الاعلاميات:مرحلة المطالبة بالحقوق انتهت والان حان وقت اثبات الجدارة
نشر بتاريخ: 20/04/2009 ( آخر تحديث: 20/04/2009 الساعة: 17:45 )
على هامش ملتقى الاعلاميات العربيات الرياضيات في دوحة قطر من 10-13 نيسان
الاعلاميات:مرحلة المطالبة بالحقوق انتهت والان حان وقت اثبات "الجدارة" في الميدان
بن قنة: الاعلام الرياضي ليس مقتصرا على الرجال والمرأة قادرة على تحقيق الافضل في هذا المعترك الصعب
عبد القادر: فلسطين على قائمة الدول المضيفة للملتقيات الاعلامية الرياضبة في المستقبل
رام الله - الدوحة - معا – كتبت عبير البرغوثي- "مرحلة المطالبة بالحقوق انتهت والآن وقت اثبات الجدارة في الميدان" بهذه الروح الرياضية القوية عبرت الاعلاميات العربيات الرياضيات في الملتقى الاعلامي الخامس الذي جمعهن في دوحة قطر على مدار ثلاثة ايام من 10-13 نيسان، حيث كان الملتقى عبارة عن قمة عربية رياضية مصغرة روادها من 30 اعلامية رياضية من اربع عشرة دولة عربية حققن فيها الكثير من الأهداف من تبادل الخبرات والمعلومات والتجارب وقصص النجاح في الميدان.
وأكدت الاعلاميات ان هذا الملتقى الى جانب الملتقيات السابقة نجح في الارتقاء بالمستوى المهني للاعلامية الرياضية وعزز علاقات العمل والتعاون والتشبيك على اساس التكامل بين مختلف الاعلاميات العربيات في المجال الرياضي. مشيرات الى انه عمل أيضا على تعزيز التمييز الايجابي المبني على مصلحة العمل المشترك بين الاعلاميين والاعلاميات في الميدان بعيدا عن التنافس السلبي الذي لا يقود الا الى تهميش الاعلامية الرياضية واقصائها وتذرير جهودها واهدافها.
من جانبه أكد رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية محمد جميل عبد القادر ان هذا الملتقى يعد من افضل وانجح الملتقيات التي انعقدت حتى الآن وذلك لتحقيقه كافة الأهداف والطموحات المرجوة من خلال انعقاده سواء من حيث التخطيط والتنظيم وحسن سير العمل من جهة ومن حيث ضمه لافضل الاعلاميات العربيات الرياضيات والاكثر تميزا في هذا المجال من جهة أخرى.
"الحياة الرياضية" كانت وسط معترك هذا الملتقى حاضرة بقوة ومتميزة في نقل الصورة الايجابية عن المرأة الفلسطينية سواء كاعلامية رياضية او كرياضية موجودة في الميدان. ومن هذا المنطلق قامت "الحياة الرياضية" ولتسليط الضوء على واقع الاعلامية الرياضية العربية وعلى مسيرتها التي تتخللها التحديات والصعوبات اذا ما ارادت ان تكون متمرسة ومحترفة في هذا المجال كانت لنا هذه اللقاءات المتباينة في الاجابات والمغلفة بروح التحدي والقوة في بعض الاماكن والتي نقلت لنا تجارب مختلفة من بلدان عربية مختلفة.
الميدان الرياضي التحدي الاكبر أمام الاعلامية العربية
الاعلامية ميادة مخيبر من جريدة "تشرين" سوريا أكدت ان المرأة الاعلامية قادرة على الدخول في اي ميدان اعلامي ولكن في المجال الرياضي هناك عقبات تجاوزها يحتاج لتضحيات كثيرة خاصة في العالم العربي وفي مقدمتها دائما المجتمع المحافظ والعادات والتقاليد، وترى مخيبر ان المرأة الاعلامية حتى تتطور في مجال عملها وتصبح قادرة على المجازفة والتحدي فهي بحاجة الى الاستقرار الذي اساسه الاستقرار الاسري حتى تنجح في عملها خاصة في مجال العالم الرياضي وما يحتاجه من عمل مكثف ومتابعات. مضيفة أن الاعلامية الرياضية مطالبة ان تعمل دائما على تطوير نفسها في هذا الميدان حتى تكون قادرة على مواكبة التغيرات الرياضية السريعة في العالم، مؤكدة في الوقت نفسه أن الجهات الاعلامية او الرياضية المسؤولة على حد سواء مطالبة بتوفير الحوافز المادية والمعنوية للاعلامية الرياضية وخاصة في مجال تنظيم دورات مختصة في الاعلام الرياضي بشكل عام والاعلام الرياضي النسوي بشكل خاص، الى جانب توسيع مشاركة المرأة الاعلامية الرياضية خارجيا سواء المشاركة الخاصة في الملتقيات الاعلامية الرياضية ام للقيام بتغطية الاحداث الرياضية المهمة في الخارج.
من جانب اخر اكدت مخيبر وفيما يخص وضع الاعلامية الرياضية السورية لم يكن هناك خلال العشر سنوات الماضية سوى اعلامية او اثنتين يقمن بتغطية الاحداث الرياضية اذ انه كان اعلاما مقتصرا فقط على الرجال، ولكن في الفترة الحالية اصبحنا نشهد تطورا ملحوظا في عدد الاعلاميات الرياضيات كما اصبح لدينا رئيسة تحرير لصحيفة رياضية اسمها " الرياضية" وهناك صحفيات رياضيات متواجدات في الاعلام الرياضي سواء المرئي او المسموع او المكتوب من مذيعات ومعدات برامج رياضية، وذلك تماشيا مع تطور الرياضة النسوية السورية اذ ان هناك اقبالا نسائيا كبيرا على الالعاب الرياضية يقابله انجازات رياضية نسوية كبيرة في مختلف الالعاب الرياضية واضافة الى اللاعبات هناك اداريات رياضية، فاتحاد لعبة الريشة ترأسه امرأة كما ان هناك عضوات تنفيذيات في القيادة الرياضية على مستوى سوريا مثل تواجدهن كعضوات داخل اللجنة الاولمبية وهنا تؤكد مخيبر ان الاعلام الرياضي النسوي السوري حريص على التواجد في اي محفل رياضي نسوي سواء داخل سوريا ام خارجها.
في نفس السياق قالت الصحفية سوزان ناصر عبد الباقي- صحيفة "السياسة" الكويتية- ان الرياضة النسوية في الكويت بدأت تنهض وتواكب التطور الذي تشهده الرياضة النسوية في مختلف الدول العربية وذلك بفضل رئيسة لجنة المرأة في اللجنة الاولمبية الشيخة نعيمة الاحمد والتي تحاول جاهدة النهوض بالرياضة النسوية في الكويت في ظل الاقبال الكبير من قبل المرأة الكويتية على الاندماج في الرياضة النسوية، حيث تم تشكيل فريق كرة سلة، كما حصلنا على موافقة اتحاد كرة القدم الكويتي بتشكيل فريق كرة قدم نسوي (صالات)، كما ان الكويت استضافت العام الماضي الدورة الخليجية لدول مجلس التعاون للرياضة النسوية حيث ضمت العاب القوى، وكرة السلة وكرة الطاولة.
ولكن اقول -والكلام لعبد الباقي- ان هذا الطريق لم يكن معبدا بالورود وهناك عثرات اهمها عدم وجود مبنى متكامل يضم الرياضة النسوية بمختلف آلعابها، الى جانب العثرة التي دائما ما تصطدم بها المرأة العربية في اي مجال تسعى فيه لتحقيق اهدافها وخاصة اذا ما كانت ترنو لتطوير نفسها في المجال الاعلامي وهذه العثرة هي العادات والتقاليد والمجتمع المحافظ الذي يرفض ويستغرب وجود المرأة في هذا المضمار.
على صعيد متواصل اكدت عبد الباقي انه في مقابل محاولات المرأة الكويتية للتواجد بقوة كلاعبة وكادارية في الميدان الرياضي الا ان ذلك لا يقابله تطورا في الاعلام الرياضي النسوي اذ انه ما زال ضعيفا حيث اننا نواجه مشكلة عدم وجود صحفيات رياضيات مختصات في مجال الاعلام الرياضي النسوي وهذا يقابله عدم وجود تغطية اعلامية حقيقية للرياضة النسوية، ولكن هنا اؤكد اننا ما زلنا نشهد نهوضا رياضيا نسويا عمره سنة فقط، وبالتأكيد سيواكبه نهوض اعلامي نسوي، ودائما ما اقول ان الاعلام الرياضي النسوي من الميادين الاعلامية التي يصعب على المرأة الاعلامية الالتزام بها ولكن في النهاية هو من المتطلبات المهمة جدا حتى لا تبقى الرياضة النسوية وانجازاتها التي تحققها مهمشة ومغيبة وبعيدة عن القارئ والمشاهد والمستمع.
المجتمع مطالب بتغيير نظرته والاعلامية الرياضية ليست "مسترجلة"
من الامارات التقينا الصحفية مبروكة الغانمي -جريدة "الرؤيا الاقتصادية" الاماراتية - والتي بدأت حديثها قائلة: عندما بدأت ممارستي للاعلام الرياضي النسوي كان هناك استغراب كبير لا يمكن وصفه وشعرت بأنني ارتكب "جريمة" لا عملا نبيلا هدفه ابراز انجازات ونجاحات المرأة الرياضية في الميدان، واصبح هناك من يطلق على الاعلامية الرياضية بأنها "مسترجلة" وهذا دليل على قلة تواجد الاعلاميات الرياضيات في الميدان حيث انني الفتاة الوحيدة التي تقوم بتغطية الاحداث الرياضية وخلال تجربتي في هذا المجال شعرت بـ "غيرة" الرجل الواضحة، حيث اثبتت الاعلامية الرياضية أن لديها مرونة اكثر من الرجل، ومن هذا المبدأ أدعو الرجل الى تغيير نظرته لأن الاعلامية الرياضية لديها طموحات واهداف لن تقف اصعب العقبات في طريق تحقيقها كما ادعوه الى المنافسة التي تعتمد على المهنية والمسؤولية اكثر من الامور الشخصية، كما نسعى الى عدم جعل الميدان الرياضي الاماراتي طاردا للمرأة الاعلامية بل على العكس، واليوم تحظى تغطية الاخبار الرياضية النسوية بنسب عالية جدا وهذا مواكبة مع انجازات الرياضيات في الميدان اذ ان الرياضة الاماراتية اصبحت تحتضن الكثير من الرياضيات المحترفات والناجحات فالامارات تشهد تطورا في كافة الميادين ومن وجهة نظري فإن تطور الاعلام الرياضي والرياضة النسوية على حد سواء هو عنصر مكمل لهذا التطوير ولذلك اطالب المجتمع بتغيير نظرته لأنها لن تردعنا عن تحقيق اهدافنا ووصولنا للنجاح سواء كاعلاميات او رياضيات.
الايمان بالرياضة أقرب طريق للنجاح اعلاميا في هذا المضمار
استكمالا للقاءاتنا أكدت سهام البوش- مذيعة ومقدمة اخبار وبرامج رياضية في قناة "الرياضية" المغرب، ان الاعلام الرياضي النسوي في المغرب يعاني مشكلة انعدام الثقة بين المسؤولين الاعلاميين وبين الصحفيات الرياضيات، ودائما ما نواجه معضلة التقليل من الجهود التي تبذلها الصحفية الرياضية رغم انها استطاعت ان تحقق انجازات نوعية في مجال الاعلام الرياضي حتى انها اصبحت تتقدم على الرجل في هذا المضمار وهذه التحديات هي التي تجعل الاعلاميات الرياضيات المغربيات في تزايد مع اختلاف المنتوج الذي تقدمه كل صحفية. ولكن اود ان اؤكد ايضا الى انه الى جانب اي عقبات تواجهها الاعلامية الرياضية فهي مطالبة ايضا بأن تكون مؤمنة ومقتنعة بما تقوم به والا فإنها لن تعطي في هذا المجال ولن تحقق النتائج المرجوة.
وتضيف البوش ان الاعلام الرياضي النسوي اصبح اليوم مهما اكثر من اي وقت مضى وذلك لمواكبة النهضة الرياضية النسوية التي تشهدها المغرب اليوم حيث ان المرأة الرياضية المغربية اصبحت قادرة على المنافسة في المجال النخبوي وهي متواجدة في كافة الالعاب الرياضية حتى في العاب القوى التي تعد أم الالعاب في المغرب، كما تمت المراهنة على المرأة المغربية الرياضية في الكثير من الملتقيات الدولية.
في سياق متصل أوضحت ليلى ساجي - مديرة الاتصال والعلاقات العامة في وزارة الشباب والرياضة - الجزائر- قالت ان الاعلام الرياضي النسوي في الجزائر يشهد تطورا مستمرا وخير دليل على ذلك تواجد المرأة الاعلامية الرياضية بنسب عالية حتى اصبح الفارق بينها وبين الرجل في هذا المجال فرقا ماديا لا اكثر، وهذا يعد العائق الرئيس فقط، اذ ان المجتمع الجزائري ليس لديه اي قيد تجاه ممارسة المرأة للرياضة سواء كلاعبة او كادارية او كاعلامية، ولكن كما قلت سابقا التحدي الاكبر هو ان الرجل يحظى بامتيازات مادية من قبل الحكومة والمؤسسات والاندية والاتحادات الرياضية اكثر من المرأة.
ولكننا اليوم بدأنا نشهد بعضا من المساندة حيث انه من بين البرامج الحكومية الرياضية المطروحة هو تطوير المنشآت الرياضية التي تجمع بين اللاعبين واللاعبات، واليوم المرأة الجزائرية موجودة بصفة قوية داخل الاطر الرياضية ويمكن القول انها تحظى بنسبة 50% كما انها تحظى بالتغطية الاعلامية وليست مهمشة ففي الصحافة المكتوبة تأخذ حقها في المساحات وتأخذ وقتها في البث المرئي والمسموع ايضا، ولكن في الاعلام الرياضي نواجه مشكلة التركيز على اخبار كرة القدم اكثر من غيرها من الالعاب الرياضية وحتى الصحفيات الرياضيات يكتبن اكثر في هذا المجال، وهذا امر يجب ان يتغير حيث ان هناك الكثير من الالعاب الرياضية التي تحقق النجاحات داخليا وخارجيا.
وحول الملتقى وما تصبو الاعلامية الجزائرية ان تحققه من خلاله اكدت ساجي ان الملتقى خلق نوعا من التواجد الحميمي وفرصة لطرح كل اشكاليات الصحفيات الرياضيات كشريكات في هم واحد وتحد واحد، كما انه أفسح المجال لطرح حلول لهذه الاشكاليات اضافة الى كونه فرصة للاحتكاك وتبادل المعلومات والخبرات، واكبر دليل اتاحة الفرصة لكل دولة لاستضافة هذا الملتقى ما يعطي فرصة لكل الاعلاميات الرياضيات للمشاركة في هذا المحفل الدولي، ونرجو في المستقبل ان يتعدى هذا الملتقى الدول العربية الى الدول الغربية والاوروبية وان يكون هناك لقاءات مع شخصيات عالمية سواء اعلامية او رياضية لتبادل الخبرت في هذا المجال.
مرحلة المطالبة يالحقوق انتهت والان حان وقت اثبات الجدارة
ومن دوحة قطر أكدت الصحفية بينة سعد المري - جريدة "الراية" القطرية- ان نسبة الاعلاميات في المؤسسات الاعلامية المختلفة اصبحت اليوم 60% وبالنسبة للاعلام الرياضي النسوي ما زال يخطو خطواته الاولى ومرد ذلك الى حداثة الرياضة النسوية في قطر، وقالت المري ان هناك تشجيعا كبيرا من قبل المؤسسات الاعلامية لانخراط الصحفيات في المجال الاعلامي الرياضي وبخاصة في الصحافة المكتوبة، ولكن كما يقال دائما والكلام لـ المري فإن التحديات واردة في كل مجال والمجتمع المحافظ والعادات والتقاليد هي من اصعبها في مواجهة الاعلامية الرياضية، ومع ذلك فالرؤيا القطرية واضحة تجاه تطوير الاعلام الرياضي النسوي، لا سيما وان قطر بدأت تشهد تطورا رياضيا نسويا والذي بدأ يلقى الدعم والمساندة من قبل الحكومة الرشيدة وعلى رأسها رئيس اللجنة الاولمبية القطرية الشيخ تميم بن حمد ال ثاني حيث تم تأسيس لجنة رياضة المرأة القطرية والتي تساهم في انشاء الفرق الوطنية الرياضية النسوية، مؤكدة انه حتى الان لم يتم انشاء منتخب وطني نسوي لكرة القدم ولكن هناك اقبال كما قلنا سابقا من قبل الاتحادات والمؤسسات الرياضية المختلفة لوضع خطط وبرامج للنهوض بالرياضة النسوية بكافة انواعها.
ومن الاردن أشارت الصحفية هبة الصباغ - صحيفة "الرأي" الاردنية وعضو مجلس اتحاد الاعلام الرياضي- الى أن شرارة النهوض بالاعلام الرياضي النسوي يجب ان تنطلق من عند الاعلامية نفسها لأننا انتهينا من موضوع المطالبات وانتهينا من مرحلة المناداة بحقوقنا كاعلاميات، والاعلاميات اليوم متواجدات بقوة على الساحة الاعلامية العربية ولكن حتى نحقق الانجازات ونصل الى النجاح فيجب علينا ان نثبت انفسنا ومهنيتنا كاعلاميات محترفات والان نحن في عصر التكنولوجيا والانترنت الذي حول العالم لقرية صغيرة وكل وسائل الاتصال والتواصل متوافرة ولكن "الابداع" هو العلاقة الفارقة، وهنا يأتي دور الصحفية لتكون مسؤولة ومتمكنة ومؤهلة لتكون قادرة على اخذ الريادة عند دخولها هذا الميدان وليس فقط في المجال الرياضي ولكن الثقة هي العنصر الاساسي المطلوب من الصحفية حتى تزيل جميع العقبات عن طريقها وفي الاردن حتى الان لم تحظ المؤسسات الاعلامية بنسبة كافية من الاعلاميات الرياضيات اذ اننا ما زلنا نعاني من خوف الصحفية من الدخول الى هذا المعترك الصعب.
منتدى دافوس رياضي اعلامي
وفي لقاء اعتبرته شخصيا من اهم لقاءاتي في هذا الملتقى والذي كان لي شرف الالتقاء بها وهي التي تعد نموذجا اعلاميا متميزا ومثالا خلاقا لكل اعلامية في بداية طريقها ولكل اعلامية تصبو للوصول الى قمة النجاح متحدية رياح التعصب مصممة على تحقيق الاهداف التي توازي الانجازات، غير مكترثة بالماديات وهي بمبادئها وقيمها واخلاقيات المهنة التي لا تحيد عنها وميثاق الشرف الاعلامي الذي تأخذه مرجعية لها، انها الصحفية والاعلامية التلفزيونية خديجة بن قنة التي شبهت ملقتى الاعلاميات الرياضيات بأنه منتدى دافوس الاقتصادي الذي يختص بالاقتصاديين هكذا نعيش اجواء دافوس رياضي للاعلاميين الرياضيين.
واكدت بنت قنة ان هذا الملتقى جسد لقاء مصالحة بينها وبين الرياضة بما يحمله من تبادل للمعلومات والخبرات وقصص النجاح بين الاعلاميات من جهة وبين المحاضرين والاعلاميات من جهة اخرى. مؤكدة ان الاعلامية الرياضية يجب ان تكون كما هي قائلة في رسالة وجهتها للاعلامية الرياضية: "كوني كما انت دون اي تغيير صريحة واقعية متحدية ومصممة وواثقة بنفسك، والا دون ذلك فلن تحققي التغيير المرجو في هذا المعترك الصعب" وكما يجب ان تكون قادرة على اثبات ان هذا الميدان ليس مقتصرا على الرجال وانما هناك من هو قادر على تحقيق الافضل ايضا على الساحة الرياضية، ولا ادل على ذلك ملتقى الاعلاميات الرياضيات الذي اعطى الفرصة لهن للارتقاء بأنفسهن مهنيا وتحقيق التميز الايجابي القائم على مصلحة العمل المشترك بين الاعلاميين والاعلاميات على حد سواء بعيدا عن التنافس السلبي في ميدان العمل والذي لا يؤدي الا الى الاقصاء والتهميش في الميدان.
من تونس شرحت شيماء الزنايدي- وكالة الانباء التونسية- وضع الاعلام الرياضي النسوي قي تونس
قائلة ان الاعلام الرياضي يدرس كاختصاص مستقل في معهد الصحافة وعلوم الاخبار في الجامعات التونسية والمثير ان نسبة الطالبات في هذا المجال اكثر من الطلبة والدليل على ذلك ان الصحفيات الرياضيات موجودات بقوة وكثرة في كل المؤسسات الاعلامية سواء المسموعة اوالمرئية او المكتوبة، وان الاعلامية التي تملك المؤهلات والكفاءة اللازمة للعمل في الميدان الرياضي تكون ابواب المؤسسات الاعلامية في تونس مفتوحة لها.
وتؤكد الزنايدي ان الصحافة النسوية موجودة في تونس منذ عام 1994 واذا كان هناك تأخر في عملية تطورها فإنها راجعة للعقبة الوحيدة التي يواجهها كل مجتمع عربي وهي العقلية العربية والعادات والتقاليد، ولكن اذا ما ارادت المرأة ان تخوض هذا المعترك فإنها يجب ان تكون مقتنعة من داخلها مؤمنة بأداء رسالة خلاقة في هذا المضمار الاعلامي الصعب، وعليها ان تدفع ثمن ذلك الكثير من التضحيات الشخصية في حياتها الخاصة.
فلسطين على أجندة الدول المضيفة
"النية موجودة لوضع فلسطين على اجندة استضافة أحد الملتقيات الاعلامية الرياضية التي سيعقدها الاتحاد في المستقبل"، بهذه الكلمات بدأ محمد جميل عبد القادر رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية كلماته لـ "للحياة الرياضية" مؤكدا ان هذا يوم المنى اذا ما انعقد ملتقى للاعلاميات الرياضيات في فلسطين. من جانب اخر اكد عبد القادر ان المرأة هي نصف المجتمع ولها دور في كل نشاطات وجوانب الحياة المختلفة بعد ان اصبح العالم صغيرا واصبحت المعلومات تتدفق دون رقابة الى كل البشر دون استثناء، فالمرأة نراها لاعبة وادارية ومدربة ومحكمة وطبيبة رياضية، فلماذا لا تكون اعلامية رياضية في مستوى الطموح وما يجري في العالم من تطور في الحياة الرياضية؟ فالحياة تبدلت ومعايير العالم تغيرت واصبح من الواجب التغيير وهذه المهنة يجب ان تفتح على مصراعيها للمؤهلات لها وهي تعتمد على اسس مهمة واولها الموهبة والايمان بالمهنة والتأهيل المناسب الذي يوفر للمرأة الثقافة والعلم والشعور بالمسؤولية، لقد ان الاوان ان تأخذ الاعلامية الرياضية دورها الحقيقي واقول هذا الكلام "ليس مجاملة" بل يجب ان يكون اختيارها مبنيا على التنافس الموضوعي ووفق اسس علمية ويتم اختيار الافضل سواء اعلامي ام اعلامية وهذا انطلاقا من اننا اليوم نرى ان الفضائيات العربية تضم مجموعة ممتازة من مقدمات ومعدات البرامج بمختلف انواعها وغالبا ما تكون الاعلامية في هذا المجال افضل من الرجل وليس ادل على ذلك قصص النجاح التي تحققها المرأة الاعلامية في مختلف الميادين والفنون الصحفية.
على صعيد أخر أكد عبد القادر ان المشكلة والصعوبة التي يمكن ان تواجه الاعلامية العربية هو وجود فواصل بين الرجل والمرأة داخل المؤسسة الاعلامية وهذا كلام نوجهه لاصحاب القرار في المؤسسات الاعلامية والذين نطالبهم بازالة هذه الحواجز واعطاء كل ذي حق حقه سواء اكان رجلا ام امرأة في القيام بعمله على اكمل وجه ومن هذا المنطلق فنحن في الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ندعم وبقوة المستوى المهني للمرأة حتى لا يكون هناك مبرر لاستبعادها عن المؤسسة الاعلامية واكبر دليل على ذلك الملتقيات الاعلامية التي نقوم بعقدها كل سنة والتي تعمل على تعزيز التمييز الايجابي القائم على مصلحة العمل المشترك بين الاعلاميين والاعلاميات في الميدان الرياضي. في سياق منفصل وحول سؤال اذا ما كانت فلسطين على قائمة الدول المضيفة للملتقيات الاعلامية الرياضية وما مدى نجاح هذه الخطوة اكد عبد القادر ان هذا يوم المنى قائلا: "ان الامر مرتبط بضمان دخول المشاركين والمشاركات الى فلسطين وليس هناك اي مبرر يمنع تحقيق هذا الهدف فاذا جاءت الدعوة من فلسطين فقلوبنا مفتوحة لها للعمل الجاد على تلبيتها".