وفد فرنسي مسؤول يلتقي فدوى البرغوثي للتضامن مع القائد مروان البرغوثي
نشر بتاريخ: 13/04/2009 ( آخر تحديث: 13/04/2009 الساعة: 21:54 )
رام الله -معا- التقت المحامية فدوى البرغوثي، مع وفد يمثل عدد من البرلمانيين ورؤساء البلديات والمنظمات والأحزاب الفرنسية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، والتي قدمت الى رام الله بالأمس، حيث ضم الوفد ميشيل بوميل رئيس بلدية مدينة ستان الفرنسية، والتي كانت قد منحت مؤخرا القائد المناضل مروان البرغوثي، مواطنة شرف في المدينة، وهي ثاني مدينة في فرنسا تقوم بذلك بعد مدينة بيرفت التي منحت المواطنة للبرغوثي السنة الماضية.
كما ضم الوفد باتريك ليريك، رئيس تحرير صحيفة ليمونيتيه (الإنسانية)، وتعد الصحيفة من أوائل الصحف الفرنسية التي تبنت قضية مروان البرغوثي والأسرى الفلسطينيين وأول من ساهم في إطلاق الحملة الدولية لإطلاق سراح المناضل البرغوثي قبل سبع سنوات، وضم الوفد أيضا فرناند طويل، رئيس منظمة اي جي بي اف، المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وأتت زيارة الوفد ضمن سلسلة زيارات تقوم بها المنظمات الفرنسية الى فلسطين تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتحديدا المخيمات الفلسطينية.
ورافق الوفد ممثلو المخيمات في رام الله جمال لافي رئيس المكتب التنفيذي للاجئين، وجمال ابو الليل واياد الروم وناصر شرايعة وعبد الحكيم مزهر.
ورحب سعد نمر مدير مكتب الحملة بالوفد الضيف، مؤكدا على أهمية ودور التضامن الأوروبي لا سيما الفرنسي مع الشعب الفلسطيني في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني أمام الإحتلال، وأوضح أن قيام المبادرة الفرنسية بمنح المناضل القائد مروان البرغوثي المواطنة في مدينة ستان انما هي انتصار لأحد عشر الف اسير فلسطيني في سجون الإحتلال.
وتحدثت البرغوثي فشكرت الوفد الضيف على الزيارة، مؤكدة ان هذه الزيارة تأتي في وقت عصيب يمر به الشعب الفلسطيني فمن ناحية، هناك حكومة اسرائيلية يمينية غير معنية بحقوق الشعب الفلسطيني وغير مستعدة لتقديم اية استحقاقات للسلام ومن ناحية أخرى يؤثر الانقسام الفلسطيني الداخلي سلبا في مجمل مشروعنا الوطني.
وقالت المحامية البرغوثي أيضا: "إن زيارتكم هذه تمثل بارقة أمل لنا جميعا وتثلج صدورنا ونحن ندرك أن هناك شعوبا ما زالت تقف الى جانب شعبنا وتناضل معنا من أجل انهاء الإحتلال وتبعاته على الارض الفلسطينية."
وأضافت موجهة كلامها الى رئيس بلدية ستان، ميشيل بوميل "إن البادرة التي قمتم بها تجاه المناضل مروان البرغوثي هي بادرة شجاعة ونحن نعلم مدى الضغوط التي واجهتكم من قبل المنظمات الصهيونية في فرنسا لثنيكم عن اتخاذ هذا القرار الشجاع، انكم بذلك تثبتون مرة تلو الأخرى عمق انتمائكم لقضايا الحرية والصداقة والسلام، وقدمت له درعا عليه مجسما لمدينة القدس وصورة للقائد المناضل مروان البرغوثي كشكر وتقدير من الحملة الشعبية تجاه موقفه وموقف مجلس مدينته."
وشكرت البرغوثي باتريك ليريك، مشيرة أمام الحضور الى الحملة التي أطلقها ليريك عبر صحيفته قبل عدة سنوات لمناصرة قضايا الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وعبرت عن عميق شكرها وشكر الاسرى الفلسطينيين جميعا تجاه التضامن الحقيقي لهذه الصحيفة الفرنسية الأصيلة، وأكدت البرغوثي بالقول: "لقد كنا في فرنسا قبل عدة سنوات للاحتفال بالمئوية الأولى لصحيفة الليمونيتيه، وآمل أن تستمر صحيفتكم وتزدهر، فمثل هذه الصحيفة جديرة بالازدها لكونها تدافع عن الحرية وحقوق الإنسان." وقدمت السيدة البرغوثي لرئيس تحرير الصحيفة درع الحملة الشعبية تقديرا لجهوده وجهود صحيفته.
ثم توجهت المحامية البرغوثي بكلمتها الى فرناند طويل والذي عمل خلال الفترة الماضية على التأكيد على حقوق اللاجئين الفلسطينيين وعلى رأسها حقهم بالعودة قائلة: "ان هذا لعمل نبيل فمعاناة اللاجئين الفلسطينيين المستمرة منذ أكثر من ستين عاما في مخيمات الوطن والشتات يجب أن تشكل وصمة عار في جبين الانسانية التي لم تستطع حتى الآن إنصاف أبناء شعبنا من اللجوء القسري، لقد اعتقدنا أن الجيل الذي سبقنا سوف ينهي هذه المعاناة، وها نحن أبناء هذا الجيل ما زلنا نعايش المعاناة ويعيشها ابناؤنا الذين يحملون الآن راية النضال من أجل التحرر والاستقلال والعودة.
ثم توجهت البرغوثي الى الوفد الضيف قائلة: "إن لدينا كفلسطينيين حلم بأن ننهي هذه المعاناة اليومية لنسائنا ورجالنا وأطفالنا وشيوخنا وننعم بالحرية وعندما يتحقق هذا الحلم وتأتون لزيارة فلسطين فإننا سوف نتحدث معكم عن آفاق المستقبل وعن بناء الدولة التي نريدها دولة ديمقراطية تحترم سيادة القانون وتنشئ الأجيال القادرة على جلب الرحخاء والتقدم لهذا الشعب، ثم قالت "أود قبل مغادرتكم أن أصافحكم فردا فردا لأشكركم بشكل شخصي وباسم احد عشر الف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال."
ثم قدمت المحامية البرغوثي شرحا مفصلا عن اوضاع المعتقلين والاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي والمعاناة التي يعانيها 11 الف اسير فلسطيني وكل افراد عائلاتهم. وقالت البرغوثي "لكم ان تتخيلوا ان بعض الاسرى قد امضى حتى اليوم ما يزيد عن 31 عاما في السجون مما يعني ان 60% من الشعب الفلسطيني قد ولد بعد اعتقال هؤلاء المناضلين. ولكم ان تتخيلوا ان هؤلاء الاسرى لا يعرفون معظم افراد عائلاتهم بسبب منع الاحتلال لزيارتهم".
واضافت "واليوم مع وجود حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية قامت بتشكيل لجنة وزارية خاصة لسحب منجزات الاسرى في سجون الاحتلال، هذه المنجزات القليلة والتى ضحى الاسرى طوال سنوات لتحقيقها ودفعوا ثمنا قارب 200 شهيد من الاسرى لتحقيقها".
من جانبه قال باتريك ليريك رئيس تحرير صحيفة المونيتيه الفرنسية: "انه لمن الطبيعي ان نقف مع مروان البرغوثي باعتباره أكثر القادة الفلسطينيين شعبية في الشارع الفلسطيني، وإننا بالوقوف معه فاننا نعبر عن وقوفنا وتضامننا مع كافة المناضلين المعتقلين من الشعب الفلسطيني، فعندما وقفت أوروبا مساندة لنلسون مانديلا طوال سنوات اعتقاله هي كانت باسمه تقف مع حرية الشعب في جنوب افريقيا. وإنني الآن أمامكم أعدكم بأننا سنستمر في دعم قضية الأسرى الفلسطينيين وسنقوم بعدد من الأنشطة بما فيها وضع صور للمناضل القائد مروان البرغوثي في عدة أماكن لتذكير الشعب الفرنسي أن هناك أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، كما واننا سنعمل من خلال الصحيفة على تعريف الجمهور الفرنسي بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال."
أما رئيس بلدية ستان، ميشيل بوميل فقد شكر البرغوثي والتي وصفها بــ"الصامدة"، وقال: "إن ما قمنا به في مدينتنا هو شيء متواضع جدا بالمقارنة بنضالاتكم ونضالات شعبكم العظيم، وإن هذا واجب علينا إذا كنا نتحدث عن الحرية والاستقلال والحقوق للشعوب فمن أولى أولوياتنا الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله ولكونه شعب محتل.
وأضاف: "إننا في المجلس البلدي لمدينة ستان وعلى الصعيد الخارجي نعتبر ان حرية فلسطين هي رسالتنا، وقدم رئيس بلدية ستان مجسما لصورة بلدية ستان وعلى واجهتها صورة المناضل مروان البرغوثي.
وتحدث فرناند طويل شاكرا، البرغوثي والحملة الشعبية على استقبالهم، وأكد على معاناة الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات وأن حركته التضامنية والتي تهدف الى التعريف بقضية اللاجئين من ناحية وجلب الوفود الكبيرة لزيارة المخيمات كجزء من التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وقال: "بعد التجربتين الناجحتين في كل من مدينتي بيرفيت، ومدينة ستان فإننا نعمل الآن مع عشرين مدينة فرنسية أخرى من أجل منح رمز الحرية المناضل مروان البرغوثي مواطنة شرف فيها وهذا يؤكد اولا أننا نؤيد كفرنسيين نضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه ونؤيد الإفراج عن الأسرى الذين نعتبرهم مناضلين من أجل الحرية وثانيا لكي نقف وقفة تضامنية مع المدن التي أعطت البرغوثي مواطنة الشرف ضد الهجمة الصهيونية على أعضائها."
وفي النهاية قدم الوفد عدد من الهدايا التذكارية لمكتب الحملة تعبيرا عن تضامنهم وشكرهم للشعب الفلسطيني.