احمد سعدات يوجه خطابا من سجنه معلنا فيه بدء الحملة الانتخابية للجبهة الشعبية

سجن اريحا- معا- اعلن أحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية, من سجنه في أريحا إنطلاق الحملة الانتخابية للجبهة الشعبية التي بدأت اليوم.

وفيما يلي النص الكامل للكلمة التي وجهها سعدات الى الشعب الفلسطيني:

يا جماهير شعبنا الباسل يا عمالنا ومزارعينا ومثقفينا وطلبتنا ونساءنا ولاجئي شعبنا
يا اهلي الاحباء في مدينة اريحا التاريخ والحضارة والعطاء>

بعد عشرين يوما انتم على موعد مع ضمائركم ، فقد انتزعتم حقكم في اختيار ممثليكم للمجلس التشريعي كجزء من عملية شاملة لبناء المرجعية السياسية القيادية لشعبنا منظمة التحرير الفلسطينية ، تذكروا ان صوتكم امانه ومسؤولية تحمل معنى الوفاء للشهداء للاسرى والاسيرات لمعذبي شعبنا الذين اكتووا بنار الفقر والاضطهاد والقهر القومي والاجتماعي ، للعمال الذين اغلقت امامهم ابواب الحياة، للمزراع الذي حرمه الجدار والاستيطان والحصار من ارضة وتسويق منتوجاته ، لاطفال شعبنا الذين حرموا من طفولتهم ومن ابسط حقوقهم .

في الخامس والعشرين من هذا الشهر ستكون قضيتنا على مفترق طرق ، وصوتكم سيحدد في اي اتجاه نسير ، فهل نضع ارجلنا على الطريق التي تقود نحو الاستقلال والحرية والسيادة ام تبقى قضيتنا رهينة تنتظر ما يمليه علينا العدو من مشاريع ووقائع ومفاوضات تقضم كالمنشار في كل جولة جزء من ثوابتنا .

هل سنؤسس لنظام ديمقراطي يكفل الحريات ويضمن التعددية السياسية والفكرية والمشاركة الجماعية بكل طاقات شعبنا في اتخاذ القرار ويكفل المساوة وتكافؤ الفرص للجميع في العمل والعلاج والضمان الاجتماعي والتعليم ؟

ام سنعيد انتاج نفس المنهج وذات الازمة وبطبعة اكثر سوءا بكل المظاهر التي تعرفونها، حيث استشراء الفساد والمحسوبيات وهدر المال العام وانتهاك حقوق المواطن وكرامته والفوضى السياسية والامنية ، وغياب سلطة القانون والمساءلة والمحاسبة على اي تجاوز لحدود القانون.

وثقوا ان صوتكم عبر صناديق الاقتراع ليس اقل قدرة من طاقاتكم التي فجرت الارض تحت اقدام جنود الاحتلال ومستوطنيه على تحقيق التغيير الذي نطمح اليه ونناضل من اجله .

لذا اناشدكم ان لاتفرطوا بحقكم وان لا تستنكفوا عن اداء واجبكم ،وان تتوجهوا يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر لانتخاب من تجدونه جديرا لقيادتكم .

يا جماهير شعبنا البطل:

التزاما بواجب النضال من اجل حقوقكم الوطنية والاجتماعية، قررت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطن خوض الانتخابات التشريعية الثانية ، وشكلت قائمة الشهيد القائد ابو علي مصطفى تعبيرا عن وفائها لتعاليم مدرستة الثورية ووفاء لشهداء شعبنا وشهيداته، لاسراه واسيراته ، لكل معذبي شعبنا.

ان قائمة الشهيد ابو علي مصطفى تضم في صفوفها فريقا من المناضلين الذين يمثلون فئات شعبنا الوطنية المناضلة ، فريقا نذر نفسه لمهام النضال وعذاباته ، ومرارات الاسر والتشرد والمطاردة ، وكانوا كما مثلت الجبهة الصوت الصادق الامين الحريص على قضايا وحقوق شعبنا في كافة منابر وساحات النضال .

اننا نخوض هذه الانتخابات تحت لواء برنامج وطني وديمقراطي ومنهج بديل للمنهج القيادي الذي ساد خلال السنوات المنصرمة ، وقاد شعبنا الى الوضع المأزوم والمتردي الذي نعيشة اليوم ، برنامج يجمع بين المقاومة والبناء، لحماية الثوابت الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس ، وفرض معادلات على الارض تملي على المجتمع الدولي تقديم مشروع سياسي ، مؤسس على تنفيذ قرارات الشريعة الدولية ، من خلال عقد مؤتمر دولي بمرجعية الامم المتحدة وقراراتها ، برنامجا بديلا للمفاوضات على اساس منهج اوسلو ومدخه الامني والحلول الانتقالية والجزئية ، والمشروع القديم الجديد خارطة الطريق ، واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ودورها كاداة لوحدة شعبنا ومرجعية نضالنا الوطني عبر اعادة بنائها وهيكلتها على اسس وطنية وديمقراطية جديدة تفتح الابواب لاستيعاب وتمثيل كافة اطياف شعبنا السياسية والاجتماعية وتفعيلهم في مهمات النضال الوطني والديمقراطي ، وتعزيز روابط النضال الوطني بعمقه العربي الشعبي في مواجهة المشروع الامريكي الامبريالي الصهيوني الجديد للسيطرة على المنطقة العربية ، ونهب خيراتها وثرواتها ومصادرة استقلالها وتعميق تقسيمها وتجزئتها، برنامج يرى ان فلسطين للجميع ويجب ان تفتح الفرص لكل القوى السياسية والاجتماعية للمشاركة في صنع القرار ،وقيادة مؤسسات شعبنا على اساس معياري الوطنية الكفاءة والقدرة على الانتاج والتطوير ويعمل على اشاعة الديمقراطية في كل جيوب المجتمع ، ويفتح الباب واسعا للخلق والابداع والنقد والتصويب والمسألة والمحاسبة بقوة القانون وسيادته .

يا جماهيرشعبنا الوفي :

ان قائمة الشهيد ابو علي مصطفى قائمة الحكيم المؤسس جورج حبش ووديع حداد تضع بين ايديكم برنامجها الذي ستناضل من اجل تحقيقة والالتزام بنصوصة وهي تصارحكم القول . ان هذا البرنامج بل وكافة البرامج وبكل ما فيها من جوانب مضيئة لن يتحقق منها حرف واحد اذا لم يشكل خطوات عمل لكل المخلصين من ابناء شعبنا ، اذا لم تدعموها بنضالكم ، انتم وحدكم من صنع انجازاتنا ، وانتم وحدكم من يستطيع صياغة مستقبلنا الوطني ، وبكم وبدعمكم نحن اقوياء.

لذا فان ما نعدكم به هو ان نكون في مقدمة صفوفكم مناضلين اشداء ، ان نكون عينكم الساهرة على حقوقكم ومصالحكم ، الكلمة الصادقة الجريئة المقاومة ، والموقف التضحوي المجرد من اي حسابات شخصية، ان نكون مشاريع شهادة فداء للوطن ولحقوقكم ، ِكما قدم رمزنا وقائدنا ومعلمنا ابو علي مصطفى نفسة شهيدا تقدم صفوف النضال وكان الرجل الموقف الذي عاش فقيرا ومات فقيرا .

وعلى هذا الاساس وهذه الرؤية نقدم لكم انفسنا فنحن منكم وانتم منا فادعمونا اذا وجدتمونا قيادة تلبي طموحاتكم وتطلعاتكم ومحل ثقتكم ، واذا لم نكن كذلك فانتخبوا الافضل ، انتخبوا من تجدونه اجدر منا على قيادتكم وتمثيلكم ، حرروا اصواتكم من اي ولاء للعائلة او العشيرة او المصالح الشخصية الضيقة ، وليكون ولاؤكم للوطن والقضية ، فانتم اولا واخيرا صاحب القول الفصل وانتم من سيربح اذا اصبتم الاختيار، او يخسر اذا فقدتم الاتجاه ، وكما هو مطلوب منكم الخيار الصائب، مطلوب منكم ايضا حماية وانجاح هذا العرس الديمقراطي، لنكن نموذجا للشعب الذي يحمل في يد بندقية ، وفي الاخرى ادوات البناء .

واخيرا اوجه باسمكم التحية لشهداء شعبنا وشهيداته ،لاسيرات واسرى الحرية ،لجماهير شعبنا في الوطن ومنافي اللجوء،لجماهيرشعبنا في الجزء المحتل من فلسطين عام 1948،للمقاومين القابضين على جمرالبندقية والحجروالكلمة والقلم في فلسطين والعراق ولبنان واينما يوجد الظلم والقهر والحرمان ،لهؤلاء جميعا عهدنا وقسمنا ،لهم العهد والقسم بان نظل كما عهدتمونا جنودا اوفياء لاهداف قضيتنا الوطنية ،وان تبقى عيوننا محدقة صوب الشمس ،صوب القدس ،صوب مخيمات اللجوء وزوايا الفقراء المحرومين ،وان لا ننحني الا لتقبيل الارض اولمهابة الشهداء،حتى ننتصر او نمضي شهداء ،وبعزمكم وعزيمتكم واصراركم سيكون لنا ولكم ولاحرار العالم موعدا قريبا مع النصر.
المجد للشهداء

الحرية لاسرى واسيرات الحرية
العزة والكرامة لشعبنا وامتنا
واننا حتما لمنتصرون