الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة الأقصى تنظم ندوة بعنوان"أسرى الحرية بين الألم والأمل"

نشر بتاريخ: 25/04/2009 ( آخر تحديث: 25/04/2009 الساعة: 17:03 )
غزة- معا- نظمت كلية الإعلام بالتعاون مع العلاقات العامة والثقافية في جامعة الأقصى اليوم السبت، ندوة بعنوان "أسرى الحرية بين الألم ... والأمل" وذلك ضمن فعاليات التضامن مع الاسري المحتجزين في سجون الاحتلال.

وشارك في الندوة التي أقيمت تحت رعاية الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري رئيس الجامعة عدد من الأسرى المحررين والمهتمين بشؤون الأسرى وممثلين عن المنظمات الحقوقية والإعلامية والأهلية والعديد من الأكاديميين، والباحثين والمهتمين وحشد من طلاب الجامعة، وذلك في قاعة المؤتمرات بالجامعة.

وأكد المشاركون في الندوة على التفاف الشعب الفسطيني بجميع قطاعاته وقواه الفاعلة حول قضية الأسرى باعتبارها قضية وطنية، مؤكدين على رفضهم لأي التفاف حول هذه القضية الوطنية.

وشدد المشاركون في الندوة التي تأتي في إطار سلسلة من الفعاليات تنظمها الجامعة لنصرة قضية الأسرى على رفض الشعب الفلسطيني التنازل أو المساومة حول هذه القضية الوطنية الهامة، مشيرين إلى أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في تسليط الضوء على قضية الأسرى، وفضح الجرائم والممارسات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأسرى.

وقال الدكتور أحمد ابراهيم حماد عميد كلية الإعلام،خلال الندوة:" إنه في الوقت الذي جسد فيه الأسرى الوحدة الوطنية بتوقيع وثيقة الوفاق الوطني داخل السجون، فإن كافة وسائل الإعلام والمسؤولين قصروا تجاه قضايا هؤلاء الأسرى الإنسانية والقانونية".

وأشار د. حماد، إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم ومنذ فترة طويلة بحملة لتشويه صورة الأسير من خلال هجمات إعلامية مستمرة شاركت فيها بعض الأطراف الدولية، مضيفاً أن الإعلام الإسرائيلي الموجه بشكل صحيح، وكذلك الإعلام الغربي المساند نجح في قلب الحقائق لدى المواطن الغربي، والرأي العام الدولي، كما تمكن من زرع العديد من المصطلحات التي قد توحي للمواطن الغربي بتصورات حول آسرانا مخالفة للواقع والحقائق.

وأوضح أن الإعلام الإسرائيلي استخدم بصورة ممنهجة مصطلحات مثل " القتلة" و" الإرهابيين" و"الملوثة أيديهم بالدماء"، معتبرا أن الدور الكبير في إعادة النهوض بقضية الأسرى ملقى على الإعلاميين ومراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية في الأراضي الفلسطينية، داعيا إلى رسم خريطة إعلامية جديدة تتناسب مع المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

من جهته، أوضح رأفت حمدونة الأسير المحرر والباحث في شؤون الأسرى أن قضية الأسرى هي قضية إنسانية وأخلاقية تحظى بالإجماع الوطني.

وقال حمدونه:" إن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967 قرابة 800 ألف فلسطيني بينهم أكثر من 60 ألف خلال انتفاضة الأقصى، ويقبع حالياً أكثر من 11،500 أسير بينهم 98 أسرة و350 طفل"، مبينا أن هناك 352 أسيرا معتقلين قبل اتفاقية أوسلو بينهم 81 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً ، ومنهم 13 أسير أمضوا أكثر من ربع قرن.

وأكد حمدونة أن قضية الأسرى أصبحت مختزلة على المستوى الداخلي ولم تصبح أولوية حيث طغت عليها القضايا الخلافية، منوها الى أن قضية الأسرى تحتاج إلى جهد إعلامي على المستوى الداخلي والخارجي من خلال وضع هذه القضية على سلم الاهتمام الشعبي والرسمي وعلى مستوى الإعلام ومحاولة إيصال صوت أهالي الأسرى لأبنائهم في سجون الاحتلال خاصة الممنوعين من الزيارات لرفع معنوياتهم والاطمئنان عليهم.

وناشد وسائل الإعلام بعدم اختزال جهدها بخطاب جمهورها الذي يدرك هذه المعاناة وضرورة إيجاد وسائل إعلام باللغات الأجنبية لإظهار معاناة الأسرى وانتهاكات دولة الاحتلال بحقهم.

كما أكد الأستاذ عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان بغزة على أن المنظمات الحقوقية تبذل قصارى جهدها في خدمة الأسرى استنادا الى القوانين والمواثيق الدولية ومنها اتفاقية جنيف الرابعة والتي تنطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار إلى أن المعتقل يعيش أنماطاً متعددة من الحصار النفسي والمادي منوهاً إلى الجهود التي تبذلها المؤسسات القانونية والحقوقية للتكيف في ظل العراقيل التي يضعها الاحتلال بهدف التخفيف من معاناة الأسرى وذويهم وإيصال احتياجات الأسرى في ظل الظروف الراهنة.

وأوضح يونس أن إصرار الاحتلال على منع ذوي الأسرى من زيارات أبنائهم لأكثر من خمس سنوات للبعض منهم، إضافة إلى سياسة الإهمال الطبي وغيرها من الممارسات والانتهاكات بحق الأسرى تندرج في مجملها ضمن جرائم الحرب.

من جهته اعتبر الكاتب الصحفي طلال عوكل أن قضية الأسرى هي إحدى القضايا الأساسية التي تمس كل بيت فلسطيني، لكن الشروط التعجيزية التي تطرحها إسرائيل تزيد من احتقان القضية التي تحتل الالولوية لدى كل مواطن فلسطيني.

وأشار إلى أن قضية الأسرى تحتاج إلى جهود من جانب القوى الوطنية والإسلامية في الداخل والخارج ومن جانب السلطة الفلسطينية بشكل أساسي حتى تكون قضية الأسرى على سلم اولويات المطالب الفلسطينية في كافة الحوارات و التفاهمات سواء على المستوى المحلى أو الدولي.

وقال عوكل :" إن المؤسسات الحكومية تقدم بعض الإمكانيات التي من شأنها أن تعيل أسر الأسرى، لكن القضية تحتاج إلى جهد حكومي واهلى لمتابعة أوضاع أسرهم المعيشية والاقتصادية و الأسرى أنفسهم داخل المعتقلات الإسرائيلية"، موضحا أن هناك مجال لفتح الموضوع بشكل أوسع من أجل التقدم في إيجاد الحلول لهذه القضية وعدم المماطلة ولو بشكل بسيط.

كما أوضح الأسير المحرر ماجد شاهين في مداخلة له خلال الندوة أشكال التعذيب التي يتعرض لها السجين لدى سلطات السجون الإسرائيلية وحرمانهم الكثير من الحقوق، محذرا من خطورة هذه الاعتداءات التي تنذر بالانفجار والتوتر داخل السجون.

يشار إلى أن فعاليات أسبوع التضامن مع الأسرى بدأت في جامعة الأقصى منذ الأسبوع الماضي بزيارات قام بها أساتذة من الجامعة لأهالي عدد من الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وقد لاقت هذه الزيارات مشاركة واسعة من قبل موظفي الجامعة احترام وتقدير كبيرين من قبل ذوى الأسرى.