آلاف الأطفال يشاركون في " مهرجان الرسم الأول لأحباب الأقصى
نشر بتاريخ: 20/04/2009 ( آخر تحديث: 20/04/2009 الساعة: 20:38 )
القدس- معا- شارك اليوم أكثر من 3500 طفل من أطفال " صندوق طفل الأقصى " وأولياء أمورهم من الداخل الفلسطيني في " مهرجان الرسم الأول لأحباب الأقصى " والذي نظم في المسجد الأقصى وباحاته تحت شعار " بأناملهم نرسم الطريق الى الأقصى "
وقد نظم المهرجان برعاية "الهيئة الشعبية المقدسية لإحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009" ، وبالإشراف الثقافي من " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " ، وقد وفرت " مؤسسة البيارق " نحو 70 حافلة عبر " مسيرة البيارق للمسجد الأقصى المبارك " لنقل المشاركين من قرى ومدن الداخل الفلسطيني ، من المثلث والجليل والنقب والمدن الساحلية ( عكا ، حيفا ، يافا ، اللد والرملة )
وأكد الشيخ الدكتور عكرمة صبري ان مثل هذا المهرجان يدلل ان الأقصى أمانة الأجيال تلو الأجيال ، فيما أشار الشيخ علي ابو شيخة ان مثل هذا المهرجان يساهم في الدفاع وحماية المسجد الأقصى المبارك في ظل تصاعد حملات التهويد وإستهداف المسجد الأقصى المبارك .
وكان آلاف الأطفال من أطفال مشروع " صندوق طفل الأقصى " – وهو أحد مشاريع " مسيرة البيارق " - توجهوا مع أولياء أمورهم الى المسجد الأقصى برفقة عشرات المرشدين ، وتجمعوا صباح اليوم في المصلى المرواني ، حيث تم توزيع أكثر من 3500 طفل الى مجموعات ، توزعوا في مواقع متفرقة في المسجد الأقصى وباحاته ، ثم تم تسليم كل طفل ورقة رسم وألوان ، وقام كل طفل برسم ما أراد عن المسجد الأقصى المبارك ، ومن ثم تم تجميع جميع الرسومات ، حيث سيتم فرزها وتحديد الرسومات الفائزة بجوائز توزع في مناسبة قريبة ، وقبل صلاة الظهر تجمع آلاف الأطفال قبالة صحن قبة الصخرة ورددوا التكبيرات وهتافات " بالروح بالدم نفديك يا أقصى "
هذا وقد برز اليوم الوجود الكثيف لهؤلاء الأطفال في جميع أنحاء المسجد الأقصى المبارك ، رغم محاولات الشرطة الإسرائيلية إعاقة دخول الأطفال على ابواب المسجد الأقصى ، حيث احتجزت الشرطة الإسرائيلية البطاقات الشخصية لكل المرشدين ، وأرجعتها فقط بعد انتهاء المهرجان ، كما قامت بإحتجاز كمية من أدوات الرسم ، كما وحذّرت الشرطة الإسرائيلية المرشدين من ترديد الشعارات والتكبيرات داخل الأقصى ، إلا ان الاف الأطفال ومرشديهم جعلوا من التكبيرات والتهليلات داخل المسجد الاقصى وساحاته من أبرز فقرات المهرجان .
من جهته قال الدكتور عكرمة صبري – رئيس الهيئة الإسلامية العليا وعضو الهيئة الشعبية المقدسية لإحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009م وخطيب المسجد الأقصى المبارك :"إنّ هذا المهرجان رائد في فعالياته ، وهذا يؤكد أنّ الأقصى أمانة الأجيال تلو الأجيال ، وأنّ هذا المهرجان يربط الجيل الصاعد بالأقصى ، ونحن إذ نثمّن جهود القائمين على هذا المهرجان ، فإنّ هذا المهرجان يطمئن المسلمين بأنّ الأقصى لن يضيع ان شاء الله " ، وأضاف الشيخ عكرمة :" إنّ الرسم من قبل الأطفال ينمّي الذكاء والخيال عندهم ، ويربط الماضي بالحاضر ، وهذه صورة من صور الثقافة " ،وتابع الدكتور عكرمة: " يهمنا التردد والتواجد المكثف في المسجد الأقصى المبارك ، وأنّ التنوع في الفعاليات يثري هذا التواجد ، ونحن نطالب الهيئات التدريسية في الإستمرار بوضع برامج زيارات للمسجد الأقصى المبارك ، سواء في الأيام المدرسية أو المخيمات الصيفية " .
أما الشيخ علي أبو شيخة – عضو الهيئة الشعبية المقدسية لإحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009م ومستشار الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني لشؤون القدس والأقصى- :" هدف مهرجان الرسم كي يرسم أطفالنا معاناة المسجد الأقصى ، كي يرسموا أبنية وجدران المسجد المشققة بسبب الإحتلال الإسرائيلي ، كي يرسموا كيف يحاصر المسجد الأقصى وتنتهك حرمته من قبل الإحتلال الإسرائيلي، كما أن في مهرجان الرسم الأول رسالة واضحة من أطفالنا أن المسجد الأقصى متجذّر في قلوبهم ، بالإضافة الى أن هذه الفعالية هي فعالية رباط وحماية للمسجد الأقصى في ظل ما يجري من حملات التهويد والإقتحام للمسجد الأقصى من قبل الجماعات والمنظمات اليهودية ، ونحن نأمل أن يتحول هذه المهرجان الى مهرجان عالمي يرسم من خلاله أطفال العرب والمسلمين المسجد الاقصى وما يمثله او يعاني منه المسجد الأقصى تحت الإحتلال الإسرائيلي " ، وأضاف الشيخ علي أبو شيخة : "
وقد جاء هذا المهرجان تحت رعاية الهيئة الشعبية المقدسية لإحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009م ، إذ أن فعاليات الهيئة الشعبية المقدسية مستمرة رغم محاولات منعها او قمعها من قبل المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية ، ولا شك انه من خلال مهرجان الرسم نجذّر معاني عروبة وإسلامية القدس وتاريخ وحضارة القدس وانها إسلامية عربية فلسطينية ، بالرغم من كل مؤامرات الطمس والتزييف والتضليل ، كما ونؤكد ان المسجد الأقصى المبارك ، هو حق خاص للمسلمين وللمسلمين وحدهم " ، وتابع ابو شيخة :" التجاوب كان منقطع النظير كون المهرجان هو الأول من نوعه ، وتم ترتيبه في وقت قصير جداً ، ونحن نصبو ان يكون هذا المهرجان سنويا ، وان يزداد نجاحه عاما بعد عام ، ونشكر الأطفال والآباء والأمهات والمرشدين والمندوبين والمؤسسات وكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان الكبير والمتميّز " .
رئيسة ملتقى الفناتات المقدسيات مها ادعيس –المشرفه على الرسومات - أبدت اعجابها في اللوحات الفنية التي رسمها الاطفال وقالت:" الرسومات عبرت بشكل واضح عن حب اطفال الداخل الفلسطيني للمسجد الاقصى وكان السرور والفرح بأعينهم اثناء رسمهم للوحات، مضيفة ان عدد من الاطفال لم يغيب عنه وضع الاقصى المحاصر والمحتل حيث قاموا برسمه وهو مقيد ولوحات اخرى رسمت بها قبة الصخرة وعلم فلسطين يرفرف فوقها،واشارت ان هناك عدد كبير من الاطفال الموهوبين الذين سيتم ضمهم لملتقى الفناتات المقدسيات .
وفي المصلى المراوني ادى الاطفال وذويهم صلاة الظهر ثم اقيم مهرجان فني تولى عرافته الشيخ مهدي مصالحه الذي قال:" ان اشبال وزهرات فلسطين قاموا برسم المسجد الاقصى المبارك للتأكيد انه مسجدا اسلاميا رغم الممارسات الاسرائيلية اليومية داخله، مضيفا نحن نرسم القدس والاقصى لأننا نعرفه ونرسم به السلام والامان، اما الاحتلال اذا رسمه فهو يرسم القتل والظلام والدماء، متمنيا الشيخ مصالحه ان تفتح الحدود والسدود وتكسر الحواجز ليتمكن اطفال فلسطين وباقي اطفال العالم الوصول الى الاقصى واداء الصلاة فيه.
واضاف ان مهرجان اليوم يأتي ضمن فعاليات الهيئة الشعبية لإحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009م ، ونؤكد اليوم ان المدينة هي عاصمة الثقافة والحضارة والخلافة الاسلامية القادمة ، وهي وقف اسلامي منذ زمن الخليفة عمر بن الخطاب ولا يجوز التفريط بها او التفاوض عليها.
وافتتح المهرجان بتلاوة ايات من القران الكريم رتلها الطفل ابراهيم ابو العلا.
وتحدث باسم الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ مؤيد العقبي حيث اكد ان الاطفال عبروا من خلال رسوماتهم عن مدى حبهم وانتمائهم للمسجد الاقصى، وقال:" جاء الأطفال الى المسجد ورسموا بأيديهم الطاهرة لوحات مختلفة لأنهم هم حماة ومحررو الاقصى ، مضيفا من خلال الرسومات أعلن الاطفال عن مدى ارتباطهم بهذه الارض المباركة ، وشكر الشيخ دائرة الاوقاف الاسلامية لتهيئتها الظروف لاستقبال الاطفال في الاقصى.
الطفل نسيم عرابي
وألقى كلمة أشبال الاقصى الطفل نسين عرابي قال فيها:" لقد بات المسجد الاقصى في بؤرة الإستهداف الإسرائيلي بكل ساحاته وقبابه وأسواره، فزيفت الاسماء والاماكن فصار حائط البراق حائط المبكى ظلما وتزويرا، واضحت ساحات الاقصى مزاراً للسائحين تحته فراغ وفوقه خلاء ، وفيه يسمع صوت الصوت للمرابطين الذين يرابطون ليل نهار للدفاع عنه"
الطفلة سهر سلامه 13 عام من قلنسوة قالت:" نأتي باستمرار للمسجد الاقصى لحمايته والدفاع عنه، ورسمت اليوم قبة الصخرة لان رسولنا محمد عرج منها الى السماوات العلى"
الطفل هلال الخطيب 8 سنوات قال:" لم انم ليلة امس وانا افكر بالرحلة الى المسجد الاقصى للمشاركة في مهرجان الرسم ووضعت كل التصورات لأخرج بلوحة جميلة تعبر عن حبي للاقصى.
وتخلل المهرجان أناشيد للمسجد الاقصى والقدس قدمتها فرقة "فتافيت الاعتصام" من كفر كنا .