صمت فلسطيني مطبق- حزب الله في مصر ضيف ام سيف؟
نشر بتاريخ: 10/04/2009 ( آخر تحديث: 10/04/2009 الساعة: 19:02 )
القاهرة- بيت لحم- تقرير "معا"- ا.ف.ب - لم تتطرق الصحافة الرسمية او الحزبية الفلسطينية الى الازمة التي نشبت بين مصر وحزب الله بأي شكل من الاشكال، رغم ان الجمهور الفلسطيني يتابع ادق تفاصيل هذا الخبر الساخن.
وقد كان من المألوف قبل اشهر ان ترى صور السيد حسن نصر الله في ميادين القاهرة او في المكتبات العامة، وكانت الكتب التي تمجد بطولات نصر الله والكتاب الذين يمتدحونه في كل واد.
ولكن وبعد الخطاب الشهير للسيد نصر الله ضد قيادة مصر مع بدء الهجوم على غزة، انقلبت الصورة تماما وصولا الى مطالبة حماس والجهاد الاسلامي صباح الاحد الماضي باتبدال رعاية المخابرات المصرية للحوار برعاية اخرى وهو ما جعل الاطراف تخلع قفازات الحرير وتبدأ بالضربات " تحت الحزام "، وصولا الى قول النيابة المصرية ان نصر الله حدد "كلمة السر" في بدء عمليات تفجير وتخريب داخل مصر من خلال خطبة سيلقيها في عاشوراء.
وفي التقارير من القاهرة وبينها تقرير " ا. ف. ب" فان الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله سيظهر عبر تلفزيون المنار التابع للحزب، عند الساعة 17.30 من مساء اليوم الجمعة للرد على الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة المصرية للحزب، ونصر الله شخصيًّا، بالتخطيط لـ"عمليات عدائية" في مصر، بحسب ما أظهر التحقيق مع "شبكة الـ49"، الذين قررت النيابة العامة المصرية حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيق.
وأشار مصدر قضائي مصري إلى أن قرار حبس المشتبهين بتشكيل خلية تابعة لحزب الله جاء لاستكمال التحقيق معهم في الاتهامات الموجهة، والتي تتضمن " الانضمام إلى تنظيم سري مناهض، والدعوة للخروج على الحاكم، ومحاولة نشر الفكر الشيعي، والإعداد والتخطيط للقيام بأعمال عدائية في البلاد، وحيازة مواد متفجرة، والتزوير في أوراق رسمية".
صحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية، كشفت أمس الخميس، أن من بين المتهمين لبنانيين وفلسطينيين وسودانيين ومصريين، وأكدت أن موظفين يعملان في مكتب قناة فضائية إيرانية (في القاهرة) متورطان في هذا المخطط، مما يظهر ضلوع السلطات الإيرانية فيه.
من جهتها أكدت جريدة "الأخبار" الحكومية أن الشرطة المصرية أوقفت في نوفمبر الماضي "المتهم اللبناني سامي هاني شهاب المعروف بأنه مسؤول "وحدة عمليات دول الطوق" في حزب الله، والمكلف من أمينه العام حسن نصر الله بالإشراف والإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية في الأراضي المصرية"، وأضافت أنه "توالى القبض على باقي أعضاء التنظيم بعد ذلك، ومنهم 6 فلسطينيين تم ضبطهم جميعا في العريش ورفح".
وكان النائب العام المصري، في بيان، اتهم الأمين العام للحزب شخصيًّا بالتخطيط "للقيام بعمليات عدائية داخل البلاد"، والسعي إلى "نشر الفكر الشيعي" في مصر.
وأوضح بيان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود أنه "تلقى بلاغًا من مباحث أمن الدولة بتوافر معلومات لديها أكدتها التحريات تفيد قيام قيادات حزب الله اللبناني بدفع بعض كوادره للبلاد بهدف استقطاب بعض العناصر لصالح التنظيم".
وأوضح أن "عدد المتهمين المشاركين في هذا التحرك بلغ 49 متهمًا" غير أنه لم يحدد تاريخ أو مكان اعتقالهم ولا جنسياتهم، وجاء في البيان أن "التحريات أكدت قيام الأمين العام لحزب الله اللبناني (حسن نصر الله) بتكليف مسؤول وحدة عمليات دول الطوق بالحزب بالإعداد لتنفيذ عمليات عدائية بالأراضي المصرية عقب انتهائه من إلقاء خطبته بمناسبة يوم عاشوراء".
وأوضح أن هذه الخطبة تضمنت "تحريض الشعب المصري والقوات المسلحة المصرية على الخروج على النظام، إلا أن ضبط المتهمين حال دون تنفيذ ذلك المخطط".
وبحسب القانون المصري يمكن للنيابة العامة أن تجدد فترة الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق ومدتها القصوى 15 يومًا، أكثر من مرة لتصل إلى 6 أشهر، حتى توجه النيابة العامة الاتهام إلى المشتبه به أو تخلي سبيله.
وكان نصرالله شن في الـ28 من ديسمبر/كانون الأول 2008 غداة الهجوم الإسرائيلي على غزة هجومًا عنيفًا على النظام المصري، مطالبًا إياه بفتح معبر رفح لفك الحصار عن قطاع غزة، وقال متوجهًا إلى المصريين "يجب أن تفتحوا هذا المعبر يا شعب مصر بصدوركم"، كما توجه إلى "ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية"، مطالبًا إياهم بالضغط "على القيادة السياسية" لفتح المعبر، مؤكدًا في المقابل أنه لا يدعو "إلى انقلاب في مصر".
لكن القاهرة اعتبرت يومها أن كلام نصر الله "يمثل إعلان حرب على الشعب المصري"، واتهمت نصر الله بـ"العمالة للنظام الإيراني" وبأنه "يأتمر بأوامر طهران". يشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران قطعت بعد عام على قيام الثورة الإسلامية، وإبعاد الشاه محمد رضا بهلوي من البلاد عام 1979.
كما لوحظ ان القيادات الفلسطينية المختلفة نأت بنفسها عن التدخل في هذه القصة الساخنة وانها تلتزم الصمت بكل معنى الكلمة، ورغم الادعاء بوجود فلسطينيين متهمين بعضوية شبكة الـ49 الا ان الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس لم تعلق على النبأ لا من بعيد ولا من قريب.