من مقديشو للفالوجة لنهر البارد وغزة - مراسل العربية المتهور في الصومال
نشر بتاريخ: 21/04/2009 ( آخر تحديث: 22/04/2009 الساعة: 00:29 )
بيت لحم - تقرير معا - ليس من السهل ان ينال المراسل الصحافي رضى الجمهور العربي ،وكثير منهم حصلوا على جوائز دولية الا ان قلة قليلة تحصل على التكريم في الوسط العربي ، وربما لان قلة من المراسلين في القنوات العربية حققوا حضورهم بشكل رائع وبسيط وسط اسرة المشاهدين ومن بينهم مراسل قناة العربية الشاب وائل عصام والذي ابلى بلاء حسنا في العمل الميداني اثناء الازمات والحروب .
لاول مرة ظهر وائل في قطاع غزة ، لم ننتبه له جيدا لان حجم الجرائم الاسرائيلية كان اكبر من ان نلاحظ قدرات صحافي شاب ، الا انه سرعان ما اصبح " المغامر " الذي يخوض غمار الحرب ويحصل على السبق الصحافي تحت ازيز الطائرات وامام فوهات المدافع .
ويُعتبر وائل عصام من مراسلي الحروب المعروفين في الوطن العربي، حيث غطى حرب يوليو/تموز التي شنتها إسرائيل على لبنان، وأيضاً حرب نهر البارد، والحرب التي اندلعت في الصومال، وأخيرا كانت غزة محطته الأخيرة التي عشقها وأنتج عدة تقارير إخبارية مميزة فيها لفتت أنظار الجميع.
وفي حين تتحدث كل الصحف والقنوات عن القرصنة في الصومال ، لم تتمكن وسائل الاعلام من تشكيل فكرة مباشرة وحسيّة عند المشاهدين لمعنى القرصنة ، حتى وصل وائل عصام الى القراصنة والتقى مع القرصان الملقب ( جيوغرافيا ) فكان تقريره غاية في النجاح والابداع . وعلى قناة العربية ان تستضيف وائل عند عودته ليتحدث للمشاهدين العرب عن هذه التجربة .
ومن قبل اقتحم وائل عصام مخيم نهر البارد قبل ان يدخله الجيش اللبناني بنحو 48 ساعة ليكون المراسل التلفزيوني الوحيد الذي ينقل الى العالم عبر الفضاء وعلى الهواء مباشرة، المعارك الدائرة هناك، وسرعان ما وجد نفسه وجهاً لوجه أمام بنادق «فتح الإسلام» الموجهة الى لبنان المترامي في أحضان التنظيمات والايديولوجيات والمخططات المختلفة.
و ظهر عصام وهو يحتمي بمايكروفونه (بدلاً من بندقية) ويوجه كاميرته الى المواقع التي يتحصن فيها أفراد «التنظيم»، فهل هي حربه أيضاً؟ قد تكون كذلك. فمسؤولو الجيش اللبناني لم يعرفوا كيف تمكن هذا الشاب من اختراق صفوفهم والوقوف معهم في الخطوط الأولى، ما دفعهم الى اعتقاله لساعات قبل ان يفرج عنه، وبطبيعة الحال فتلك الأجواء ليست غريبة عليه هو الذي سبق له ان تعرض لأقسى من ذلك.
«مغامر ومقامر ومتهور ومهني»... هكذا يراه زملاؤه في العمل وهو يبث رسالته. يتحدثون عنه بإعجاب ويصفونه بـ «الظاهرة»، فهو «لا يتورع عن القيام بأي عمل من شأنه ان يعزز نجاح مهمته»، بحسب قولهم. وعصام «الظاهرة» وصل الى لبنان بعدما انهى مهمته في مقديشو كان انتقل اليها مع سيطرة جماعة المحاكم الإسلامية على الحكم، وأسس هناك مكتباً لـ «العربية»، وتعرض لمحاولة اغتيال، إضافة إلى تغطية المعارك الدائرة هناك، حتى سقوط جماعة المحاكم الإسلامية، وعودة الحكم إلى الحكومة السابقة. ومحاولة الاغتيال التي تعرض لها لم تكن الاولى من نوعها، إذ تعرض لمحاولة خطف واغتيال برفقة الزميل جواد كاظم الذي كان المستهدف الأول في هذه العملية منتصف سنة 2005.
مراسل الحروب وائل عصام ‘الطيراوى’ الفلسطينى اللاجئ من طيرة اللد وسط فلسطين المحتلة،هُجّرت اسرته وعائلته عام 1948 إلى الضفة ومن ثمّ غادر بعضهم إلى مصر، فيما توجه أخرون إلى الأردن وبعضهم إلى الكويت وقطر، ولكن والديه استقرا في قطر عام 1967 وتنقل بين المنافي كبقية أبناء شعبه.
وائل عصام غير متزوج ويبلغ من العمر 31 عاماً ، ولد فى قطر درس فى جامعة بغداد كلية الهندسة ‘اليكترونك الاتصالات’، انتمى الى حزب البعث العراقى فى سن السابعة عشر من عمره، مارس العمل النقابى الطلابى من خلال ترأسه اتحاد الطلبة الفلسطينيين فى جامعة بغداد عام 1999م، ورئيس سكرتارية اتحاد الطلبة العرب عام 2001م ،فساعدت على صقل شخصيته الاعلامية، وانخراطه فى الحقل الاعلامى وصولاً الى عمله فى قناة ‘العربية’ من خلال تغطيته المتميزة للعدوان الامريكى على العراق.
وفي لقاء خاص مع موقع "امد" قال وائل عصام بعد ان تم ابعاده من قطاع غزة على ايدى مسلحين تابعين لحركة حماس ، يقول ( أنه عندما أبعد من بغداد أمهلته السلطات العراقية 24 ساعة لمغادرتها ذاتيا ، ومن دون مسلحين، فيما خرج من قطاع غزة برفقة مسلحين اجبروه على المغادره، حيث أخذوه من الفندق الذي ينزل فيه إلى معبر رفح الحدودي مع مصر ).
ويضيف وائل ‘ الغريب فى الامر هو ان مواقف حركة حماس متناقضة فكانت قيادات حماس فى غزة لا تعارض على وجودى فى غزة وابلغونى وادارة المحطة رسمياً بذلك ،وكانوا يبدون استغرابهم من التهديدات التى كانت تصلنى عن طريق قيادى فى حركة حماس فهو الوحيد الذى كان يطالبنى بالمغادرة من اليوم الثانى من وصولى لغزة ،وكذلك كان يطالب ادارة محطة العربية فى دبى بضرورة مغادرتى من غزة ‘.
وائل عصام صحافي مهم في القنوات العربية ... وسنعمل في وكالة "معا " على اجراء مقابلة معه بعد عودته من الصومال - سالما ومعافى - ان شاء الله ، ونحن اذ نفاخر بعصام وبكل صحافي قدير في الجزيرة والعربية وتلفزيون فلسطين والاقصى وحتى المحطات الاجنبية ، نؤكد ان طريق النجاح شاق لكنه مليء بالفخر والعز ..