ندوة حول قراءات نقدية في الرواية الفلسطينية في جامعة بيرزيت
نشر بتاريخ: 21/04/2009 ( آخر تحديث: 21/04/2009 الساعة: 15:49 )
رام الله- معا- عقدت اللجنة الثقافية في دائرة اللغة العربية في جامعة بيرزيت اليوم الثلاثاء، ندوة حول"قراءات نقدية في الرواية الفلسطينية"، بمشاركة د. علي الخواجا ود. موسى خوري ود.عبد الكريم أبو خشان وأدارها أ.نصر الله الشاعر.
وقدم د. الخواجا قراءة في "قصة حب مقدسية" للروائي يوسف العيلة، اشار خلالها إلى المغزى الحقيقي الذي يريد الكاتب أن يوضحه في الرواية، حيث أشار إلى الألوان التي استخدمها في رسم غلاف الرواية الأمامي والذي انحنى منحى سلبي في معناه ومبناه، وذلك لاستخدامه اللون الأسود في كتابة كلمة "قصة" وهي أولى الكلمات الثلاث التي يتشكل منها العنوان، وكأنه يريد الإيحاء أنها قصة موشحة بالسواد. مضيفاً أن استخدام اللون الأحمر لرسم الكلمة الثانية من العنوان "حب" للإيحاء بأنها حامية المبنى وعاطفية المعنى وجنسية السلوك وربما دموية المنهج، ثم لون كلمة "مقدسية بالأخضر" وكأنه يشير إلى ان هوية الرواية إسلامية وذات بعد إنساني رغم إرتدائها ملابس الحداد.
واكد أن اللون الأسود يدلل على عالم الإيحاء الأدبي، كالحداد والهزيمة والعتمة والنكوص والخيبة، بينما يرتبط اللون الاحمر بتداعيات الجنس وإشعال الحروب وعذاب الجحيم وسفك الدماء، أما اللون الأخضر فيدلل على مكانة المسجد الأقصى ونمائه وبقاءه رغم الحرق والقتل والإحتلال الذي تتعرض له مدينة القدس.
واستعرض د. الخواجا الدلالة للصور التي تظهر على الغلاف الأمامي وهي منبر صلاح الدين والنار تشتعل فيه بسبب إقدام مايكل روهن على إحراقه عام 1969، وصورة الفارس الذي يمتطي صهوة جواده على يمين الغلاف إلى صلاح الدين الأيوبي القائد الحي في الذاكرة الشعبية الجمعية الذي نراه يسابق ريح الزمن السيىء لحماية المسجد الأقصى والثأر ممن حرقوا منبره.
من ناحيته قدم د. خوري ورقة حول" الانفلات من سلطة النموذج"، متخذاً من رواية ماء السماء للروائي الفلسطيني يحيى يخلف نموذجاً، مشيرا أن رواية "ماء السماء" قررت أن تنفلت من النموذج المسيطر للروايات وقررت أن يكون انفلاتها خطابا بديلا للخطاب النموذج، مضيفاً: "الرواية تنشغل بتفكيك مؤسسة العواطف الجماعية وتقارب هموم الأفراد التي تلتحم دون أن يغيّب التحامها العلامات الفارقة التي ترشح من تمايز العلامات الفارقة لأصحاب الهموم".
واضاف:" ان الرواية تقارب الإنساني الموزع بين الثبات والخلخلة والتوق الإنسانيّ الدائم إلى العودة نحو الثبات. أبناء مخيم رواية ماء السماء، وهو مخيم فلسطيني في الأردن، يكتسبون مهارات في كرة القدم وكرة السلة ورياضة الملاكمة، ويعودون في المساء إلى بيوتهم التي تعبق برائحة طبيخ، ويحتفظون بشهوة الحديث ويحتفظون بشهوة السهر، ويقهقهون لأن الطرفة تضحك وكثرة الهمّ تضحك".
وتحدث د. أبو خشان حول "سردّية النكبة في شخوص ماء السماء"، موضحاً أن هذه الرواية إبتدأت زمنياً برواية بحيرة خلف الريح، والتي تعكس سردية الكتابة عن القرية الفلسطينية الكائنة بالقرب من بحيرة طبرية "سمخ" وهي قرية الكاتب.
وتناول د. أبو خشان تأثير النكبة على مجموعة كبيرة من الشخصيات تدخل ضمن الشخصيات الرئيسه التي اشتملت عليها الرواية، مستعرضاً تأثير هذه النكبة على الشخصيات من خلال المفارقة بين الواقع الذي فرضته النكبة، وحجم التشويه، والإنهيارات التي تعرضت لها الشخوص، وذلك ان تفاعلات النكبة قد أوصلت هذه الشخوص إلى مستوى متدن من الإنكسار والخيبة ، ولكن من خلال معالجة الأمر في الجيل الثاني من هذه الشخوص نلمح خلالها طاقة من النور تنبعث من عبر ظهور أطفال النكبة ممثلين في كل من ماهر وماء السماء، الأمر الذي يشير إلى الضوء في نهاية النفق.