بجهود فلسطينية- إعادة السمع لعشرين طفلا فلسطينيا بنابلس
نشر بتاريخ: 17/04/2009 ( آخر تحديث: 17/04/2009 الساعة: 22:07 )
نابلس- معا- استطاع عدد من الاطباء الفلسطينين، باعادة نعمة السمع لعشرين طفلا فلسطينيا في مستشفى رفيديا بنابلس، في خطوة وصفت بالاكثر اهمية في عالم الصحة الفلسطيني .
أما عن التكلفة المادية للعملية الواحدة فكانت تستنزف خزينة وزارة الصحة بما قيمته (33) ألف دولار أمريكي للعملية الواحدة، واليوم وبعد إدخال هذه الخدمة الطبية المتقدمة والمتخصصة أصبحت تكلفتها على وزارة الصحة لا تتعدى (5) الاف دولار، هذا عدا عن مصاريف السفر للخارج للمريض والمرافقين.
هذا وكان د. علام الشنار اختصاصي الأنف والإذن والحنجرة قد ترأس الفريق الطبي، الذي قام بإجراء العمليات الجراحية لزراعة القواقع للأطفال المرضى.
من جانبه قام وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي بزيارة الى مستشفى رفيديا الجراحي ليبارك ويطلع بنفسه على الإنجاز الجديد لأطباء مستشفى رفيديا والذين سيقومون خلال العشرة أيام بزراعة قواقع لعشرين طفلا فلسطينيا يعانون من صمم كامل منذ الولادة، كذلك التقى الوفد الكوري الذي احضر معه ما مجموعه 20 قوقعة، وذلك كدفعة أولى، بحيث سجلت وزارة الصحة على دفاتر الانتظار لديها أكثر من (300) حاله طبية تحتاج عمليات لزراعة القوقعة.
وأعرب د. أبو مغلي عن إعجابه الكبير بالمستوى العالي من الجودة التي وصلت إليه الخدمات الصحية في فلسطين خاصة في مستشفى رفيديا شاكرا لمدير المستشفى د.خالد صالح ولكافة الطواقم الصحية في المستشفى على عطائهم المتواصل وانتمائهم لوطنهم ولمهنتهم.
وعن أهمية هذه العمليات قال د. أبو مغلي وزير الصحة أن إجراء هذه العمليات النوعية بأيدي أطباء فلسطينيين تحقق عدة أهداف مجتمعه: أولها تخفيف معاناة المرضى بالسفر خارج البلاد للحصول على نفس الخدمات، وثانيها تخفيف العبء المالي على السلطة الوطنية حيث أن كل عملية زراعة قوقعة تكلف في الخارج ثلاثة وثلاثين ألف دولار بينما كلفت العملية في مستشفى رفيديا خمسة الآف دولار، والهدف الثالث والاهم هو توطين الخدمات الطبية وبالتالي ضمان توفير الخدمات الطبية ذات الجودة العالية وضمان استدامة هذه الخدمات في مستشفياتنا وبالتالي تحرير نظامنا الصحي من التبعية لنظم صحية خارجية.
من جهته قال مدير عام الإدارة العامة للمستشفيات د. نعيم صبره انه ومع إدخال هذه الخدمة الى وزارة الصحة، أصبح جزء من الماضي تحويل المرضى الى الخارج من اجل زراعة القوقعة، حيث انه وبعد قدوم الفريق الأمريكي المختص والذي اخترع في الأصل فكره زراعة القوقعة وتدريب عدد من الأطباء الأخصائيين المحليين على إجراءها، أبدى الوفد الأمريكي إعجابه التام بما شاهد من مهارة، وأجاز للفريق الفلسطيني إجراء العمليات بشكل كامل، مضيفا انه وحتى هذه اللحظة أجرى الفريق الطبي الفلسطيني في مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس أكثر من 15 عملية جراحية حتى الآن كانت نتائجها ممتازة.
من جهته قال د. قاسم معاني مدير التعاون الدولي بوزارة الصحة، والمتابع مع الفريق الهندسي الكوري موضوع شراء القواقع وعملية ما بعد زراعتها حيث التدريب السمعي ، أن الوزارة هي ألان بصدد تعيين مشرف اجتماعي ونفسي من اجل متابعة الحالة النفسية والاجتماعية للأطفال قبل وما بعد إجراء العملية للأطفال، وذلك حتى تحقق النتائج المرجوة منها وهي استعادة الطفل لنعمة السمع، حيث لوحظ أن عدد من الأهل لا يهتم بحاجات الأطفال ولا سيما إرسالهم الى المراكز السمعية من اجل تدريب الأطفال بشكل دوري على مهارات النطق والسمع، كذلك تقوم وزارة الصحة بدراسة موضوع تغطية نفقات العلاج للحالات التي لا تستطيع متابعة الذهاب لهذه المراكز بشكل دوري.
بدوره أبدى المهندس الكوري جاي من الشركة المصنعه للقواقع رضاه التام عن نتائج العمليات التي أجريت، موضحا انه كان على اتصال دائم مع د. بطنيجي في أمريكا مخترع فكرة زراعة القوقعة والذي بارك لفلسطين ولاطباءها هذا الجهد الرائع والنتائج المتميزة التي تحققت على أيديهم .
هذا وقد شكر مدير المستشفى د. خالد صالح وزير الصحة على زيارته وعلى دعمه المتواصل للمستشفى، والذي ساعد المستشفى في تحقيق نقلة نوعية في الخدمات سواء الفندقية والطبية، منوها الى أن المستشفى أصبح رائد في إجراء عمليات جراحة المفاصل وكذلك في جراحة العيون.
وتمنى الدكتور خالد صالح على وزير الصحة العمل على توفير حوافز للعاملين الصحيين من أطباء وفنيين وممرضين وخاصة عند العمل خارج ساعات العمل الرسمي وبما يتناسب مع الجهد المميز الذي يقومون به.
من جهته وعد الدكتور فتحي بتلبية هذه المطالب قريبا، مؤكدا" على أن الحكومة برئاسة الدكتور سلام فياض وبتوجيهات الرئيس محمود عباس معنية بدعم القطاع الصحي وتطويره لتحقيق حاجات المرضى وتخفيض فاتورة العلاج خارج البلاد الذي أصبحت تشكل عبئا ثقيلا" على ميزانية وزارة الصحة، هذا وستتابع وزارة الصحة التدريب النطقي الذي يحتاجه الأطفال بعد زراعة القوقعة حتى يكونوا قادرين على الكلام وإعادة دمجهم بالمجتمع عن طريق التعاون الوثيق ما بين مستشفى رفيديا وعدد من المراكز النطقية ألمؤهله في مختلف المحافظات، وذلك لضمان الجهود اللازمة لإعطاء أفضل عناية للأطفال من اجل ضمان أفضل النتائج في استرجاع نعمة السمع بشكل كامل.