الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أنهر" تؤكد ضرورة إنجاح فعاليات الخاصة بالأسبوع العالمي للتعليم

نشر بتاريخ: 15/04/2009 ( آخر تحديث: 15/04/2009 الساعة: 14:01 )
رام الله- معا- أكدت الشبكة العربية للتربية على حقوق الإنسان والمواطنة "أنهر"، ضرورة إنجاح الفعاليات الخاصة بالأسبوع العالمي للتعليم، المقرر تنظيمها في الأراضي الفلسطينية ما بين 20-26 من الشهر الجاري، إلى جانب ضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من الطلبة، والعاملين في قطاع التعليم، والمؤسسات ذات الصلة، وصناع القرار والمهتمين، بغية إبراز دور فلسطين وحرصها على مشاركة العالم هذه الاحتفالية، التي تأتي هذا العام تحت شعار "الكبار يقرؤون".

وذكر رفعت الصباح، رئيس الشبكة، مدير عام مركز إبداع المعلم، أن الشبكة التي انطلق نشاطها العام الماضي، وتضم في عضويتها مؤسسات وأفراد ناشطين في مجال التعليم والتربية على حقوق الإنسان والمواطنة ونشر ثقافة حقوق الإنسان في المنطقة العربية، تنسق مع أطراف مختلفة لتنظيم عدد كبير من الفعاليات في فلسطين والدول العربية، لمناسبة الأسبوع العالمي للتعليم، والذي يندرج ضمن الحملة العالمية للتعليم.

وتطرق الصباح في بيان وصل "معا إلى أهمية الرسالة التي يحملها الأسبوع العالمي للتعليم، والمتمثلة بالعمل من أجل الحد من معدلات الأمية، خاصة وأن مستوى الالتحاق بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، تقل عن 20% في الدول العربية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فيما لا يزال 774 مليون شخص عبر العالم أي حوالي شخص من كل خمسة يفتقرون للمهارات الأساسية في مجال محو الأمية.

وأفاد استنادا إلى البيانات الخاصة بالجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إلى أنه ورغم انخفاض معدل الأمية بنسبة 61% مذ قيام السلطة الوطنية، إلا أن ذلك لا يلغي الحاجة للعمل على خفض هذه النسبة وجسر الهوة في معدلات التعليم بين الجنسين، موضحا أن ما أعلنه الجهاز المركزي للإحصاء من وجود نحو 124 ألف أمي في الأراضي الفلسطينية، يؤكد الحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لوضع حد لهذه الظاهرة.

وأشار الصباح إلى أن كون 9.1% من الإناث الفلسطينيات اللواتي أعمارهن 15 سنة فأكثر أميات، مقابل 2.9% للذكور، فيما 15.1% منهن يحملن الشهادة الابتدائية مقارنة بـ 17.4% للذكور و7.6% يحملن شهادة بكالوريوس فأعلى مقارنة ب 14.9% للذكور، يشير إلى ضرورة العمل على تقليص هذه الفجوة، معتبرا أن محو الأمية يمثل ضرورة، باعتباره سبيل التمكين للمجتمع، خاصة وأنه يرفع من مستوى الوعي والإدراك لدى الفرد ويؤثر في سلوكه، عدا أن ذلك يعزز مهارات الاتصال ويمكّن من الوصول إلى المعرفة وبناء الثقة بالنفس واحترام الذات، فضلا عن كونه وسيلة لرفع المستوى العلمي والاجتماعي حول المواضيع والأحداث والظواهر التي تدور حولهم ويعيشونها.

وقال: إن محو الأمية يمكن الجميع من امتلاك المهارات الأساسية اللازمة لإدارة الحياة اليومية بشكل أفضل، إضافة إلى أنه يمثل مجالا لفتح آفاق جديدة للتفكير ترتكز إلى المعرفة البسيطة، كنقطة بداية وانطلاق إلى عالم العلم والمعرفة، وبناء الذات والمجتمع وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.

وأوضح أن محو الأمية، يتطلب الوصول إلى الفئات التي حرمت من نعمة التعليم ممن يبلغون 15 سنة فأكثر من الذكور والإناث، وتشجيعها على الانخراط في برامج محو الأمية وتعليم الكبار، علاوة على تحديد موازنات لهذا الغرض، واعتماد استراتيجية وطنية للتعليم غير النظامي، تستند إلى تحديث البرامج المقدمة والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني.

وحث الصباح على النهوض ببرامج تعليم الشباب والكبار وتحسين نوعيتها، وإيجاد بيئة تعلم خصبة تشجع الجميع من كافة الفئات العمرية على تعزيز المهارات الجديدة التي اكتسبوها والانتفاع بها، إضافة إلى تعزيز نوعية التعليم عبر تطوير أساليب تدريس متمحورة حول المتعلم، وتدريب المعلمين على أساليب التدريس التشاركية المتمحورة حول المتعلم.

ولفت إلى ضرورة تفاعل المدرسة مع المجتمع المحلي، وتفعيل دور مجالس الطلبة وأولياء الأمور، وتشكيل أندية حوار بين طلبة المدارس، بهدف إكسابهم مهارات القيادة والاتصال، ومناقشة القضايا التي تتعلق بمدارسهم ومجتمعهم كل في منطقته، داعيا كافة المؤسسات الوطنية التربوية الثقافية والاجتماعية الرسمية وغير الرسمية، وخاصة الإعلامية منها، لتوجيه المزيد من الاهتمام للبرامج والخدمات المتعلقة بقطاع التعليم غير النظامي، وحفز الأميين للالتحاق بها وتحسين فرص تعلمهم.

واستطرد قائلا: ستدعو الحملة العالمية للتعليم جميع الحكومات هذا العام، إلى الاستثمار والالتزام بمحو الأمية للجميع، فالعالم يملك المال والمعرفة اللازمة، لضمان إتاحة فرصة التعليم للجميع، وبالتالي فلا بد من الضغط على الحكومات لوضع سياسات لمحو الأمية في قلب أنظمة التعليم والجهود الإنمائية.

وأردف: الكبار يقرؤون هو اسم الحملة والكتاب الخاص الذي ستنتجه الحملة العالمية للتعليم العام الخالي، والذي يتكون من قصص عن تغيير الحياة، من تأليف مشاهير وناشطين عالميين ومختصين يمجال التعليم، حيث سيقوم الملايين من الأطفال والكبار والمشاركين في الحملة، بقراءة قصة من الكتاب ويوقعوا على بيان ينادي بمحو الأمية للجميع.

وأشار الصباح إلى انطلاق الحملة في فلسطين، تم في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أي قبل أربعة أسابيع من الفعالية الرئيسية ضمن الأسبوع العالمي للتعليم، والتي ستقام في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية للمنتدى العالمي للتعليم الذي عقد في العاصمة السنغالية، دكار العام 2000، معتبرا أن إقامة عدد كبير من الفعاليات لمناسبة الحملة العالمية للتعليم، وانطلقت العام 1999، بمشاركة الكثير من المؤسسات والمدارس والنقابات والاتحادات والإعلاميين والكتاب، لهو دليل على أن التعليم هو من مسؤولية الجميع.

وقال: إن هدف الحملة العالمية للتعليم، أن يعي الناس أن من حقهم ومسؤوليتهم مطالبة حكوماتهم، بسن القوانين والسياسات والإجراءات الكفيلة بتحسن نوعية حياتهم، وإن الحملة عندما تطالب بالمساواة وعدم الاستثناء ومحو الأمية، انما بذلك تستهدف التذكير بمئات ملايين النساء اللواتي تعرضن ويتعرض للإقصاء والتهميش والإذلال والاستثناء في مجمل حياتهن.

وتابع: منذ العام 1999 أي منذ انطلاق الحملة، تم إنجاز الكثير في كثير من البلدان الآفريقية والآسيوية، فلقد تزايد بوضوح عدد الأطفال الملتحقين بالتعليم الابتدائي، وبات عدد الفتيات في المدارس يبلغ مستويات لم يسبق أن سجلت من قبل، ما اقترن بزيادة الإنفاق على التعليم وارتفاع حجم المساعدة المخصصة له، مضيفا انه منذ أن بدأت الحملة العالمية للتعليم بتنظيم الفعاليات بشكل سنوي، انخفض عدد الأطفال خارج المدارس من 100 مليون إلى 75 مليون طفل، وانخفض عدد الأميين من 871 مليون إلى 774 مليون أمي.

وتطرق الصباح إلى أن الشبكة ستواصل عبر نشاطاتها في فلسطين، وشتى الدول العربية، وخاصة العراق، واليمن، ومصر، والأردن، والمغرب، والسودان، ولبنان، العمل لتعزيز التربية على حقوق الإنسان، وتكريس مبدأ المواطنة عبر توفير المصادر المعلوماتية المتعلقة بهذا الصدد، وتبادل الخبرات والمعلومات والمناهج التعليمية. الفعالة ورفع قدرات أعضائها لتمكينهم من العمل بفاعلية في مجال التربية.