الجمعة: 11/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مختصون:المصطلحات السياسية الدخيلة والمتداولة تساوي بين الجلاد والضحية

نشر بتاريخ: 23/04/2009 ( آخر تحديث: 23/04/2009 الساعة: 17:39 )
غزة- معا- طالب العديد من الإعلاميين والصحفيين، خلال ورشة عمل عقدت بمؤسسة الثريا للاتصال والإعلام، تحت عنوان " المصطلحات السياسة المتداولة في وسائل الإعلام المحلية" بضرورة تشكيل جهة حكومية إعلامية من شأنها متابعة المصطلحات السياسة والإعلامية المتداولة والدخلية على الثقافة الإعلامية في تغطيتها للإحداث الداخلية .

في هذا السياق قال نهاد الشيخ خليل، المحلل السياسي أن المطلوب من الاعلامي والسياسي على حد السواء انتقاء المصطلحات السياسية والإعلامية التي تخدم القضية الفلسطينية مشدداً على أهمية المصطلح "السياسي" باعتباره مجموعة قليلة من الكلمات تحمل قيم ومعاني المجتمع الفلسطيني وتمس بخصوصيته بالدرجة الأولى، مشيرا إلى الكثير من المصطلحات والعبارات الوافدة التي تستخدم في وسائل الإعلام دون تمحيص أو تدقيق مما يؤدي بالضرورة إلى تزييف الحقيقة والمساس بالوحدة الوطنية، معتبراً ذلك جزء من الاختراق الثقافي لقيم المجتمع الفلسطيني .

وأورد الشيخ خليل ضمن ورقة العمل التي قدمها العديد من المصطلحات التي رصدها، رافضاً بعض المصطلحات التي تساوي بين الجلاد والضحية، كالمعتقل واستبداله بلفظ أسير والإسلام السياسي واستبداله بالحركات الإسلامية، كذلك الطرف الآخر والشريك والمحاصصة واستبدالهم بألفاظ تدعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك المصطلحات التي يروجها الغرب لعكس الحقائق مثل اتفاقيات السلام وأنفاق التهريب وتطبيق خارطة الطريق .

فيما أشار أ.مصطفى الصواف رئيس تحرير جريدة فلسطين الى أن كثير من المصطلحات التي يتم تداولها الآن لم تكن موجودة من قبل، فما يحكمها في نظره معايير مختلفة منها الحالة السياسية المتجددة، والبعد الديني، لذا يجب التدقيق بما ينشر بشكل يخدم أهدافنا المتعلقة بوضعنا الفلسطيني مع الأخذ بالاعتبار أن البعد السياسي والنفسي يؤثر على كمية استخدام أي مصطلح .

ونوه إلى أهمية دور حارس البوابة باعتباره من يقف على هذه المصطلحات ويسمح بمرورها إن كانت تخدم القضية الفلسطينية أو لا يسمح بمرورها إن كانت مفاهيم مغلوطة تسيء لقضيتنا مؤكداً على دور السياسة التحريرية في تحديد المصطلح والسماح بتناوله أم لا، فالغرب عادة ما يصدقوا الرواية الإسرائيلية ويتخذونها حجة .

فيما اتفق معه في الرأي الصحفي سامي زيارة مراسل التلفزيون الامريكى، وطالب بتشكيل فريق إعلامي رسمي تابع للحكومة الموجودة مهمته إخراج رواية فلسطينية صادقة تنافس الرواية الإسرائيلية المصدقة لدى الغرب مع التركيز على الإعلام الغربي والمصطلحات التي ترد إلينا عن طريقه .

من جهته قال المذيع عبد الناصر أبو عون من إذاعة القدس : أن غياب جهة تحديد المصطلحات ساهم في نشر مصطلحات مغلوطة مع الأخذ بالاعتبار أن السياسة التحريرية غالبا ما تصطدم بالبعد النفسي والسياسي لدى الرأي العام ، مضيفاًَ أن المطلوب استخدام مصطلحات تخدم القضية الفلسطينية بمستوى مهني مسؤول بعيدا عن الحزبية مع الحرص على عدم الغوص بإشكاليات المفهوم العام.

في حين أكدت النائب هدى نعيم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثريا للاتصال والأعلام على أن وسائل الإعلام الغربية غير حيادية وتتعمد غرس مفاهيم مغلوطة تسئ للقضية الفلسطينية ، مشددة على ضرورة وجود جهات تلفق المصطلحات وتحدد إن كانت تستقبلها وتظهرها للرأي العام أو تستبدلها كذلك بما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا، منوهةً إلى أن الأزمة تكمن لدى السياسي الذي قد يساهم في نشر مفاهيم مغلوطة دون وعي منه.

من جهة أخرى أشار المحرر المسؤول وسام عفيفة من صحيفة الرسالة إلى مجموعة من الأسباب ساهمت في نشر المصطلحات الدخيلة، منها الانتماءات الحزبية التي ساهمت في نشر مصطلحات بين أفراد المجتمع مثل شيعة وخلافه ، كذلك الانترنت وهامش الحرية الواسع الذي يمكن من خلاله تمرير كثير من المصطلحات والمفاهيم الخاطئة وكذلك غياب الجهة التي تحدد المصطلحات الصحيحة والتي يجب تداولها.

وأوصى المشاركون بضرورة تشكيل جهة مختصة معنية بوضع قاموس يضم المصطلحات المعني استخدامها ، مع الوضع بالاعتبار أن كل من الإعلامي أو السياسي مسؤول عن تمرير هذه المصطلحات في خطابه لذا يجب الحذر والحرص أثناء مخاطبة الرأي العام.