتقبل الآخرين له، موضحا أن على المحيطين والمربين للطفل اليتيم العمل على تدريبه وتربيته أن يتقبل الآخرين ويندمج في المجتمع من حوله وخصوصا في مجتمعنا الفلسطيني نظرا لإرتفاع أعداد الأيتام، مضيفا أننا يجب ان نعمل معا كمجتمع في هذه المسألة والعمل على حلها.
وأوضح عساف أن شخصية الطفل اليتيم تختلف بطريقة التربية فنجد منهم المبدع والخلوق ونجد منهم الكسول والمهمل الغير مبالي، مضيفا أن هذه كلها تعتمد على اسلوب تربيته وتنشئته ويجب علينا أن نكون مدركين لهذه النقطة المهمة في التربية.
وفي ختام كملته أوصى عساف بضرورة أن نقتدي في التربية بالرسول صلى الله عليه وسلم واتباع أساليب التربية الحديثة والإسلامية مع الطفل اليتيم حتى يكون هناك شريحة مثقفة وتم تربيتها على الإجتهاد والخلق الحسن، مشددا على ضرورة تحقيق التوازن بين القيم الأخلاقية النظرية وقيم المجتمع، إضافة إلى أنه ينبغي تغيير اتجاهات الأطفال الايتام النفسية والفكرية المتعارضة مع السلوك الاجتماعي، مطالبا المؤسسات التربوية كالأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام وخصوصًا التلفاز في تهيئة المناخ التربوي المناسب، ونبذ أساليب الشدة والعنف مع الأطفال واستخدام أساليب الإقناع والحوار والتحذير والتنفير والعتاب.