السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

النهر شبه الميت يستعد للتشييع اذا لم يجد أحدا ينقذه

نشر بتاريخ: 18/04/2009 ( آخر تحديث: 19/04/2009 الساعة: 12:42 )
أريحا - ابتسامة عريضة ونفس عميق للحاج أحمد عليان مختار اريحا وفي العقد الثامن من عمره، وهو يتحدث عن نهر الاردن حين كان النهر نهر ابان الاربعينات وحين كانت تتناثر ثمار البطيخ والشمام على أطرافه والحياة الزراعية كانت في اوجها على ضفتي النهر وحين كانوا يذهبون لجلب الحطب من أطراف النهر لاستخدامات عديدة، أما اليوم يقول الحاج عليان ( اسرائيل شفطت مياه النهر) .

إتحاد المزارعين:

رئيس اتحاد المزارعين الفلسطينين المهندس ابراهيم دعيق قدم لمحة عن تاريخ النهر بالقول ان النهر له تاريخ ومحطات ذات اهمية دينية وتاريخية وطابع سياسي واقتصادي يبلغ طوله 360 متر يصب في البحر الميت ، في العام 1921 اعلنت بريطانيا ان النهر حد بين امارة شرق نهر الاردن والانتداب على فلسطين ونحن نعتبره كفلسطينيين كذلك كما يقول دعيق ، ، وكان قصر لبيربس على النهر والنهر اكثر الانهار سرعة دارت فيه عدة معارك منها اليرموك والكرامة والعمليات الفدائية لتحرير الارض المحتلة .

وجاء الاحتلال و منع الاحتفال والمشاركة بالتعميد وحرمنا من الوصول الى النهر

يتابع دعيق كان النهر لقمة عيش لابناء الاغوار الذين كانو يعتمدوا على الزراعة ، اكثر من عشرة الاف دونم كانت تستغل قبل 67 وصادر الاحتلال كمية كبيرة منها واعتبروها منطقة عسكرية وزرعوها بالالغام ، كما تم تحويل اجزاء من الاراضي الى مستوطنات كما تم مصادرة 140 مضخة زراعية في عام 67 كانت تروي عشرة الاف دونم وصادرروا حقنا بالنهر وحولوا المياه للمستوطنات .

اليوم حتى لون النهر غير طبيعي من شدة التلوث بفعل مجاري المستوطنات يضيف دعيق وهذا يسبب تلوث بمياه البحر الميت وهذا بحاجة الى ضغط دولي لاعادة النهر الى وضعه الطبيعي وبالطبع التلوث يشكل مشكلة اساسية للمسيحين بالمغطس داخل النهر.

شاركنا بالعديد من اللقاءات يقول المهندس دعيق وتوقفت بسبب التعنت الاسرائيلي حيث لا زالت مستمر باحتلالها وتتصرف بناءا على ذلك وتضرب بعرض الحائط ما يتم الاتفاق عليه شارك في هذه اللقاءات الاردن فلسطين اسرائيل وكل ما طرح هو مشاريع وهمية كفناة البحرين مؤكدا على التعاون مع الاردن ولكن المسالة ليس بأيديهم لكن بيد الاحتلال تحتاج فالموضوع يحتاج الى نضال . ينهي المهندس دعيق بقوله لا بد من فرض واقع فلسطيني على النهر كما يفعل الاحتلال والصراع مستمر .

بلدية اريحا:

رئيس بلدية اريحا المحامي حسن صالح تحدث بحرقة عن موضوع نهر الاردن بقوله ان موضوع النهر اساسي وحيوي لارتباطه بالبحر الميت وهما مرتبطان مع بعضهما البعض ، الانهار لها قوانين تحكم حركتها من بدايتها الى الدول التي تمر بها بالنسبة لنهر الاردن ينبع من جبال تركيا ثم تسير باتجاه بلاد الشام وبالتالي جميع الاطراف على النهر لها حقوق في مياه النهر ، قبل 67 وابان وجود الاردن بالضفة الغربية كانت لا توجد مشكلة وكان النهر يقدم اخصب مناطق الشرق الاوسط للانتاج الزراعي ، بعد احتلال الضفة الغربية استاثرت اسرائيل بالحصة الفلسطينية بمياه نهر الاردن وادى هذا الاسئثار بتبعات بيئية وسلبية لا يمكن ان تستمر حيث اصبحت اليوم هذه المنطقة التي كانت الاخصب اصبحت صحراوية بسبب اعتبار اسرائيل ان هذا الجانب امني وليس زراعي .

اليوم لا يوجد نهر يقول المحامي صالح باستثناء بعض مياه الامطار ومياه المجاري تملؤه، وتوقف المحامي صالح مخاطبا العالم المسيحي بكيف يقبل ان تكون مياه المجاري بنهر مقدس في اطهر مكان لدى الطوائف المسجيين مكان عماد السيد المسيح ، نتوجه الى المفاوض الفلسطيني كي يطرح هذا الموضوع وحق فلسطين بمياه النهر والبحر الميت وعلى الاسرائيليين ان يدركوا هذا الحق والقضية التانية هي التعويض المالي والمادي عن الاستخدام السابق. من جانبنا كبلدية طرحنا موضوع نهر الاردن منذ اربع سنوات بكل المؤتمرات الدولية ونجد استغراب بكثير من الدول التي لم تسمع بالمشكلة بالاصل وفي أحد المرات تحدثنا في مؤتمر بحضور اسرائيلي وسنبقى نطرحها بكل المحافل الدولية.

جمعية الحياة البرية:

عماد الاطرش رئيس جمعية الحياة البرية والتي تقع الى الجنوب الشرقي من مدينة اريحا وتستطيع ان ترى العمق الجغرافي الذي يمتد فيه نهر الاردن تحدث الاطرش عن النهر بالقول كان مصدرا كبير للزراعة في منطقته وخاصة أن منطقته هذه تعتبر من المناطق الزراعية المميزة منذ الأزل وحتى هذه اللحظة..فالجانب الأردني من النهر يستفيد ولو نوعا ما من هذه المياه ولكن الجانب الفلسطيني لا يستفيد على الإطلاق منها بالرغم من وجود مناطق حيوية للزراعة على طول النهر ابتداء من منطقة بردلة وكردله وعين البيضا ومرورا بالجفتلك وفصايل وحتى العوجا التحتا ومدينة أريحا.

يتابع الاطرش كانت منطقة النهر مأوى عظيم لكائنات حية متعددة والتي كانت تشمل بعض الكائنات الحية البرية سواء نباتات أو طيور أو حيوانات أو بعض الأسماك المنتمية لمنطقة النهر فقط في العالم..كانت هناك كائنات حية برية ضخمة ومنقرضة حاليا حيث كان أخرها الأسد حيث تم تسجيل أخر أسد في هذه المنطقة كان يعيش فيها بشكله البري حسب تسجيلات دير القديس جراسموس"دير حجلة"1630..حيث تم توثيقها في تاريخ الدير والمنطقة أن أسدا جريحا قام القديس جراسموس بتطبيبه أصبح صديقا للقديس حيث كان يقود الجمال التي كانت تحمل المياه من النهر إلى الدير ذهابا وإيابا..بالإضافة إلى منطقة جنوب بحيرة طبريا التي كانت الزرافة ووحيد القرن في العصور ما قبل السيد المسيح كانت تعيش فيها..وأما حاليا فقد تجد الخنازير وبكثرة تعيش فيها وأما عن النباتات البرية فهناك نباتات مائية تعيش في منطقته وبعض الأسماك أيضا.

عماد السيد المسيح:

من جهته تحدث الاب فراس حجازين خوري رعية اللاتين في اريحا ومدير مدرسة التيرسنطة ورئيس الدير الواقع على نهر الاردن ، نهر الاردن معروف بالكتب المقدسة وجغرافيا موجود على كل الخرائط وارض الواقع ، وكان غنيا بمياهه واليوم يعاني من قلة المياه ومياهه تتقاسم اقيلميا بين الاردن واسرائيل ولا يصل المجرى الا القليل من مياه الامطار والانابيع الموجودة بجانب النهر ، وفي الكتاب المقدس النهر له علاقة بعماد السيد المسيح اضافة الى قدسية النهر للديانة المسيحية.

يتابع الاب حجازين ان اخر خميس من شهر تشرين اول من كل عام و بحسب حراسة الارض المقدسة هو يوم حج ثابت وبالنسبة للكنائس الشرقية في اوائل شهر كانون ثاني و لكل كنسية لها يوم معين ، والدخول لا يتم الا بتنسيق مع الاسرائيليين.

وككنيسة كاثولوكية يبسبق التحصير لهذا اليوم بترتيب المكان وتنظيفه وذلك بالتنسيق مع الجانب الاسرائيلي، ونستعد روحيا من خلال التعميم على الرعايا ومكاتب الحجاج للمشاركة ، لكن العدد يقل سنة عن سنة حيث يوجد هناك مكان للصلاة وبعض المزارت الصغيرة كانت قبل 67 .

وحول تطوير واقع نهر الاردن قال الافكار دائما موجودة ، لكن كونها منطقة حدودية يمنع اي تصور يسمح استغلال المكان ، هناك محاولة لكن كونها حدودية يحد من الافكار والتصورات . من خلال مشاهداته للنهر بالحج الاخير قال الاب حجازين بأن مياه النهر ترابية وطينية، وهذه المنطقة يجب ان تتوفر فيها كل الخدمات للحجاج وتليق بالصلاة على مدار السنة، . وابدى الاب حجازين تخوفه من ضم منطقة النهر لتصبح ضمن الحدائق الوطنية في اسرائيل
واكد على دور الاعلام في جذب مزيد من الحجاج وادراج تاريخ ثابت لزيارة النهر، وما ينقص هو حملة للدفاع عن نهر الاردن وقدسيته ونهر الاردن اليوم شبه ميت، كما دعا الى اجراء فحوصات للمياه لاثبات تلوثها او عدمه .

سلطة المياه:

يوسف عوايص مدير عام التنسيق والعلاقات الدولية والاعلام في سلطة المياه قال بأن هناك اختلاف في احتساب النهر بمعنى ان سلطة المياه تتعامل مع النهر كحوض من مجموع المصبات التي تصب فيه بما فيها مصبات خارج حدود الدولة مثل بانياس ودان والحاصباني ونهر اليرموك وامتداده داخل سوريا هكذا نرى الحوض باطواله المختلفة ، نهر الاردن تشترك فيه خمس دول ضمن معاهدة المياه العابرة للحدود بالاضافة لمبادئ هلسنكي منها الادارة التكاملية باعتباره مشترك بين خمس دول ويفترض ان يحكم وفق القانون الدولي وتنطبق عليه القوانين الخاصة بالمياه العابرة للحدود ولا يحق لاي طرف القيام باجراءات او تدابير، والمفهوم الثاني الاستخدام المنصف والعادل لمياه الحوض وفق معايير القانون الدولي وبما لا تؤتي بالضرر على الدول المشاطئة ولا يحق لدولة ان تقوم بالاستفادة من المياه وفق اجندتها الخاصة دون الاخذ بعين الاعتبار الدول المشاركة بالنهر ، المفهوم الثالث هو حماية الحوض من التلوث والاستنزاف وهي مسؤولية جماعية ويتحمل المسبب بالتلوث كافة التبعات المالية والقانونية وفق القاعدة الدولية التي تقول الملوث يدفع وتتحمل تكاليف ازالة التلوث وتعويض الدول المتضررة بمقدار الضرر الناتج سواء بشكل مباشر او غير مباشرة لكن هذا غير مطبق على ارض الواقع .

ويتابع عوايص الحديث عن النهر ويقول بأن كمية المياه التي كانت تصل الى نهر الاردن ما قبل عام 64 باعتباره المصب النهائي للنهر 1227 مليون متر مكعب من المياه والان ما يصل البحر وفق الدراسات الحديثة لسلطة المياه 115 مليون متر مكعب من المياه وكلها مياه ملوثة وعند سؤالنا اذا ما اثبتت بالفحوصات اجاب نعم وهي بالطبع لا تحتاج لفحوصات لاثبات التلوث فمجرد المرور على النهر ستكتشف انه ليس نهر وما يصل النهر هو ناتج للانشطة التي تحدث على حوالي النهر الشرقي والغربي منه ، من الجانب الشرقي هي انشطة زراعية وبعض المصانع، اضافة لمجموعة المستوطنات المنشأة على الجانب الغربي للنهر والمشات الصناعية وناتج المستوطنات والمنشات يلقى بالنهر من اسمدة وكيماويات او بلاستيك او منشات صناعية وما تنتجه من ملوثات .

من اسباب التناقص ايضا هي الانشطة التي حصلت قبل 64 وتحويل الجزء الاكبر من المياه عبر ناقل قطري اسرائيلي الى النقب ضمن الشعار الاسرائيلي لجعل الصحراء يانعة وهذه سياسة اسرائيل على قاعدة الرؤية الاستراتيجية الصهيونية لاسكان مستوطنين جدد في منطقة النقب ومن اجل احياء هذا المشروع كان يتطلب نقل هذه الكميات من المياه من منباعها .

وبحسب التقديرات الاسرائيلية ينقل سنويا 380 مليون متر مكعب بواسطة الناقل القطري الى صحراء النقب وبحسب معطيات سلطة المياه فانه يتم نقل 450 مليون متر مكعب والنشاط الثاني انشاء السدود على المنابع الرئيسة منها نهر اليرموك المغذي الاساسي لنهر الاردن وانشاء بعض السدود على الاودية التي تحجز مياه الامطار عن نهر الاردن وغالبا ما تحدث على الجانب الشرقي مثل واد شعيب والنبي موسى وواد الزرقا ولم تكن ه1ه الانشطة ضمن توافق جميع الاطراف حيث يجب ان تكون المياه فيه وتوزيعها عادل وبادارة تكاملية من جميع الاطراف وحماية النهر مسؤولية جماعية لكن للاسف يعمل كل طرف وفق اجنتدته ، وحوض نهر الاردن مثار جدل تاريخي وتوزيع المياه مثار جدل والدول اتلعربية ساهمت بوضع رؤية لها بحيث لا يوجد نزاع للدول عليه واهم هذه الخطط ما يعرف بخطة جونستون احد المبعوثين الامريكيين للمنطقة ، ابان الخميسنات خرج برؤية لتزويع المياه بين كل الدول المعنية بما فيها فلسطين وكان حصتها بحسب الخطة 240 مليون متر مكعب وكانت فكرة انشاء قناة الغور الغربية بحيث يقوم الجانب الفلسطيني باستخدام المياه عبر هذه القناة ، والاردن يستخدم قناة الملك طلال حسب ما هو اتفق عليه والجانب الفلسطيني استثني من هذه الاستفادة ولم تنشأ قناة الغور الغربية . ، لم تحظى خطة جونستون بموافقة عربية وذلك لان القبول فيها هو اعتراف ضمني باسرائيل وهذا سمح لاسرائيل باتخاذ اجراءات من جانب واحد وهذا مخالف للقانون الدولي بسبب عدم موافقة الاطراف الاخرى ، وردا على اجراءات اسرائيل قالت الدول العربية انها ستسد منابع النهر وعلى راسها نهر اليرموك ودعم الرئيس المصري جمال عبد الناصر انذلك هذا التوجه وانشاء سد الوحدة ومن ثم تعرض للقصف من الطائرات الاسلارائيلية عام 64 .

بعد عام 67 والاحتلال الاسرائيلي، لم يعد الوصول للنهر بالنسبة للفلسطيني مسموح ولهذه اللحظة الفلسطينيون محرومون من الوصول الى النهر ، موضوع نهر الاردن طرح ضمن المفاوضات منذ اللحظة الاولى ولا زال الجانب الفلسيني يصر على اعادة حق الفلسطينين في النهر بما فيها حق الفلسطينن بالتعويض عن المياه التي تم استخدامها من قبل اسرائيل ، لكن اجل هذا الملف الى مفاضات الوضع النهائي ، وهناك رؤيتان الرؤية الاسرائيلية تقول ليس لدينا ما نبحثه في موضع المياه وهناك اصرار فلسطيني على حقهم بمياه نهر الاردن بحسب المواثيق الدولية ، الاردن بدأت بتنفيذ بعض المشاريع وفق المواثيق التي تم التواتفق عليها قبل اتفاق وادي عربة بما ان هناك موافقة ضمنية على خطة جونستون لنا الحق باستخدام المياه ضمن الخطة المتوفق عليها ضمنيا ونحمل الجانب الاسرائيلي حقنا بالتعوةيض ، اسرائيل تطرح حلول تقنية لحماية النهر والبحر كفكرة ربط البحر الاحمر بالميت والبحث عن مصادر اضافية للمياه ومشروع طرح مؤخرا ربط البحر المتوسط مع نهر الاردن من جانبه العلوي ، هناك اصرار اسرائيلي على عدم البحث وهناك اصرار فلسطيني على البحث .

ويؤكد عوايص من حق الفلسطيني الوصول للنهر والاستفادة منه، ومياه النهر لم تعد صالحة للزراعة وهي ملوثة بالمعادن الثقيلة ، مبدأ في القانون الدولي يقول لا يحق لاي طرف نقل المياه من حوض الى حوض اخر دون اكتفاء اطراف الحوض من المياه ودون موافقة الجميع . ينهي حديثه عوايص بالقول الدراسات لا تحل مشكلة لكن تبقى من باب اثبات الحق ولاثبات اننا دولة حدودها نهر الاردن ونهر الاردن حدنا السيادي وهذا يؤسس للمستقبل والمطالبة باعادة المياه من النقب ومن ثم توزيع المياه بحسب المواثيق الدولية وقد تكون اكثر جدوى من نقل المياه للنقب .

وتشارك السلطة بدراسة اعادة احياء نهر الاردن لمعرفة ما هو اكثر جدوى هل هو نقل المياه للنقب ام اعادتها ونصر على عدم استناء سورية ولبنان ونحن نمثلهم بالجلسات والدفاع عن حقهم .