38 مصابا في يوم "انتقام" المستوطنين من أهالي صافا
نشر بتاريخ: 08/04/2009 ( آخر تحديث: 08/04/2009 الساعة: 21:18 )
الخليل- معا- أفاد مسعفون أن 11 مواطناً فلسطينياً أصيبوا بالرصاص الحي و5 آخرين أصيبوا بالرصاص المطاطي فيما تعرض 22 مواطناً للإختناق بينهم أحد الصحافيين صباح الأربعاء، عندما هاجم مستوطنون إسرائيليون خربة صافا القريبة من بلدة بيت أمر شمال الخليل.
وذكرت مصادر طبية أن حالة الشاب ثائر ناصر عادي ( 18 عاماً) حرجة إثر إصابته بعيار ناري في الرقبة، وأجريت له عملية جراحية في مستشفى الأهلي بالخليل، وقرر الأطباء تحويله الى مستشفى رام الله الحكومي لمتابعة العلاج.
وعرف من بين المصابين الذين تم نقلهم لمستشفيي الخليل الحكومي والأهلي: عمار كساب ابو دية ( 31 عاماً) رصاص حي في الفخذ الأيمن، وسهيل احمد ابو دية ( 26 عاماً) رصاص حي في القدم، ومحمد احمد اخليل ( 26 عاماً) رصاص حي في الفخذ الأيسر، ووليد محمد رمضان اخليل ( 35 عاماً) رصاص حي في القدم، ومحمد علي عبد الرحمن اخليل ( 24 عاما ).
وحولت سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، اليوم ، ثمانية منازل لثكنات عسكرية ، ستة منها في خربة صافا وإثنين في بلدة بيت أمر .
وقالت مصدر أمني مسؤول، لمراسل "معا" : بعد هجوم قطعان المستوطنين على خربة صافا تحت بصر وأعين جنود الاحتلال ، أصيب 38 مواطناً من الخربة ، بعد اطلاق الرصاص عليهم من قبل قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال . ولم يكتف الاحتلال بذلك بل حول منازل المواطنين التالية أسماؤهم لثكنات عسكرية بعد احتجاز افراد هذه العائلات في غرفة واحدة داخل كل منزل ، وهم : توفيق محمد قاسم أبو ديه ، جميل محمود قاسم أبو ديه ، سمير حسن قاسم عادي ، محمد حسن قاسم عادي ، حسن قاسم ابو ديه و خالد ابراهيم ابو أديه . وفي بلدة بيت أمر تم تحويل منزلي المواطنين محمود عياد عوض وطلال بدران أبو عياش ، وهما على تلة تشرف على خربة صافا .
وقال شاهد عيان إن حوالي 25 مستوطناً مسلحاً قدموا من مستوطنة "بيت عين" المجاورة اقتربوا من منازل المواطنين وبدأوا بإطلاق النار العشوائي باتجاه المنازل، واشتبكوا من الاهالي، وجرى ذلك بتواجد لقوات الاحتلال التي شاركت هي الأخرى في إطلاق النار وقنابل الغاز على المواطنين لمنع الشبان من التصدي للمستوطنين.
وبحسب المواطنين فقد أقدم المستوطنون على سرقة بعض المواشي التي تعود لأهالي صافا.
واطلقت مكبرات الصوت في مساجد بيت أمر وصوريف المجاورتين نداءات لاهالي المنطقتين ليهبوا لنجدة المواطنين في صافا، وعلى الفور هرع مئات المواطنين الى المنطقة، وتدخلت حينها قوات الاحتلال لتوقف هجوم المستوطنين وتؤمن عودتهم إلى مستوطنتهم التي انطلقوا منها لتنفيذ الهجوم.
وأكد نصري صبارنة رئيس بلدية بيت أمر أثناء تفقده صافا برفقة محافظ الخليل حسين الأعرج والعقيد أبو الفاتح مدير الأمن الوقائي في محافظة الخليل ود. خالد سدر مدير صحة الخليل في حديث لـ "معا"، أن جميع الإصابات وقعت من قبل الجيش الاسرائيلي الذي ساند المستوطنين في عدوانهم على صافا.
من جانبه اتهم محافظ الخليل الجيش الاسرائيلي بالتخطيط للهجوم على أهالي خربة صافا، مشيراً إلى أن الهدف منه خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
وأكد المحافظ أن قوات الجيش الاسرائيلي تقوم ومنذ عدة ايام بمهاجمة بيوت المواطنين المجاورة للمستوطنة وتقوم بتكسير محتوياتها ومضايقة ساكنيها، كما تتمركز على اسطح المنازل.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، ان السبيل الوحيد لمواجهة المستوطنين هو التصدي لهم ، وإطلاق يد المقاومة وتشكيل المجموعات لحماية القرى والمدن من تغول المستوطنين الذين يعلنون بشكل واضح عن نيتهم مواصلة عدوانهم لطرد وترحيل العرب والفلسطينيين.
وأشارت الجهاد في بيان لها ، الى أن " هجمات المستوطنين هي حلقات متواصلة تتم بالتنسيق مع جنود وحكومة الاحتلال ، بهدف الضغط على أبناء شعبنا وإجبارهم على الرحيل .
ودعت الى وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والاستيطان والتهويد ، و تنظيم مسيرات الغضب والتضامن " مع أهلنا في الخليل والقدس والدعوة لاستمرار المقاومة بكافة أشكالها رداً على جرائم الاحتلال بحق الأرض والشعب والمقدسات. "
عملية الانتقام التي نفذها مستوطنو بيت عين صباح اليوم ضد أهالي خربة صافا، تأتي بعد أسبوع من قيام فسطيني بقتل مستوطن اسرائيلي، يكون والده المتطرف حاييم ناتيف أحد نشطاء منظمة "أمناء جبل الهيكل" وتربطة علاقة قوية ومقرب من الحاخام يتسحاق جنزبورغ، كما أصيب مستوطن آخر والده هو المتطرف عوفر جمليال الذي يمضي الان فترة عقوبة في السجن لمدة ( 15 عاماً) وذلك بعد القبض عليه مع مجموعة اخرى من المتطرفين عام 2002 بعد سلسلة من الاعتداءات على الفلسطينيين كان آخرها محاولة وضع عبوة ناسفة كبيرة بالقرب من مدرسة للبنات في ابو طور في القدس.
حكومة رام الله تدين الاعتداء:
وأدانت الحكومةجرائم المستوطنين التي ارتكبت بحق المواطنين في الخليل، وقال د. رياض المالكي، وزير الشؤون الخارجية والإعلام والمتحدث الرسمي للحكومة، اليوم، أن "استهتار الاحتلال وسكوته على جرائم مستوطنيه انعكاساً لسياسات حكومة نتنياهو الجديدة المتجهة نحو التصعيد، وهو مدعاة لقلق العالم بأسره الذي يجب أن يتحرك فوراً لوقف هذه الجرائم المخزية بحق الإنسانية".
وجدد المالكي التزام الحكومة وعملها الدؤوب لرفع الدعاوى القضائية ضد إسرائيل، قائلاً: "لا زالت وزارتي العدل والشؤون الخارجية تعملان حتى الآن على متابعة الاجراءات القانونية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين... وأن استمرار الأعمال الهمجية والاستفزازية من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، لن يطيل أمد محاولات السلطة الوطنية في المقاضاة القانونية الكاملة".
الحكومة المقالة تدين
----------------------
من جانبها دانت الحكومة المقالة في غزة اعتداءات المستوطنين على أهالي خربة صافا ومواطني بيت أمر.
وقال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو: إن "هذا الأمر يأتي متكاملاً مع الاعتداءات المتواصلة على أهلنا في الضفة بما فيه القدس في تصعيد مبرمج وخطير بين المستوطنين وحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة".
ودعت المقالة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المواطنين من الهجمات التي يقوم بها المستوطنون في الضفة من خلال لجم هذه الجرائم عبر الضغط على قادة وحكومة الاحتلال التي تعطي الضوء الأخضر لمثل هذه الممارسات وتقوم بحمايتها عبر قواتها المسلحة.
يتبع..