جيل الثمانينات - نضال ابو عكر 11 عاما في السجن منها 8 سنوات اداري
نشر بتاريخ: 10/04/2009 ( آخر تحديث: 11/04/2009 الساعة: 09:30 )
بيت لحم - تقرير معا - عانى جيل الشبان الفلسطيني الذي بلغ سن المراهقة او الرشد في الثمانينيات ، عانى من الملاحقة والتنكيل بكل الاشكال ولا يزال يعاني ، فهذا ممنوع من السفر وهذا ممنوع من العمل وهذا في السجن وهذا محكوم بالمؤبد الى جانب جيش من المعاقين والمصابين منذ اتفاضة الحجارة الاولى وحتى الان .
والحديث عن عشرات الاف الشبان الذين بدأوا رحلة عمرهم في زنازين الاحتلال او في سرير المشفى بعد اصابة في تظاهرة او مواجهة ، وحتى بعد انتهاء انتفاضة الحجارة والتي استمرت سبعة اعوام ، وبعد توقيع اتفاقية اوسلو للسلام ، حتى بعد ذلك ظلّ الاحتلال يفرض على الاف منهم بطاقة الهوية الخضراء التي توزاي ( الاقامة الجبرية ) ويمنعهم من السفر الى خارج فلسطين او يعتقلهم في كل شاردة وواردة ومع كل استنفار اعتقالا اداريا يهدم اسرهم ويمنع عنهم الحياة السوية .
وبعد ان كبر الاطفال في الزنازين ، واصبحوا رجالا واصبح اولادهم شبانا ، لا يزال الاحتلال ينكل بمن تبقى منهم ، غالبيتهم ممنوعون من الوظيفة او تصاريح العمل ، وغالبية من تبقى منهم عاطلون عن العمل بعد ان حرمهم الاسر من مواكبة التعليم والحصول على شهادة جامعية ، ومن يفلت من شظف العيش يواصل الاحتلال اعتقاله ، وكأن هذا الجيل خلق للعذاب السرمدي .
وخير نموذج على ذلك نضال ابو عكر شاب فلسطيني من مخيم الدهيشة للاجئين / استشهد شقيقه محمد في العام 1990 واعتقل هو واشقاؤه على الدوام . و منذ العام 1982 وهو العام الاول الذي بدأت رحلة اعتقاله المتكررة لغاية الان ولم يكن يبلغ من العمر اكثر من اربعة عشر عاما. منذ ذلك الحين وهو يعيش السجن تلو السجن ، ولغاية الان امضى 11 عاما في السجن وفي كل مرة يخرج يعاود الاحتلال اعتقاله ...... وفي فترة اوسلو كانت اسرائيل تلح على السلطة الفلسطينية اعادة اعتقاله في سجون السلطة ، وكأن هناك ثأر شخصي ضده وضد امثاله من الذين يصنفهم الاحتلال من نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
في العام 2002 كان ابو عكر يعمل في محطة لبيع الوقود وفجأة انقض عليه مستعربون يهود يتخفون بلباس عربي وسيارة عربية واختطفوه من مخيم الدهيشة ووضع قيد الاعتقال الاداري لمدة ستة اشهر وتم تمديدها لاربعة عشرة مرة حيث مكث نحو 5 سنوات متواصلة الى حين اطلاق سراحه بعد ذلك، حيث لم يكمل عاما كاملا خارج السجن ليعتقل مرة اخرى لمدة اربعة اشهر وجرى تمديدها مرتين وهو لا يزال في سجن "عوفر"، دون ان يقدم الاحتلال ضده لائحة اتهام .
وقبل الاعتقال الاخير خرج نضال ابو عكر ليجد اولاده قد صاروا شبانا دون ان يتمكنوا من زيارته في السجن ، ويقول الصحافي حسن عبد الجواد من صحيفة الايام ان ابو عكر تعرض للاعتقال اكثر من 51 مرة، امضى ما مجموعه 12 عاما خلف قضبان سجون الاحتلال، منها تسعة اعوام رهن الاعتقال الإداري الذي يستند إلى قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945.
وقال الاسير أبو عكر في رسالة لعائلته، إن محاميته تمارا بيلغ أبلغته "ان إسرائيل لا تريده خارج السجن رغم عدم وجود دلائل على إدانته، وإن الاعتقال الإداري ليس سوى وسيلة لضمان بقائه داخل السجن"
وأضاف "ان اسرائيل تعتقل ما يزيد على850 مواطنا رهن الاعتقال الإداري في سجون (النقب) و(عوفر) و(مجدو) معظمهم من اصحاب الكفاءات والشهادات العلمية والفعاليات الوطنية والاجتماعية والنقابية"، مشيرا الى ان المحاكم الاسرائيلية التي تصدر قرارات الاعتقال الاداري هي اداة في يد جهاز المخابرات الاسرائيلية ولا تلتزم بأي معايير او اجراءات قانونية.
وناشدت عائلة الاسير أبو عكر المؤسسات والمنظمات الحقوقية والانسانية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التدخل من اجل ضمان الافراج عن نجلها ووضع حد لمعاناته المتواصلة بسبب استمرار اعتقاله دون توجيه اي تهمة له ودون اخضاعه للمحاكمة ودون منحه اي حق من حقوقه التي تكفلها المواثيق والقوانين الدولية.