الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللعنات العشر لحكومة نتانياهو

نشر بتاريخ: 09/04/2009 ( آخر تحديث: 10/04/2009 الساعة: 10:43 )
بيت لحم - كتب رئيس التحرير - نسي سكان المنطقة الوصايا العشر التي وردت في التوراة ، ويظل في ذاكرتهم اللعنات التي حلت بهم منذ أن انتشر التطرف والإرهاب، ومع صعود نتنياهو ولفيف من المتطرفين إلى سدة الحكم في تل أبيب، بات من الواضح أن هذه الحكومة تسير وبشكل دوغمائي نحو تحقيق أهداف سياسية واجتماعية كانت قبل عشر سنوات تعتبر جريمة سياسية ، بل كانت أية كتلة برلمانية في الكنيست لا تجرؤ على المجاهرة بها لأنها حينذاك ستطرد وتجرّد من حصانتها.

وقبل ايام التقى نتانياهو مع طاقم عسكري استراتيجي لدراسة وبحث الخيار العسكري ضد ايران، في حين امتلأت الصحف العبرية بأخبار مشاركة وحدة الكوماندوز التابعة لرئاسة أركان الاحتلال الاسرائيلي في ضرب أهداف بالسودان.فالى اين تتجه الامور ؟

في حين لا يزال الفلسطينيون يطبخون الحجارة في قدر الحوار الوطني، تستعد حكومة نتانياهو لتنفيذ أخطر مخططات تشهدها فلسطين منذ العام 1967.
وقد لاحظت وكالة معا أن الاحتلال يقوم بتغيير يافطات المستوطنات المحاذية لبيت لحم وأريحا والخليل ويستبدلها بيافطات أخرى كتب عليها القدس الكبرى، حتى أن يافطة مستوطنة افرات المقامة على أراضي بلدة ارطاس جرى استبدالها بيافطة كتب عليها ( جنوب عتسيون) فيما استبدلت يافطة مستوطنة عتسيون المقامة على أرض الخضر بيافطة كتب عليها جنوب القدس، ما يعني أن مستوطنة افرات والتي وصلت الى قلب أراضي بيت لحم ومخيم الدهيشة ومنطقة التعامرة قد أصبحت تابعة لبلدية القدس اليهودية ....... وهكذا.

ومن دون مبالغة يبدو اننا على عتبات مرحلة جديدة وخطيرة بكل معنى الكلمة، وأن الشهر الجاري سيكون مفصلياً في تحديد مصير 4 – 8 سنوات قادمة.
فمن المقرر أن يتلقى نتانياهو دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض بعد شهر، وهو لقاء سيضع الرئيس أوباما في الامتحان الكبير بأنه سيقف في وجه نتانياهو أو أنه سيتصادق معه ضد شعوب المنطقة، كما أن الايام القادمة ستشكل امتحانا مصيرياً للحكام العرب وحينها سنعرف بكل وضوح اذا كانوا يستطيعون (الدفاع عن أنفسهم) بعد ان فشلوا في (الهجوم من أجل استعادة حقوقهم).

واللعنات العشرة التي تلوح في الأفق كخطر حقيقي هي:

أولاً: هدم المسجد الأقصى سواء بالحفر أو بالتفجير ولم يعد من الضروري شرح تفاصيل المخطط الاستيطاني ضد الاقصى لإقامة الهيكل اليهودي بدلاً منه.

ثانياً: تغيير معالم غور الأردن وهو سلة خضار الضفة الغربية ، من خلال بناء سلسلة طرق سريعة وبؤر استيطانية ومناطق حدودية ومطار ومشاريع مشتركة بين الفلسطينيين واليهود .

ثالثاً: تهويد البلدة القديمة في القدس والأحياء العربية والضغط على المقدسيين بالضرائب والتعقيدات البيروقراطية ومنع تراخيص البناء حتى يتمنى الفلسطينيون في القدس أن يعيشوا في غزة لأنها أكثر حرية من مدينتهم.

رابعاً: القضاء على بيت لحم كمحافظة وأرياف وتحويلها الى مجرد مدينة صغيرة يأتيها السياح لالتقاط الصور.وبالتالي يسهل تحويل العرب في الضفة الغربية الى مجرد اقلية وجيوب تابعة للدولة الهاشمية .

خامساً: توجيه ضربة عسكرية لإيران وقد نقل على لسان نتانياهو عقب اجتماعه يوم الثلاثاء مع رئيس اركانه أنه فوجيء فعلاً بقدرات اسرائيل الجديدة ضد ايران.

سادساً: مواصلة حرب الاستنزاف ضد حزب الله وحماس.

سابعاً : ابقاء سوريا في زاوية الدفاع عن النفس ومحاصرتها دولياً وتقويض استقرارها الداخلي.

ثامناً : التخلص من الرئيس عباس والقيادات الليبرالية بأسرع وقت لأن بقاء هذه القيادات سيحرج نتانياهو وحكومته أمام العالم.

تاسعاً: توتير العلاقة مع مصر لإعادة صياغة اتفاقات جديدة بدل اتفاقية كامب ديفيد التي يشعر 89% من الإسرائيليين أنها ليست في صالحهم. والضغط على مصر من جهة السودان وجيبوتي لانهاكها .

عاشراً: العبث بالورقة الافريقية واللاتينية لمنع أي تحالف عربي بين القارتين الفقيرتين، والابقاء على الشعوب الفقيرة في خدمة الامبريالية والصهيونية.

رب قائل ان هذا الكلام متشائم ولا يوجد أي اثبات على صحته، وهنا نضطر للقول : هل تملكون أي ضمانات تمنع وقوع هذه اللعنات.