الأحد: 12/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون**ليس منا ! بقام : فايز نصار

نشر بتاريخ: 12/04/2009 ( آخر تحديث: 12/04/2009 الساعة: 18:42 )
الخليل - معا - قبل اقل من سنة ،انطلقت –على بركة الله – عملية الإصلاح الرياضي ، من اتحاد اللعبة الأكثر شعبية ، وشهدت الأشهر الأخيرة من السنة الماضية عملا شاقا، يهدف الى إعادة الاعتبار للتنافس الرياضي ، بدءا من معشوقة الجماهير كرة القدم .

وشهدت الملاعب الفلسطينية حراكا رياضيا ، تفاعلت معه مختلف المؤسسات ذات العلاقة ، وكانت الجماهير الرياضية الفاكهة التي أثرت المشهد الرياضي ، وأيقن الجميع أن بالإمكان ، إذا ما أخلصت النوايا ، وتضافرت الجهود حرق المراحل ، وتحويل أحلام وتطلعات شبابنا إلى حقائق .

التجربة الكروية قرأها بتمعن قادة الاتحادات الرياضية ، فكان الانتقال السلس لتشكيل المجلس الاولمبي الجديد ، الذي فرض على كل الاتحادات العمل تحت الضغط ، بعيدا عن اللغط والشطط، كما تقتضي المرحلة الجديدة .

وبسرعة توسعت دائرة الحراك ، وشمّر المبدعون عن سواعد الجد ، فتحركت الدماء في شرايين المؤسسات الرياضية ، ونشطت الخلايا النائمة ، في انتظار أن نقطف سويا ثمار الغرس الرياضي ، وينعم الشباب في ظلال الفلسفة الرياضية الجديدة .

أقول : إن هذا الحراك الرياضي وجد تجاوبا وتفاعلا من الخيريين ، الذين يؤمنون بقدرة شبابنا ، على الطريقة العرفاتية ، التي تثق مطلقا بساعد هذا البلد ، وتكلف الشباب بمهام وزارة الدفاع الوطنية .... هؤلاء الشباب كانوا على أهبة الاستعداد ، وانخرطوا بسلاسة في أجواء الفلسفة الجديدة ، التي يحملها كبير العرفاتيين جبريل الرجوب !

نعم .. لقد تفاعل أهل الرياضة في فلسطين مع ملامح المرحلة الجديدة ، ولكن القاعدة- كما علمنا وعلمتم – تتفتح للنشاز والشواذ ، فتطفو على السطح محاولات لن تندرج إلا في سياق المغامرات العابثة للسباحة ضد التيار ، فتسقط تلك المحاولات أمام تواصل التجديف ، بسواعد الرجال ، المؤمنين بأهمية الوصول إلى شواطئ النجاة !

ولست هنا بصدد حصر المحاولات الناشزة ، التي تفكر في تعكير صفو الوفاق الرياضي، الذي أجمع عليه الفلسطينيون ، في معارك الإنقاذ الرياضي ، ولكن لا يخفى على الخيرين بعض ما تنقله الأحداث من تصرفات ، يجب أن يعترف القائمون عليها ، أنها تشكل زلات قد تعيق السفينة ، وإلا فان الإصرار على مثل هذه الزلات ، سيجعل النقاد يحسبون الأمر سوء النية، لا تشرف أهلها .

وليس منا هنا من لا يزال يحسب أن الرياضة الفلسطينية مزرعة خلفية خاصة ، خلفها له أبوه – حيا كان أم ميتا – وليس منا من ما زال يعتقد أنه اللاعب الأوحد في هذا الوطن ، وانه العبقري الأول والأخير في الميادين الرياضية ، لأن الأيام أثبتت أن الجفراوات الفلسطينيات لم يصبن بالعقب ، وما زلن ولادات ، لن يتوقفن عن أنجاب كنعانيين جدد ، يؤمنون باستحقاقات هذا الوطن !

وليس منا من يشك لحظة بأننا كفلسطينيين قادرون على المنازلة في مختلف المواقع ، وبأننا قادرون على رسم خارطة الطريق الرياضية ، كما تريدها الأجيال الفلسطينية، لنضمن لنا مكانا تحت شمس الرياضة في هذا العالم .

وليس منا من يرى أن تجربتنا الرياضية ، منفصلة عن معاركنا الوطنية ، في البناء والتحرير ، وبالتالي فليس منا من يعتقد أن المحتل الدخيل يهضم نجاحاتنا الرياضية ، والنتيجة أنه ليس منا من يستشر المحتلين – وان ظهروا بالثوب الأولمبي – في أساليب الخلاص الرياضي ، وفي هوية الرجال القادرين على حمل رسالة الإنقاذ !

ليس منا من يحاول التغريد خارج السرب ، وليس منا من يشك في أن الرياضة الفلسطينية ، تشكل الواجهة الحضارية لهذا الشعب ... وقد أثبتت تجربة الأحد عشر شهرا الماضية أن الرياضة قادرة على تقريب كل المسافات ، وان شبابنا جاهزون للانخراط في معارك التحرير والبناء ، من خلال المواقع الرياضية ، التي أكدت أنها المقدمة المثلى للبناء الوطني ، لأن الرياضة تجسر الهوة بن جميع المختلفين ، سواء أكان الخلاف سياسيا ، أو غير سياسي .