الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا **بقلم :صادق الخضور

نشر بتاريخ: 13/04/2009 ( آخر تحديث: 13/04/2009 الساعة: 22:24 )
بيت لحم - معا - ما شهده دوري الثالثة من منافسات وسجالات عبّر عن وجود لاعبين ذوي قدرات متميزة في الثالثة وكذا الثانية لكن شطرا منهم لن يكون بمقدوره اللعب ضمن صفوف الممتازة نظرا لاحتكار فرقهم لجهودهم ، وما دام الاتحاد لا يفكر في التحرير وجمّد فكرة الاحتراف التي لوح بها كثيرا فإن المطلوب توجهات للتعامل بمرونة أكثر معهم ،حتى يأخذوا فرصتهم بعد أن أثبتوا أن لديهم قدرات تفوق أحيانا قدرات الوافدين الأفارقة .
ومع اقتراب طي صفحة الثالثة لا زالت صورة آلية التأهل غير واضحة ، فلماذا تتكرر منهجية عدم الإفصاح عن آليات الصعود حتى اللحظة الأخيرة ؟ ولماذا لم تكن الصورة واضحة منذ البداية ؟ ولماذا تكرر بدء المباريات متأخرة أحيانا لتأخر الحكام ؟ ولماذا لم ينل الدوري نصيبه من التغطية الإعلامية ؟
تساؤلات كثيرة ، ويظل نجاح الدوري هو الإنجاز الأكبر لفرق أخذت جزءا من حقها في خوض غمار المنافسات ، لكن وجود نتائج وبالسبعات أحيانا دلل على أن هناك فارقا في المستويات ، فأن تكون فرق خرجت من دائرة التنافس بصعوبة بمعية فرق أحجمت حتى عن إكمال الدوري في الدرجة ذاتها أمر يثير الاستغراب.

الشرطة في عيون شاهد عيان!!!
أو بالأحرى في أذن سامع عيان ..هذا ما شهده ملعب ماجد أسعد في إحدى المباريات حيث حدث إشكال وكان الخيّرون في طريقهم لاحتواء الموقف لكن اتصالا من شرطي بزملائه في البداية لغرض إيفاد تعزيزات أزم الموقف ، فحين حضر التعزيز وكانت المشكلة شبه منتهية نزل أفراده من سياراتهم مستنفرين ، وسمعت شرطيا يقول لزميله الذي كان في قمة الاستنفار : بالهداوة ، فأجابه المستنفر، "والله مثل ما قوّمونا من نومتنا على هالعصر لأتعامل معهم بالهراوة" وأحرمهم طعم النوم ، فكان التهجم حتى على الموجودين في الحافلات مع أن المشكلة كانت منتهية .
ألهذه الدرجة يستفز إيقاظ شرطي نائم رجال الشرطة ؟؟؟أم أن كيل المديح والثناء في نبض الملاعب للشرطة أوقف نبض التعامل بأريحية ؟؟؟ وماذا يقول مسؤولو الشرطة فيما جرى ؟
لسنا مع أي نشاز في التصرفات الجماهيرية لكننا في المقابل ضد التهّور في رد الفعل ، وقيام واحد من نومه لا يعني قيام الساعة ، ويظل الأمل في دورات تأهيل لشرطة الملاعب من متطلبات المرحلة القادمة حتى لا تتكرر أحداث واكبت دوري الممتازة ، ولمن لا يذكر فليتذكر كمال حسن الذي طالته الدبسات غير مرة ، وعلى الشرطة أن تبادر للتحقيق فيما جرى ، لأن النجاحات التي حققتها على كافة الصعد والتواصل مع الجمهور وإشعار الأطفال بالأمان زالت لمجرد أن شرطي أفاق من نومه فتعاطف معه زملاؤه وجاروه في ردة فعله ، وكان ما كان.

بطولة الدرع .. والتوقعات
وها هي بطولة الدرع تتأهب للانطلاق وسقف التوقعات منها سيظل محدودا على صعيد التنشيط الكروي ، فالبطولة لن ترتقي للتوقعات المنشودة لسبيين أولهما نظامه القاضي بخروج المغلوب من هزيمة ، وثانيها عدم إتاحة المجال للاعبين جدد للاشتراك مع فرقهم .
التوقعات من البطولة تنحصر في كونها ستكشف عن مقاربات في مدى ردة فعل فرق الممتازة "ب " على ما اعتراها من هبوط اضطراري ، ويكشف عن نواياها القادمة ومدى جديتها في السعي للعودة لمصاف الكبار ، وثمة توقعات بأن يكون انطلاق بطولة الدرع سببا في إعادة الاهتمام بفرق الممتازة إعلاميا بعد أن توارت أنباء بعضها منذ أغلق الدوري أبوابه .
ما ستشهده بطولة الدرع سيكون فرق الدوري المنصرم دون لاعبيها المعارين إليها في حينه ، والتوقعات بأن نرى لاعبين جددا تظل حقا مشروعا ، فمن هي الفرق التي ستشكل علامة فارقة في هذا ؟؟وما مدى توجهات الفرق للدفع بوجوه جديدة من أبنائها ؟

المنتخب... ولجنة التحقيق
بعيدا عن التهويل من شأن الخروج من كأس التحدي الذي مارسه البعض ممن يمارسون النقد أحيانا باعتباره هدفا في حد ذاته ، وبمنأى عن التقليل من حدة ما حدث والممارس من قبل أشخاص لطالموا ضخموا التوقعات وجاملوا وأشادوا بالتحضيرات وورطوا المتابعين في تفاؤل لم يكن في محله ثم عادوا ليقولوا لم نكن لنتوقع أكثر من هذا ، نسجل للاتحاد حرصه على أن يكون للمنتخب حضوره في المحافل ، ثم نقدّر القرار المتخذ بتشكيل لجنة تحقيق بعيدا عما نكتنزه في وجداننا عن سلبية المسمى ، فاللجنة ضرورية للتشخيص والمراجعة ، والإفادة من الأخطاء ، واستلهام العبر ، وتحديد مكامن النجاح للإبقاء عليها ، ثم تبني استراتيجيات عمل أكثر وضوحا في قادم الأيام.
وجود لجنة تحقيق لا يعني بالمطلق القصاص ولا العقوبة ، هو محاولة لمساءلة ذواتنا ، ونتمنى ألا يقتصر عملها على اللاعبين والجهازين الإداري والفني ، فهناك مسؤوليات يتحملها الإعلام ، وهناك دور للجنة الفنية ، المهم ألا تقتصر المعالجة على صعيد المباراتين التي لعبهما المنتخب فقط .
نحن إذن أمام منهجية جديدة تنص على عدم مرور أية إخفاقات مرور الكرام ، وهي منهجية ستلقي بظلالها على جدية التعاطي مستقبلا مع أية استحقاقات قادمة.