الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

‎الاعلاميات:مرحلة المطالبة بالحقوق انتهت والان حان وقت اثبات الجدارة

نشر بتاريخ: 20/04/2009 ( آخر تحديث: 20/04/2009 الساعة: 17:45 )
على هامش ملتقى الاعلاميات العربيات الرياضيات في دوحة قطر من 10-13 نيسان

الاعلاميات:مرحلة المطالبة بالحقوق انتهت والان حان وقت اثبات "الجدارة" في الميدان

بن قنة: الاعلام الرياضي ليس مقتصرا على الرجال والمرأة قادرة على تحقيق الافضل في هذا المعترك الصعب

عبد القادر: فلسطين على قائمة الدول المضيفة للملتقيات الاعلامية الرياضبة في المستقبل

‎رام الله - ‎الدوحة - معا – كتبت عبير البرغوثي- "مرحلة المطالبة بالحقوق انتهت والآن وقت اثبات الجدارة في الميدان" بهذه الروح الرياضية القوية عبرت الاعلاميات ‏العربيات الرياضيات في الملتقى الاعلامي الخامس الذي جمعهن في دوحة قطر على مدار ثلاثة ايام من 10-13 ‎نيسان، حيث كان الملتقى عبارة عن قمة عربية رياضية مصغرة روادها من 30 اعلامية ‎رياضية من اربع عشرة دولة عربية حققن فيها الكثير من الأهداف من تبادل الخبرات ‎والمعلومات والتجارب وقصص النجاح في الميدان.‏

‏ وأكدت الاعلاميات ان هذا الملتقى الى جانب الملتقيات السابقة نجح في الارتقاء بالمستوى المهني للاعلامية الرياضية وعزز علاقات العمل والتعاون ‏والتشبيك على اساس التكامل بين مختلف الاعلاميات العربيات في المجال الرياضي. مشيرات الى انه عمل أيضا على تعزيز التمييز ‏الايجابي المبني ‏على مصلحة العمل المشترك بين الاعلاميين والاعلاميات في الميدان بعيدا عن التنافس السلبي الذي لا يقود الا الى تهميش الاعلامية الرياضية ‏واقصائها وتذرير جهودها واهدافها.‏

من جانبه أكد رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية محمد جميل عبد القادر ان هذا الملتقى يعد من افضل وانجح الملتقيات ‎التي انعقدت حتى الآن وذلك لتحقيقه كافة الأهداف والطموحات المرجوة من خلال انعقاده ‎سواء من حيث التخطيط والتنظيم وحسن سير العمل من جهة ومن حيث ضمه لافضل الاعلاميات ‎العربيات الرياضيات والاكثر تميزا في هذا المجال من جهة‏ أخرى.‏

‏"الحياة الرياضية" كانت وسط معترك هذا الملتقى حاضرة بقوة ومتميزة في نقل الصورة الايجابية عن المرأة الفلسطينية سواء كاعلامية رياضية او ‏كرياضية موجودة في الميدان. ومن هذا المنطلق قامت "الحياة الرياضية" ولتسليط الضوء على واقع الاعلامية الرياضية العربية وعلى مسيرتها التي ‏تتخللها التحديات والصعوبات اذا ما ارادت ان تكون متمرسة ومحترفة في هذا المجال كانت لنا هذه اللقاءات المتباينة في الاجابات والمغلفة بروح ‏التحدي والقوة في بعض الاماكن والتي نقلت لنا تجارب مختلفة من بلدان عربية مختلفة.‏

‎ ‎الميدان الرياضي التحدي الاكبر‎ أمام الاعلامية العربية
الاعلامية ميادة مخيبر من جريدة "تشرين" سوريا أكدت ان المرأة الاعلامية قادرة على ‎الدخول في اي ميدان اعلامي ولكن في المجال الرياضي هناك عقبات تجاوزها يحتاج لتضحيات ‎كثيرة خاصة في العالم العربي وفي مقدمتها دائما المجتمع المحافظ ‎والعادات والتقاليد، وترى مخيبر ‏ان المرأة الاعلامية حتى تتطور في مجال عملها وتصبح قادرة على المجازفة والتحدي فهي بحاجة الى الاستقرار الذي اساسه الاستقرار الاسري حتى ‏تنجح في عملها خاصة في مجال العالم الرياضي وما يحتاجه من عمل مكثف ومتابعات. مضيفة أن الاعلامية الرياضية مطالبة ان تعمل دائما على ‏تطوير نفسها في هذا الميدان حتى تكون قادرة على مواكبة التغيرات الرياضية السريعة في العالم، مؤكدة في الوقت نفسه أن الجهات الاعلامية او ‏الرياضية المسؤولة على حد سواء مطالبة بتوفير الحوافز المادية والمعنوية للاعلامية الرياضية وخاصة‎ في مجال تنظيم دورات ‎مختصة في الاعلام الرياضي بشكل عام والاعلام الرياضي النسوي بشكل خاص، الى جانب ‎توسيع مشاركة المرأة الاعلامية الرياضية خارجيا سواء المشاركة الخاصة في الملتقيات ‎الاعلامية الرياضية ام للقيام بتغطية الاحداث الرياضية المهمة في الخارج.‎

من جانب اخر اكدت مخيبر وفيما يخص وضع الاعلامية الرياضية السورية لم يكن هناك خلال العشر سنوات الماضية سوى اعلامية او اثنتين يقمن ‏بتغطية الاحداث الرياضية اذ انه كان اعلاما مقتصرا فقط على الرجال، ولكن في الفترة الحالية اصبحنا نشهد تطورا ملحوظا في عدد الاعلاميات ‏الرياضيات كما اصبح لدينا رئيسة تحرير لصحيفة رياضية اسمها " الرياضية" وهناك صحفيات رياضيات متواجدات في الاعلام الرياضي سواء المرئي ‏او المسموع او المكتوب من مذيعات ومعدات برامج رياضية، وذلك تماشيا مع تطور الرياضة النسوية السورية اذ ان هناك اقبالا نسائيا كبيرا على ‎الالعاب الرياضية يقابله انجازات رياضية نسوية كبيرة في مختلف الالعاب الرياضية ‎واضافة الى اللاعبات هناك اداريات رياضية، فاتحاد لعبة الريشة ترأسه امرأة كما ان ‎هناك عضوات تنفيذيات في القيادة الرياضية على مستوى سوريا مثل تواجدهن كعضوات داخل ‎اللجنة الاولمبية وهنا تؤكد مخيبر ان الاعلام الرياضي النسوي السوري حريص على التواجد في اي محفل رياضي نسوي سواء داخل سوريا ‏ام خارجها.‏

‏ ‏في نفس السياق قالت الصحفية سوزان ناصر عبد الباقي- صحيفة "السياسة" الكويتية- ان الرياضة النسوية في الكويت بدأت تنهض وتواكب التطور ‏الذي تشهده الرياضة النسوية في مختلف الدول العربية وذلك بفضل رئيسة لجنة المرأة في اللجنة الاولمبية الشيخة نعيمة الاحمد والتي تحاول جاهدة ‏النهوض بالرياضة النسوية في الكويت في ظل الاقبال الكبير من قبل المرأة الكويتية على الاندماج في الرياضة النسوية، حيث تم تشكيل فريق كرة‎ ‎سلة، كما حصلنا على موافقة اتحاد كرة القدم الكويتي بتشكيل فريق كرة قدم نسوي ‎‎(صالات)، كما ان الكويت استضافت العام الماضي الدورة الخليجية لدول مجلس التعاون ‎للرياضة النسوية حيث ضمت العاب القوى، وكرة السلة وكرة الطاولة.‎

ولكن اقول -والكلام لعبد الباقي- ‎ان هذا الطريق لم يكن معبدا بالورود وهناك عثرات اهمها عدم وجود مبنى متكامل يضم ‏الرياضة النسوية بمختلف آلعابها، الى جانب العثرة التي دائما ما تصطدم بها المرأة العربية في اي مجال تسعى فيه لتحقيق اهدافها وخاصة اذا ما كانت ‏ترنو ‏لتطوير نفسها في المجال الاعلامي وهذه العثرة هي العادات والتقاليد والمجتمع المحافظ الذي يرفض ويستغرب وجود المرأة في هذا المضمار.‏

على صعيد متواصل اكدت عبد الباقي انه في مقابل محاولات المرأة الكويتية للتواجد بقوة كلاعبة وكادارية في الميدان الرياضي الا ان ذلك لا يقابله ‏تطورا في الاعلام الرياضي النسوي‎ اذ انه ما زال ضعيفا حيث اننا نواجه مشكلة عدم وجود صحفيات ‎رياضيات مختصات في مجال الاعلام الرياضي النسوي وهذا يقابله عدم وجود تغطية اعلامية ‎حقيقية للرياضة النسوية، ولكن هنا اؤكد اننا ما زلنا نشهد نهوضا رياضيا نسويا عمره ‎سنة فقط، وبالتأكيد سيواكبه نهوض اعلامي نسوي، ودائما ما اقول ان الاعلام الرياضي النسوي من الميادين الاعلامية التي ‏يصعب على المرأة الاعلامية الالتزام بها ولكن في النهاية هو من المتطلبات المهمة جدا حتى لا تبقى الرياضة النسوية وانجازاتها التي تحققها مهمشة ‏ومغيبة وبعيدة عن القارئ والمشاهد والمستمع.‏

‎‎‎ ‎المجتمع مطالب بتغيير نظرته والاعلامية الرياضية ليست "مسترجلة"‏
من الامارات التقينا الصحفية مبروكة الغانمي -جريدة "الرؤيا الاقتصادية" الاماراتية - والتي بدأت حديثها قائلة: عندما بدأت ممارستي للاعلام ‏الرياضي النسوي كان هناك استغراب كبير لا يمكن وصفه وشعرت بأنني ارتكب "جريمة" لا عملا نبيلا هدفه ‎ابراز انجازات ونجاحات المرأة الرياضية في الميدان، واصبح هناك من يطلق على ‎الاعلامية الرياضية بأنها "مسترجلة" وهذا دليل على قلة تواجد الاعلاميات الرياضيات ‎في الميدان حيث انني الفتاة الوحيدة التي تقوم بتغطية الاحداث الرياضية وخلال تجربتي في هذا المجال ‏شعرت بـ "غيرة" الرجل الواضحة، حيث اثبتت الاعلامية الرياضية أن لديها مرونة اكثر من الرجل، ومن هذا المبدأ أدعو الرجل الى تغيير نظرته لأن ‏الاعلامية الرياضية لديها طموحات واهداف لن تقف اصعب العقبات في طريق تحقيقها كما ادعوه الى المنافسة التي تعتمد على المهنية والمسؤولية اكثر ‏من الامور الشخصية، كما نسعى الى عدم جعل الميدان الرياضي الاماراتي طاردا للمرأة الاعلامية بل على العكس، واليوم تحظى تغطية الاخبار ‏الرياضية النسوية بنسب عالية جدا وهذا مواكبة مع انجازات الرياضيات في الميدان اذ ان الرياضة الاماراتية اصبحت تحتضن ‎الكثير من الرياضيات المحترفات والناجحات فالامارات تشهد تطورا في كافة الميادين ومن ‎وجهة نظري فإن تطور الاعلام الرياضي والرياضة النسوية على حد سواء هو عنصر مكمل لهذا ‎التطوير ولذلك اطالب المجتمع بتغيير نظرته لأنها لن تردعنا عن تحقيق اهدافنا ووصولنا للنجاح سواء ‏كاعلاميات او رياضيات.‏

‏ ‏الايمان بالرياضة أقرب طريق للنجاح اعلاميا في هذا المضمار
استكمالا للقاءاتنا أكدت سهام البوش- مذيعة ومقدمة اخبار وبرامج رياضية في قناة "الرياضية" المغرب، ان الاعلام الرياضي النسوي في المغرب يعاني ‏مشكلة انعدام الثقة بين المسؤولين الاعلاميين وبين الصحفيات الرياضيات، ودائما ما نواجه معضلة التقليل من الجهود التي تبذلها الصحفية الرياضية ‏رغم انها استطاعت ان تحقق انجازات نوعية في مجال الاعلام الرياضي حتى انها اصبحت تتقدم على الرجل في هذا المضمار وهذه التحديات ‎هي التي تجعل الاعلاميات الرياضيات المغربيات في تزايد مع اختلاف المنتوج الذي ‎تقدمه كل صحفية. ولكن اود ان اؤكد ايضا الى انه الى جانب اي عقبات تواجهها الاعلامية ‎الرياضية فهي مطالبة ايضا بأن تكون مؤمنة ومقتنعة بما تقوم به والا فإنها لن تعطي ‎في هذا المجال ولن تحقق النتائج المرجوة.‏

وتضيف البوش ان الاعلام الرياضي النسوي اصبح اليوم مهما اكثر من اي وقت مضى وذلك لمواكبة النهضة الرياضية النسوية التي تشهدها المغرب ‏اليوم حيث ان المرأة الرياضية المغربية اصبحت قادرة على المنافسة في المجال النخبوي وهي متواجدة في كافة الالعاب الرياضية حتى في العاب ‏القوى التي تعد أم الالعاب في المغرب، كما تمت المراهنة على المرأة المغربية الرياضية في الكثير من الملتقيات الدولية. ‏

‏ ‏‎ ‎في سياق متصل أوضحت ليلى ساجي - مديرة الاتصال والعلاقات العامة في وزارة الشباب والرياضة - الجزائر- قالت ان ‏الاعلام ‎الرياضي النسوي في الجزائر يشهد تطورا مستمرا وخير دليل على ذلك تواجد المرأة ‎الاعلامية الرياضية بنسب عالية حتى اصبح الفارق بينها وبين الرجل في هذا المجال فرقا ‎ماديا لا اكثر، وهذا يعد العائق الرئيس فقط، اذ ان المجتمع الجزائري ليس لديه اي قيد ‎تجاه ممارسة المرأة للرياضة سواء كلاعبة او كادارية او كاعلامية، ولكن كما قلت سابقا التحدي الاكبر هو ان الرجل يحظى بامتيازات مادية من قبل ‏الحكومة والمؤسسات والاندية والاتحادات الرياضية اكثر من المرأة.‏
ولكننا اليوم بدأنا نشهد بعضا من المساندة حيث انه من بين البرامج الحكومية الرياضية المطروحة هو تطوير المنشآت الرياضية التي تجمع بين ‏اللاعبين واللاعبات، واليوم المرأة الجزائرية موجودة بصفة قوية داخل الاطر الرياضية ويمكن القول انها تحظى بنسبة 50% كما انها تحظى بالتغطية ‏الاعلامية وليست مهمشة ففي الصحافة المكتوبة تأخذ حقها في‎ المساحات وتأخذ وقتها في البث المرئي والمسموع ‎ايضا، ولكن في الاعلام الرياضي نواجه مشكلة التركيز على اخبار كرة القدم اكثر من ‎غيرها من الالعاب الرياضية وحتى الصحفيات الرياضيات يكتبن اكثر في هذا المجال، وهذا ‎امر يجب ان يتغير حيث ان هناك الكثير من الالعاب الرياضية التي تحقق النجاحات داخليا وخارجيا.‏

وحول الملتقى وما تصبو الاعلامية الجزائرية ان تحققه من خلاله اكدت ساجي ان الملتقى خلق نوعا من التواجد الحميمي وفرصة لطرح كل اشكاليات ‏الصحفيات الرياضيات كشريكات في هم واحد وتحد واحد، كما انه أفسح المجال لطرح حلول لهذه الاشكاليات اضافة الى كونه فرصة للاحتكاك وتبادل ‏المعلومات والخبرات، واكبر دليل اتاحة الفرصة لكل دولة لاستضافة هذا الملتقى ما يعطي فرصة لكل الاعلاميات الرياضيات للمشاركة في هذا المحفل ‏الدولي، ونرجو في المستقبل ان يتعدى هذا الملتقى الدول العربية الى الدول الغربية والاوروبية وان يكون هناك لقاءات ‎مع شخصيات عالمية سواء اعلامية او رياضية لتبادل الخبرت في هذا المجال.‎

‎ ‎مرحلة المطالبة يالحقوق انتهت والان حان وقت اثبات الجدارة
ومن دوحة قطر أكدت الصحفية بينة سعد المري - جريدة "الراية" القطرية- ان نسبة ‎الاعلاميات في المؤسسات الاعلامية المختلفة اصبحت اليوم 60% وبالنسبة للاعلام الرياضي النسوي ما زال يخطو خطواته الاولى ومرد ذلك ‏الى حداثة الرياضة النسوية في قطر، وقالت المري ان هناك ‏تشجيعا كبيرا من قبل المؤسسات الاعلامية لانخراط الصحفيات في المجال الاعلامي ‏الرياضي وبخاصة في الصحافة المكتوبة، ولكن كما يقال دائما والكلام لـ المري فإن التحديات واردة في كل مجال والمجتمع المحافظ والعادات ‏والتقاليد هي من اصعبها في مواجهة الاعلامية الرياضية، ومع ذلك فالرؤيا القطرية واضحة تجاه تطوير الاعلام الرياضي النسوي، لا سيما وان قطر ‏بدأت ‏تشهد تطورا رياضيا نسويا والذي بدأ يلقى الدعم والمساندة من قبل الحكومة الرشيدة ‎وعلى رأسها رئيس اللجنة الاولمبية القطرية الشيخ تميم بن حمد ال ثاني حيث تم تأسيس ‎لجنة رياضة المرأة القطرية والتي تساهم في انشاء الفرق الوطنية الرياضية النسوية، ‎مؤكدة انه حتى الان لم يتم انشاء منتخب وطني نسوي لكرة القدم ولكن هناك اقبال كما قلنا سابقا من قبل الاتحادات والمؤسسات الرياضية ‏المختلفة لوضع خطط وبرامج للنهوض بالرياضة النسوية بكافة انواعها.‏

‏ ‏ومن الاردن أشارت الصحفية هبة الصباغ - صحيفة "الرأي" الاردنية وعضو مجلس اتحاد الاعلام الرياضي- الى أن شرارة النهوض بالاعلام ‏الرياضي النسوي يجب ان تنطلق من عند الاعلامية نفسها لأننا انتهينا من موضوع المطالبات وانتهينا من مرحلة المناداة بحقوقنا كاعلاميات، ‏والاعلاميات اليوم متواجدات بقوة على الساحة الاعلامية العربية ولكن حتى نحقق الانجازات ونصل الى النجاح فيجب علينا ان ‎نثبت انفسنا ومهنيتنا كاعلاميات محترفات والان نحن في عصر التكنولوجيا والانترنت ‎الذي حول العالم لقرية صغيرة وكل وسائل الاتصال والتواصل متوافرة ولكن "الابداع" هو ‎العلاقة الفارقة، وهنا يأتي دور الصحفية لتكون مسؤولة ومتمكنة ‎ومؤهلة لتكون قادرة على اخذ الريادة ‏عند دخولها هذا الميدان وليس فقط في المجال الرياضي ولكن الثقة هي العنصر الاساسي المطلوب من الصحفية حتى تزيل جميع العقبات عن طريقها ‏وفي الاردن حتى الان لم تحظ المؤسسات الاعلامية بنسبة كافية من الاعلاميات الرياضيات اذ اننا ما زلنا نعاني من خوف الصحفية من الدخول الى ‏هذا المعترك الصعب.‏

‎ ‎‎ ‎منتدى دافوس رياضي اعلامي ‏
‏ وفي لقاء اعتبرته شخصيا من اهم لقاءاتي في هذا الملتقى والذي كان لي شرف الالتقاء بها وهي التي تعد نموذجا اعلاميا متميزا ومثالا خلاقا لكل ‏اعلامية في بداية طريقها ولكل اعلامية ‏تصبو للوصول الى قمة النجاح متحدية رياح التعصب مصممة على ‎تحقيق الاهداف التي توازي الانجازات، غير مكترثة بالماديات وهي بمبادئها وقيمها ‎واخلاقيات المهنة التي لا تحيد عنها وميثاق الشرف الاعلامي الذي تأخذه مرجعية لها، ‎انها الصحفية والاعلامية التلفزيونية‏ خديجة بن قنة التي شبهت ملقتى الاعلاميات الرياضيات بأنه منتدى دافوس ‏الاقتصادي الذي يختص بالاقتصاديين هكذا نعيش اجواء دافوس رياضي للاعلاميين الرياضيين.‏

واكدت بنت قنة ان هذا الملتقى جسد لقاء مصالحة بينها وبين الرياضة بما يحمله من تبادل للمعلومات والخبرات وقصص النجاح بين الاعلاميات من ‏جهة وبين المحاضرين والاعلاميات من جهة اخرى. مؤكدة ان الاعلامية الرياضية يجب ان تكون كما هي قائلة في رسالة وجهتها للاعلامية الرياضية: ‏‏"كوني كما انت دون اي تغيير صريحة واقعية متحدية ومصممة وواثقة بنفسك، والا دون ذلك فلن تحققي التغيير المرجو في هذا المعترك ‎الصعب" وكما يجب ان تكون قادرة على اثبات ان هذا الميدان ليس مقتصرا على الرجال ‎وانما هناك من هو قادر على تحقيق الافضل ايضا على الساحة الرياضية، ولا ادل على ذلك ‎ملتقى الاعلاميات الرياضيات الذي اعطى الفرصة لهن للارتقاء بأنفسهن مهنيا وتحقيق التميز ‏الايجابي القائم على مصلحة العمل المشترك بين الاعلاميين والاعلاميات على حد سواء بعيدا عن التنافس السلبي في ميدان العمل والذي لا يؤدي الا ‏الى الاقصاء والتهميش في الميدان.‏

‏ ‏من تونس شرحت شيماء الزنايدي- وكالة الانباء التونسية- وضع الاعلام الرياضي النسوي قي تونس
قائلة ان الاعلام الرياضي يدرس كاختصاص مستقل في معهد الصحافة وعلوم الاخبار في الجامعات التونسية والمثير ان نسبة الطالبات في هذا المجال ‏اكثر من الطلبة والدليل على ذلك ان الصحفيات الرياضيات موجودات بقوة وكثرة في كل المؤسسات الاعلامية سواء المسموعة اوالمرئية او ‎المكتوبة، وان الاعلامية التي تملك المؤهلات والكفاءة اللازمة للعمل في الميدان ‎الرياضي تكون ابواب المؤسسات الاعلامية في تونس مفتوحة لها.‎

وتؤكد الزنايدي ان الصحافة النسوية موجودة في تونس منذ عام 1994 واذا كان هناك تأخر ‎في عملية تطورها فإنها راجعة للعقبة الوحيدة التي يواجهها كل مجتمع عربي وهي العقلية العربية والعادات والتقاليد، ولكن اذا ما ‏ارادت المرأة ان تخوض هذا المعترك فإنها يجب ان تكون مقتنعة من داخلها مؤمنة بأداء رسالة خلاقة في هذا المضمار الاعلامي الصعب، وعليها ان ‏تدفع ثمن ذلك الكثير من التضحيات الشخصية في حياتها الخاصة.‏

‎ ‎‎ ‎فلسطين على أجندة الدول المضيفة
‏"النية موجودة لوضع فلسطين على اجندة استضافة أحد الملتقيات الاعلامية الرياضية التي سيعقدها الاتحاد في المستقبل"، بهذه الكلمات بدأ محمد جميل ‏عبد القادر رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية كلماته لـ‎ "للحياة الرياضية" مؤكدا ان هذا يوم المنى اذا ‎ما انعقد ملتقى للاعلاميات الرياضيات في فلسطين. ‎من جانب اخر اكد عبد القادر ان المرأة هي نصف المجتمع ولها دور في كل نشاطات وجوانب ‎الحياة المختلفة بعد ان اصبح العالم صغيرا واصبحت المعلومات تتدفق دون رقابة ‎الى كل ‏البشر دون استثناء، فالمرأة نراها لاعبة وادارية ومدربة ومحكمة وطبيبة رياضية، فلماذا لا تكون اعلامية رياضية في مستوى الطموح وما يجري في ‏العالم من تطور في الحياة الرياضية؟ فالحياة تبدلت ومعايير العالم تغيرت واصبح من الواجب التغيير وهذه المهنة يجب ان تفتح على مصراعيها ‏للمؤهلات لها وهي تعتمد على اسس مهمة واولها الموهبة والايمان بالمهنة والتأهيل المناسب الذي يوفر للمرأة الثقافة والعلم والشعور بالمسؤولية، لقد ان ‏الاوان ان تأخذ الاعلامية الرياضية دورها الحقيقي واقول هذا الكلام "ليس مجاملة" بل يجب ان يكون اختيارها مبنيا على التنافس ‎الموضوعي ووفق اسس علمية ويتم اختيار الافضل سواء اعلامي ام اعلامية وهذا انطلاقا ‎من اننا اليوم نرى ان الفضائيات العربية تضم مجموعة ممتازة من مقدمات ومعدات البرامج ‎بمختلف انواعها وغالبا ما تكون الاعلامية في هذا المجال افضل من الرجل وليس ادل على ذلك ‏قصص النجاح التي تحققها المرأة الاعلامية في مختلف الميادين والفنون الصحفية.‏

على صعيد أخر أكد عبد القادر ان المشكلة والصعوبة التي يمكن ان تواجه الاعلامية العربية هو وجود فواصل بين الرجل والمرأة داخل المؤسسة ‏الاعلامية وهذا كلام نوجهه لاصحاب القرار في المؤسسات الاعلامية والذين نطالبهم بازالة هذه الحواجز واعطاء كل ذي حق حقه سواء اكان رجلا ام ‏امرأة في القيام بعمله على اكمل وجه ومن هذا المنطلق فنحن في الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ندعم وبقوة المستوى المهني للمرأة حتى لا يكون ‏هناك مبرر لاستبعادها عن المؤسسة‎ الاعلامية واكبر دليل على ذلك الملتقيات الاعلامية التي نقوم ‎بعقدها كل سنة والتي تعمل على تعزيز التمييز الايجابي القائم على مصلحة العمل المشترك ‎بين الاعلاميين والاعلاميات في الميدان الرياضي. ‎في سياق منفصل وحول سؤال اذا ما كانت فلسطين على قائمة الدول‏ المضيفة للملتقيات الاعلامية الرياضية ‏وما مدى نجاح هذه الخطوة اكد عبد القادر ان هذا يوم المنى قائلا: "ان الامر مرتبط بضمان دخول المشاركين والمشاركات الى فلسطين وليس هناك ‏اي مبرر يمنع تحقيق هذا الهدف فاذا جاءت الدعوة من فلسطين فقلوبنا مفتوحة لها للعمل الجاد على تلبيتها".‏
‎ ‎