الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مختصون يؤكدون أن الإعلام الإسرائيلي تطوع لخدمة الجيش خلال حربه على غزة

نشر بتاريخ: 14/04/2009 ( آخر تحديث: 14/04/2009 الساعة: 22:18 )
غزة – معا-نظم منتدى الإعلاميين الفلسطينيين, اليوم الثلاثاء ندوة خاصة بعنوان " الإعلام الإسرائيلي في خدمة العدوان على غزة", ناقشت دور الإعلام الإسرائيلي وخدمته للحرب على قطاع غزة.

وحضر الندوة العديد من الإعلاميين والمختصين والمهتمين، بمشاركة المحلل السياسي طلال عوكل، والخبير في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، وأٍستاذ القضية الفلسطينية في جامعة الأمة عدنان أبو عامر.

بدوره، أكد رئيس منتدى الإعلاميين الصحفي عماد الإفرنجي, على أن الإعلام الإسرائيلي لم يتوقف فقط على نقل المعلومة والخبر بل كان أداة تُدار بها الحرب على غزة.

وقال الافرنجي، إنه لو أفسح المجال للإعلام الإسرائيلي لضربت غزة بالقنابل النووية، مشيراً إلى الحرب لم تنته، والإعلام الإسرائيلي يعمل حالياً على الترويج لعدوان جديد، مبيناً أنه لم يكن هناك فارق بين الصحفي الإسرائيلي والناطق العسكري باسم الجيش خلال العدوان.

من جانبه، قال المختص بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي: " إنه لا يوجد في إسرائيل إعلام ينطق باسم الحكومة أو الدولة, وحتى كذلك وسائل الإعلام الممولة لا تنطق باسمها وبالتي عندما يتبنى الإعلام الإسرائيلي الروية الرسمية فإنه لا يتجند بل يتطوع".

وأشار النعامي، إلى أن حرب 2008 التي شُنت على غزة كانت هي الحرب الأولى من نوعها والتي يتجند فيها الإعلام لصالح الرواية الرسمية الإسرائيلية.
وأضاف " لقد فرض الناطق باسم الجيش تعتيماً كاملاً على مسار الحرب وحظر على وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تتطرق إلى مسار الحرب إلا عبر المعلومات والبيانات الرسمية ", مؤكداً على أن وسائل الإعلام قبلت أن تتطوع بالأوامر الجديدة وألا تحيد عن الرواية الرسمية.

وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي, إلى أن المعلقين الإسرائيليين في وسائل الإعلام تطوعوا لنصح الجيش في إدارة استهداف مناطق للقصف، مبيناً أن أحد المعلقين في القناة الثانية كان يقول: " لماذا لا نبدأ الآن برفح ومضى يُعدد في أهمية تدمير المنطقة الحدودية".

وبين النعامي, أن الإعلام الإسرائيلي تعامل مع الشهداء الفلسطينيين كأرقام, وعمل أيضاً على التغطية بانتقائية غير متوازنة.

وتابع: " الإعلام تطوع بنشر أكاذيب الجيش بأكثر وضوحاً, كما أن الأساليب التحريرية تجهز لرواية الجيش باستخدام أسلوب المبني للمجهول والمبنى للمعلوم".

وأوضح النعامي, أن الرقابة العسكرية على وسائل الإعلام الإسرائيلية عادت إلى سنواتها الأولى، حيث أصبحت في أشدها خلال وبعد الحرب على غزة", لافتاً إلى أن الإعلام الإسرائيلي تجرد من أبسط الأخلاقيات.

من جهته، أكد طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي, على أن هناك وطنية إسرائيلية وقت الحرب وقال: " إن تتجند بكاملها وقت الحرب, وهنا لا ينظر في وسائل إعلامها إلى أخلاقيات ومهنية الإعلام, فالإعلام يشكل فرقة من فرق الحرب".

وعن كيفية التعامل مع الحالة الإسرائيلية, أوضح عوكل قائلاً: " الإعلام العربي ساهم عملياً بتطبيع نفسي وإعلامي وسياسي مع الحالة الإسرائيلية وليس فقط مع الإعلام الإسرائيلي".

وأضاف " الإعلام العربي كان أوسع باب للتطبيع على المستوى السياسي, ونحن كفلسطينيين لا نجد أي مبرر للحالة العربية".
وأشار الكاتب السياسي, إلى أن إسرائيل بدأت قبل الحرب بحملة علاقات واسعة جداً وهي تقدم نفسها على أنها ضحية لصواريخ حركة حماس. وقال "كلنا كفلسطينيين وعرب كنا نعلم أننا ذاهبون للحرب وإن كثيراً من السلوكيات الفلسطينية خدمت تبريرات إسرائيل لجرائم الحرب التي ارتكبت في غزة.
وبين عوكل, أن أهم عنوان لمعالجة حالة الإعلام الإسرائيلي الظالم, إعادة النظر في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وإعادة بناءها على أسس مهنية, موضحاً أن المصداقية لها دور في التأثير النفسي والسياسي.

وشدد على أن الانقسام الفلسطيني يخلق مبررات لإسرائيلي في نواحي متعددة, لافتاً إلى إن إسرائيل لا زالت تحضر لحرب قادمة ما يؤكد أن الحرب لا زالت مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني وإن الإعلام الإسرائيلي يهيئ لذلك.

أما عدنان أبو عامر المختص بالشأن الإسرائيلي, فأكد أن طبيعة تعامل الإعلام الإسرائيلي مع الرواية الرسمية يوضح أن الإعلام يقف خلف الجيش بصورة كبيرة.

وبين أبو عامر، أن وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك كان قد شكل قبل الحرب على غزة هيئة الإعلام القومي في إسرائيل قبل أن يعقد التهدئة مع حركة حماس وكان يعد للحرب, مبيناً أنه لم يُكشف عن هذه الهيئة إلا بعد انتهاء الحرب.

وأظهر أبو عامر أن الحرب شنت في يوم السبت الذي يعتبر يوم إجازة في إسرائيل حيث تم خلاله استحضار كل الطواقم الإعلامية في الاستوديوهات من خلال تسريب بعض الأخبار للإعلام عن أن الحرب ستقوم بعد ساعات.

وشدد أبو عامر أن الإعلام الإسرائيلي حاول إظهار أن الحرب كانت عادلة بل وحث على قتل المزيد من خلال نشر إعلانات تدعو للمزيد من القتل في الصحف الكبرى.

وبين أن الإعلام اعتمد على التكرار في التوصيف وتهويله على عكس سياسيته المتجددة يوميا، بحيث أصبح يبث الأخبار مكررة لمدة يومين لكن بأشكال جديدة وأساليب جديدة خاصة إما لإظهار بطولة الجيش أو الترويج لما يسميه انتهاك الفلسطينيين للاتفاقات.

وانتقد أبو عامر عدم وجود تفصيل للحرب وأيامها لدى وسائل الإعلام تروي الرواية الفلسطينية على غرار ما قامت به المواقع الإسرائيلية بعمل نشرة يومية للباحثين بثلاث لغات.

وأضاف :" من أهم ما ركز عليه الإعلام هو إظهار هذه الحرب بأنها مصيرية وانه تهدد بنهاية الدولة لتحفيزهم لمزيد من القتل والتعاطف مع الجيش".
وشهدت الندوة غي نهايتها العديد من المداخلات من قبل الحضور، والدعوات لضرورة وضع الإعلام الفلسطيني إستراتيجية واضحة خدمة للقضية الفلسطينية.