مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب يختتم سلسلة فعاليات
نشر بتاريخ: 22/04/2009 ( آخر تحديث: 22/04/2009 الساعة: 16:28 )
رام الله- معا- عقد مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب وبالتعاون مع مركز حريات وبتمويل من الاتحاد الاوروبي والوكالة السويسرية للتنمية والممثلية الهولندية، مؤتمرا وطنيا بعنوان"نحو خطة وطنية لدعم قضايا الاسيرات والاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي" في قاعة بلدية البيرة بتاريخ 16/4/2009، حيث جاء هذا المؤتمر احتفاءَ بيوم الاسير الفلسطيني.
وافتتح المؤتمر الدكتور محمود سحويل مديرعام مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بكلمة ترحيبية بالحضور واكد على اهمية المناسبة وان يرقى حجم الاهتمام بها الى المستوى المطلوب، حيث اشار الى البعد الانساني والنفسي والاجتماعي والصحي، موضحا ان الانتهاكات المستمرة والمتكررة لحقوق الانسان الفلسطيني تترك اثارا بالغة على شخصية المتضررين المباشرين واسرهم، فالهدف من التعذيب ليس قتل الانسان -وان حصل في اكثر من مناسبة-، بل قتل روحه المعنوية وبث الفزع وعدم الطمأنينة في المجتمع كله.
واضاف د. سحويل في سياق كلمته الشاملة بعض النتائج المذهلة التي اظهرتها الابحاث والدراسات التي قام بها المركز وكيف انها تترك اثارا قريبة المدى على الفرد واسرته، وكذلك الاثار بعيدة المدى التي تهز الكيان الاجتماعي، مؤكدا على ضرورة عدم تكرار التجربة المؤلمة بأيد فلسطينية، حيث ان طبيعة العمل والدراسات التي نشرت تظهر زيادة هذا الشكل من الانتهاك في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة)، بل اصبحت اكثر من مجرد حالات فردية وانما ظاهرة تتفاقم بالاونة الاخيرة تستدعي الاهتمام والحذر.
ومن جانبها تطرقت المحامية ابتسام عناتي الى ابعاد الانتهاكات الاسرائيلية التي تمتد الى الانسان الاسير واسرته وتضيق الخناق والافق عليهم، من جانبه قدم الدكتور جوني عاصي ورقة تحدثت فيها عن توجه دولي نحو تقبل معاهدة جنيف التي تنطبق على الواقع الفلسطيني.
من جانب اخر تحدثت خالدة جرار عضو المجلس التشريعي عن دور المجلس التشريعي في متابعة ودعم قضية الاسرى وتحدثت عن تقصير رسمي وشعبي اتجاهها، مؤكدة ان كل الاطراف يجب ان تقف عند مسؤليتها في هذا الاطار.
الدكتور مصطفى البرغوثي عضو المجلس التشريعي قال في مداخلته: "اننا حتى ننتصر علينا ان لا نفعل ما يفعله المحتل، وعلينا ان لا نحتفظ بأسرى سياسيين، فقيمة الحرية لا تتجزأ والاسرى في سجون صغيرة ونحن في سجون كبيرة"، مؤكدا ان الرواية منقوصة وغير متكاملة، وانه لا يجوز مساواة اسير اسرائيلي واحد بألاف الاسرى الفلسطينيين.
وختم الوزير اشرف العجرمي وزيرشؤون الاسرى والمحررين الجلسة الاولى بشكر القائمين على المؤتمر والتاكيد على ضرورة المضي قدما باتجاه دعم قضية الاسرى، مشيرا ان فلسطين الدولة الوحيدة في العالم التي لديها وزارة اسرى، مشددا على ضرورة تكاثف الجهود المحلية والدولية لدعم ونصرة قضية الاسرى، وتحدث عن دور الوزارة في متابعة قضايا الاسيرات والاسرى.
بداية الجلسة الثانية من المؤتمر كانت بمداخلة لأهالي الجولان المحتل الذين وجهوا تحياتهم الى الاسرى في سجون الاحتلال واكدوا على صمودهم ودعمهم للاسرى وقضيتهم، واكدو على اهمية البعد القومي الذي تلعبه قضية الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي، واشاروا الى اهمية الوحدة في دعم قضية الاسرى.
من ثم قدم د. محمود الرمحي مداخلة تحدث فيها عن تجربته الاعتقالية حيث تحدث عن معاناة الاسرى داخل السجون وما يتعرضوا له من انتهاكات ومداهمات ليلية وانتهاكات لحقوقهم، والقهر الذي يعيشونه نتيجة غيابهم عن عائلاتهم، وتحدث عن الاوضاع الصحية الصعبة التي يعيشها الاسرى.
واستضاف مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب المحامي موسى ابو دهيم من الهيئة المستقلة الذي بدوره تحدث في سياق مختلف عن الانتهاكات التي تمارس وتسجل داخل الاراضي الفلسطينية، وجاءت هذه المداخلة خلال المؤتمر لتأكيد رفض المركز ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الانسان بشكل عام رفضه لأي مظهر من مظاهر الانتهاكات للإنسان الفلسطيني على ايد فلسطينية ورفض وجود اي محتجزين سياسيين داخل مراكز الاحتجاز وضمن ظروف إعتقالية صعبة.
وفي نهاية المؤتمر الوطني تحدث حلمي الاعرج مدير مركز حريات عن توصيات المؤتمر، مشددا على ضرورة اخذ هذه التوصيات وتحويلها الى خطة عملية استراتيجية وطنية لدعم قضايا الاسيرات والاسرى في سجون الاحتلال.
كما عقد مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب ورش عمل بهذه المناسبة في كل من جنين والخليل في نفس التاريخ، حيث حضر الورشة مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني والاسرى واهاليهم، واكاديميين واعضاء تشريعي وشخصيات اعتبارية في كل مدينة.
وقد تحدث الاسرى المحريين عن تجاربهم الاعتقالية وعن الخدمات التي تلقوها من مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب ومدى تاثير تلك الخدمات سواء العلاج او الارشاد النفسي والاجتماعي في مساعدتهم الى العودة الى حياتهم والاندماج في مجتمعهم من جديد، اما في مدينة نابلس فقد تم عقد اللقاء بتاريخ 18/4 بالتعاون مع مؤسسات تعمل بنفس المجال في المدينة، وقد قدم الحضور توصيات ذات اهميةز
وقد تخلل ورش العمل فقرات مختلفة من قصائد وفقرات فنية قدمها اطفال الاسرى، وايضا على هامش ورشة العمل في مدينة الخليل تم عمل معرض عرض خلاله اعمال الاسرى في المدينة وتم عرض مجموعة من الجداريات التي تصور ضروب التعذيب الذي يتعرضون له، وقد شارك مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بكافة الفعاليات التي عقدت بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني.
وشارك في هذه الانشطة والفعاليات جمهور غفير من المواطنين وممثلي الهيئات الرسمية والمدنية والشعبية.