أطفال من غزة يرسمون بالألوان الحرب والحصار والأمل بالسلام
نشر بتاريخ: 08/04/2009 ( آخر تحديث: 08/04/2009 الساعة: 11:51 )
غزة- معا- شمس ضاحكة تطل على دماء وغبار واشلاء شهداء، وشجرة تحمل طيورا بيضاء ولوحة اخرى سريالية عن الحرب والدماء كلها ملونة بألوان النيران والدم مثلت افكار أطفال غزة عن الحرب والحصار والقتل الذي عايشوه مؤخرا في مدينتهم ورسموه على جدران المجلس التشريعي المدمر نصفه بالمدينة.
الطفل عامر أبو سل من مدرسة سعد بن أبي وقاص حظي بجدار صغير واستغل وقته وبدأت ريشته ترسم قبة الصخرة وأبواب القدس بعفوية طفولية قائلا أنه يتمنى ان يزور القدس ويراها عن قرب، مضيفا أنه منذ سنوات وهو يسمع عن القدس ويريد أن يراها.
أما الطفلة ياسمين الدحدوح والتي اختارت لوحتها لتكون بعنوان "غزة تحت الحصار" والتي سجلت فيها صواريخ تسقط على قطاع غزة وهو محاصر ومغلق من جميع الجهات، أوضحت أنها كانت في المناطق التي تعرضت للاجتياح الإسرائيلي وأنها لا تريد لتلك الأيام أن تعود لأنها على حد قولها كانت خائفة من أصوات القذائف والرصاص.
جاءت هذه الرسومات في يوم للرسم الحر نظمته الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية ضمن فعاليات اليوم الثالث لمهرجان فلسطين للطفولة والتربية بتمويل من الإغاثة الإسلامية في ساحة الجندي المجهول وسط قطاع غزة بمشاركة المئات من الاطفال الذين قدموا للتعبير عن أنفسهم عبر رسوماتهم المختلفة ولوحاتهم المعبرة، وبحضور كلا من الدكتور هشام غراب رئيس وحدة البحث العلمي ونائب رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان فلسطين للطفولة والتربية، الأستاذ ماهر بنات المشرف على الفعالية، والأستاذ أحمد الشامي رئيس قسم الفنون التشكيلية والتعبيرية بوزارة التربية والتعليم وممثلي المدارس وعشرات الأطفال طلبة المرحلة الأساسية الدنيا.
وفي بداية النشاط تحدث الدكتور هشام غراب موجها امتنانه وشكره لكل من ساهم في المشاركة والتنظيم لهذا النشاط المميز ومقدما شكرا آخر للإغاثة الإسلامية على تعاونها المثمر والبناء في المشاركة، مضيفا أننا لا ننسى أن نقدم امتناننا لإدارة الكلية على اهتمامها بالأطفال وحرصها الدائم على المتابعة والتنظيم لمثل هذه الفعاليات.
وأوضح الدكتور غراب أن هذه الفعالية والتي تأتي في إطار أنشطة مهرجان فلسطين للطفولة والتربية تهدف إلى إطلاق العنان لمكنونات الأطفال للتعبير عما يدور في دواخلهم، مشيرا إلى أهمية الرسم كأحد طرق التعبير عن النفس لمن لا يستطيع التعبير بالكلمات، مضيفا أننا يجب أن نترك للطفل العنان حتى لا يعتاد الكبت في داخله.
ومن جهة ثانية تحدث الأستاذ ماهر بنات المشرف على الفعالية أن اللجنة التحضيرية ارتأت أن تكونا لفعالية في مكان مفتوح خارج إطار الأسوار وذلك لإضفاء لمسة الحرية على نفسية الطفل، مضيفا أن على الطفل ألا يشعر بالقيود أثناء الرسم حتى يعبر عن نفسه بكل حرية.
وأشار بنات أن فعالية الرسم الحر والتي تأتي بمشاركة عدد من مدارس المرحلة الأساسية الدنيا تتعدد فيها المواضيع إذ يجب أن يترك كل طفل على حريته ليرسم ما يشاء وما يراه هو مناسبا، مشيرا أن على المشرفين توفير ما يلزم الطفل من أدوات للرسم وعدم توجيهه ماذا يرسم.
ومن ناحية أخرى ثمن الأستاذ أحمد الشامي مدير قسم الأنشطة بوزارة التربية والتعليم دور الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في تنظيم فعالية الرسم الحر مضيفا أن الشكر موصول لمؤسسة الإغاثة الإسلامية على دعمها ومشاركتها، مضيفا أن هذه الفعالية على درجة من الأهمية لدى الأطفال لأنها تتركهم يعبرون عما في دواخلهم بحرية وطلاقة.
وأوضح الشامي أن رسومات الأطفال تأتي بعفوية وصادقة ومتعددة الموضوعات فمنهم من يرسم القدس عاصمة للثقافة العربية ومنهم من تأثر بالحرب الأخيرة على قطاع غزة وعبر عنها بأسلوبه الخاص في الرسم، مضيفا أن نفسية الطفل انعكست في رسوماته وموضوعاته التي تناولها عبر قلمه وألوانه.
وفي ختام الحفل تم توزيع شهادات تكريم على ممثلي المدراس المشاركة إضافة إلى هدايا للأطفال المشاركين في الفعالية.