كاتب اسرائيلي:فلسطين اولا في قلب العلاقات الامريكية الاسرائيلية
نشر بتاريخ: 07/04/2009 ( آخر تحديث: 08/04/2009 الساعة: 09:51 )
بيت لحم- معا - تحت عنوان "فلسطين اولا" قال الكاتب الاسرائيلي" الوف بن" في مقال نشرته صحيفة "هأرتس " الاسرائيلية اليوم بان الاتصالات بين القدس وواشنطن اقتصرت الاسبوع الماضي على الخطابات .
وزير الخارجية الاسرائيلية اعلن وفاة وقبر مسيرة انابوليس والرئيس الامريكي اعاد احياءها ورئيس الوزراء الاسرائيلي يرفض حل الدولتيين والرئيس اوباما يعلن دعمه القوي للفكرة وانه سيعمل شخصيا على تحقيق التقدم المطلوب .
وتساءل الكاتب ماذا يحدث هنا؟ من السهل رؤية عدم وجود قنوات اتصال في الوقت الحالي بين حكومة اولمرت وادارة اوباما تجنب الطرفان الادلاء بتصريحات قد يحرج فيها الطرف الاخر وما الرد الذي صدر عن مكتب نتنياهو الا محاولة لكسب الوقت حتى يتسنى له بلورة سياسته .
في خطابه امام البرلمان التركي وعلى خلفية الجدران البيضاء ارسل اوباما اربع رسائل لرئيس الوزراء نتنياهو اولها : على نتنياهو عدم اضاعة وقت الرئيس في محاولات الغاء حل الدولتين واستبداله برؤية اخرى لا تشمل اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل خاصة وان اليمين الاسرائيلي يامل في ان يؤدي الفشل المتكرر في مفاوضات الحل النهائي الى سحب فكرة الدولتين من التداول واستبدالها بحل اخر يمكن اسرائيل من الاستمرار في سيطرتها على الضفه الغربية مباشرة او بالاشتراك مع الاردن فيما اعلن اوباما يوم امس وبشكل واضح التزامه بالصيغه التي حددها سلفه بوش .
اما الرسالة الثانية تقول بان تغير السلطة في اسرائيل لا يعفيها من الالتزام الذي قطعته على نفسها خلال ولاية ادارة بوش سواء في اعلان انابوليس او خارطة الطريق والتي توقل باقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي في الضفه الغربية وتجميد الاستيطان واخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية وتقديم المساعدات الامنية والاقتصادية للسلطة الفلسطينية والدخول في مفاوضات مكثفه ومتواصلة لتحقيق اتفاق حول قضايا الوضع النهائي " الاساسية " .
في اسرائيل لاحظوا عدم تطرق مبعوثي اوباما للاعلان انابوليس وفسروا الصمت على انه عملية دفن مقصودة لافكار بوش ورايس فأعلن ليبرمان بان اسرائيل ملتزمة فقط بخارطة الطريق دون انابوليس لان خارطة الطريق تشترط المفاوضات بتصفية المنظمات "الارهابية " الفلسطينية فرد اوباما على هذا بالقول بان انابوليس مقبوله عليه وهي حيه وقائمة .
وخصص اوباما رسالته الثالثه لنتنياهو للمسار السوري الذي يرى فيه مسارا شرعيا ولكن مع افضليه اقل فاعلن شكره لتركيا على جهودها الدبلوماسية ومساعدتهم ولكنه لم يعلن نية امريكا المساعدة في تحقيق السلام السوري الاسرائيلي على عكس الالتزام الذي قطعه على نفسه فيما يتعلق بالمسار الفلسطيني ويبدو ان سلم افضليات اوباما كما هو حال سلم افضليات نتنياهو يقوم على مقولة " فلسطين اولا ".
وكانت اخر رسائل اوباما التي بعثها لاسرائيل من خلال خطابه امام البرلمان التركي تتعلق بايران رغم ان مبادرته للحديث والحوار معها لا تعني التسليم بايران نوويه فطلب منها الاختيار بين بناء القنبلة النووية او بناء مستقبل افضل .
واختتم الكاتب مقاله بالقول بان خطاب اوباما في العاصمة التشيكية براغ حمل هو الاخر رسالتان لاسرائيل تجلت اولاها حين وضع الرئيس الامريكي مدينة تل ابيب بين المدن المهددة بالسلاح النووي الى جانب نيويورك وموسكو واسلام اباد ومومباي وباريس وبراغ وحذر من ان قنبلة واحده على هذه المدن ستودي بحياة مئات الاف من الناس وستهدد الاستقرار العالمي وحتى استمرار البشرية .
اما ثاني رسائل براغ وفقا للكاتب تعلقت بدعوة اوباما الى عالم خال من السلاح النووي كما تعهد خلال حملته الانتخابيه ومن بين الخطوات العملية التي ذكرها في هذا الاتجاه بلورة ميثاق يحظر انتاج المواد الانشطاريه والبلوتونيوم واليورانيوم المخصب التي قد تستخدم في انتاج الاسلحة النووية ومثل هذه الدعوة كادت ان تسبب ازمة كبيرة بين الولايات المتحدة واسرائيل خلال ولاية نتنياهو السابقة قبل عشر سنوات تقريبا وسيكون من المثير ان نعرف فيما اذا كان الرئيس الامريكي سيبحث هذه الفكرة مجددا مع نتنياهو خلال زيارته القادمة لاسرائيل .